علي سيد أحمد (أبوظبي)
للقمر وجه واحد.. يضيء ليملأ الدنيا نوراً وسعادة.. للقمر وجه أبوظبي.. عاصمة الحب والجمال والإنسانية.. أبوظبي التي أضافت المجد للعراقة ومهدت طريق اللقب القاري للمرة الأولى.. هما الشيء نفسه.. الألق نفسه.. الحضور نفسه.. القمر نفسه.. هي أبوظبي التي تسكن في الوجدان.. ومانشستر سيتي الذي وقع في حب أبوظبي.. فكانت الشراكة والتميز والإبداع.
الملامح نفسها.. هذه المدينة الساحرة تعشق التميز، وهذا القمر السماوي يعشق منصات التتويج.. كلاهما «منصور» وكلاهما عليه ختم «صنع بحب».. و«اكتمل بحب»، و«كل الحب».
من مانشستر بدأت القصة.. وأبوظبي منحت السيتي صك النجاح والتميز.. ترافقا معاً بـ «اللون الأزرق» ليزهو في ملاعب العالم وينسج الإعجاب وينتزع الانتصارات، ويصعد إلى منصات التتويج.
السيتي بوجه أبوظبي فعل كل شيء في كرة القدم، وقدم كل شيء.. قدم كرة قدم بمواصفات أبوظبي، ليعزف لحن الانتصارات مع «فرقة بيب»، وإبداعات هالاند وقفزاته العالية، وأوكسترا الفريق السماوي.
تواصلت قصة النجاح.. تواصلت الحكاية بالعزيمة والريادة والتميز.
سيتي وأبوظبي.. أبوظبي وسيتي.. قلها هكذا أو قل تلك لكن النتيجة واحدة، ومثل هذه المباريات تنتهي بـ «أهداف مشتركة» و«تسديدات داخل شباك التفوق».
أبوظبي وسيتي كل شيء تم رسمه بدقة.. باستراتيجية.. بصبر.. بحب.. بأهداف تتجاوز كرة القدم، ليصبح السيتي مع أبوظبي أكثر بكثير من مجرد نادي كرة قدم.. وأكثر بكثير من مجرد أكاديمية للكرة.. السيتي وأبوظبي.. قمة في كل شيء.. فالقمة تليق بهما.
أنه مشروع مدروس، حقق أهدافه بالكامل، مشروع يعكس قدرات أبوظبي عاصمة الرياضة العالمية في صنع النجاح وتقديم تجربة مضيئة لكل العالم، تجربة احترافية بعقول إماراتية لا تعرف المستحيل.. فالمستحيل ليس إماراتياً.
الإمارات التي عانقت الفضاء، كان حلمها الفسيح الوصول إلى القمر، وكان قمرنا سماوياً يرسم الفرحة على كوكب كرة القدم بالمتعة والإثارة، ومعانقة منصات التتويج.
قدمت أبوظبي درس اللامستحيل في كرة القدم لتحتفل مع السيتي بإنجاز كبير.
يوماً قال سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير ديوان الرئاسة، مالك النادي: «إن السيتي ما زال في منتصف الطريق لبلوغ قمة جبل إيفريست، وبجدارة سجل القمر السماوي اسمه في قائمة الذهبيين ممن بلغوا هذه المكانة التاريخية، كل هذا تحقق بجهد وتخطيط ورؤية ثاقبة».
عبر 4396 يوماً وطوال 12 عاماً انتظر سيتي قبل أن يصعد إلى منصات التتويج بفريق «لا يقهر»، حيث تمكن بيب وكتيبة النجوم من تحقيق الحلم القاري، بل إنه جاء ضمن «ثلاثية تاريخية» باهرة ومستحقة، كان القمر السماوي فيها نجماً ساطعاً في سماء المجد.
كانت ليلة للتاريخ وانتصاراً لكرة القدم الحديثة ولفكر أبوظبي وقيادتها الحكيمة للفريق بقيادة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير ديوان الرئاسة، مالك النادي، انتصر الفكر وانتصرت كرة القدم الجميلة، وانتصرت أبوظبي وهي ترسم الحلم برؤية ثاقبة.