رضا سليم (دبي)
بدأت كرة القدم العالمية في تغيير جلدها مع تراجع نجومية حقبة أساطير كرة القدم والتي استمرت لسنوات طويلة، وشهدت تألق نجوم أمثال الأرجنتيني ليونيل ميسي ورونالدو وكريم بنزيمة وسواريز ونيمار وإبراهيموفيتش، بجانب الصراع الآخر على لقب أفضل لاعب سنوياً، والكرة الذهبية دائماً ما تشهد انتقادات واسعة من أنصار النجوم، إلا أن نهاية الموسم الحالي تشهد موجة كبيرة من وداع النجوم، بعدما توالت بيانات الأندية على مواقع التواصل الاجتماعي للإعلان عن رحيل نجومها.
ولأن لغة الاحتراف لا تعرف العواطف، فقد جاء الوداع قاسياً للغاية لهذه الكوكبة التي أمتعت جماهير الكرة الأرضية لسنوات طويلة وجذبت الجمهور إلى الملاعب وأمام الشاشات، إلا أن خروج ميسي من نادي باريس سان جيرمان، على سبيل المثال، لم يكن بالشكل الذي يليق بنجم كبير، بل إن جماهير نادي العاصمة أطلقت صافرات استهجان ضده، على عكس ما حدث عندما تم التعاقد معه منذ عامين قادماً من برشلونة ملكاً، حيث وقفت له كل الشوارع والميادين، وهو ما حدث مع زميله في الفريق سيرجيو راموس.
وخاض النجم الأرجنتيني 74 مباراة على مدار موسمين وساهم في 67 هدفا، حيث سجل 32 هدفاً وصنع 35 هدفاً، وساهم مع الفريق في الفوز بالدوري الفرنسي مرتين والسوبر مرة واحدة، والفارق كبير بين جماهير سان جيرمان وبرشلونة التي لازالت تردد اسمه وتهتف له في المدرجات بعدما صنع المجد، حيث لعب 778 مباراة وسجل 672 هدفاً وصنع 269 هدفاً، وحقق معه لقب الليجا 10 مرات والسوبر 8 مرات وكأس الملك 7 ألقاب ودوري أبطال أوروبا 4 مرات والسوبر الأوروبي 3 مرات وكأس العالم للأندية 3 مرات.
وقال نادي باريس في بيان: «بعد موسمين في العاصمة، ستنتهي مغامرة ليونيل ميسي مع باريس سان جرمان مع انتهاء موسم 2022-2023».
ولم يكن غريمه التقليدي البرتغالي كريستيانو رونالدو بأحسن حال منه في خروجه من مانشستر يونايتد، بعد مسلسل من المشاكل مع النادي والمدرب وحالة من غضب الجماهير ضده.
كما ودع كريم بنزيمة نادي ريال مدريد بعد محاولات بينه وبين إدارة النادي للتجديد لموسم إضافي، إلا أن النادي أعلن فجأة عن رحيله وعدم التجديد له، وهو أكثر لاعب حقق بطولات مع الريال وصلت إلى 25 بطولة، منها 5 مرات دوري الأبطال و5 مرات كأس العالم للأندية و4 ألقاب لليجا و4 ألقاب للسوبر الأوروبي، ومثلها للسوبر الإسباني و3 مرات لكأس الملك، وهو ثاني هداف في تاريخ النادي برصيد 353 هدفاً، في 647 مباراة، وأكثر من صنع في تاريخ الملكي ورابع الهدافين في دوري أبطال أوروبا.
كما رحل البلجيكي إيدن هازارد عن الريال بعد 4 مواسم وشارك في 76 مباراة، وسجل فيها 7 أهداف فقط وصنع 12 أخرى.
وكان الوداع الأبرز المهاجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش لاعب ميلان الإيطالي، وجاء مشهد الوداع حزيناً بملعب سان سيرو، حيث بكت الجماهير على رحيله من الملاعب، وأقام لاعبو ميلان ممراً شرفياً له، لحظة خروجه من النفق المؤدي لغرف الملابس، بينما صافح «السلطان» جميع لاعبي الفريق والجهاز الفني.
وشارك إبراهيموفيتش في 941 مباراة طوال تاريخه، نجح خلالها في تسجيل 555 هدفاً، فيما صنع 226 هدفاً، وحصد طوال مسيرته 32 بطولة مع مختلف الأندية التي لعب لها.
وانتشرت عدوى عدم تجديد العقود لعدد كبير من اللاعبين في مختلف الأندية الأوروبية التي بدأت في تغيير جلدها بصفقات جديدة، في حين انتهى زمن الأساطير، سواء بالاعتزال أو خوض تجربة جديدة في دوريات أقل، ربما يكتب لها النجاح أو الفشل.