أنور إبراهيم (القاهرة)
يبدو أن لحظة التغيير حانت في باريس سان جيرمان، بعد موسم تراه جماهير النادي مخيباً للآمال على المستوى الأوروبي، حيث خرج الفريق مبكراً من دوري الأبطال، مثلما خرج من كأس فرنسا، ولم يتبق له سوى بطولة الدوري التي اعتاد الحصول عليها بسهولة خلال السنوات العشر الأخيرة، باستثناء مرات قليلة جداً كانت فيها من نصيب الأندية الأخرى. وتدرك إدارة النادي إنه يتعين عليها إجراء تعديلات جوهرية في هيكل الفريق، تجنباً لحدوث سقطات مدوية على المستوى الأوروبي بوجه خاص.
وإذا كان رحيل النجم الأرجنتيني الأسطورة ليونيل ميسي بنهاية عقده في يونيو القادم، أمراً مفروغاً منه ولا رجعة فيه على حد قول العديد من المصادر الفرنسية المطلعة، فإن نادي العاصمة الفرنسية لا يمكن أن يتوقف عند هذا الحد "رحيل ميسي"، وإنما بات في طريقه للتخلص من كريستوف جالتييه المدير الفني رغم اقترابه من إحراز لقب الدوري، إذ أن هناك شبه إجماع على ضرورة إقالته، بين وسائل الإعلام الفرنسية المختلفة التي تشير إليه بأصابع الاتهام، فيما يتعلق بالفشل الأوروبي في دوري الأبطال.
ولن تكتفي إدارة سان جيرمان بذلك، حيث كشفت صحيفة "لوباريزيان" النقاب عن أن النادي في طريقه للتخلص أيضاً من عدد من نجوم الفريق وكوادره الأساسية، مثل البرازيلي نيمار دا سيلفا والإيطالي ماركو فيراتي والبرازيلي ماركينيوس هذا الصيف، وذلك ليس فقط تلبية لمطالب جماهير "الأولتراس" وإنما لتراجع مستويات هؤلاء النجوم كثيراً، إما بسبب كثرة الإصابات، أو طريقة الحياة التي يعيشونها، والبعيدة كل البعد عن مواصفات الرياضي المحترف.
وقالت الصحيفة إن نيمار وفيراتي سيُدفعان دفعاً نحو الرحيل بنهاية الموسم، سواء عن طريق البيع النهائي، أو الإعارة مع خيار بالشراء.
وأضافت الصحيفة إن نيمار أصبح مهيئاً تماماً للرحيل على عكس الموسم الماضي الذي تمسك فيه بالبقاء، ويبدو إن تظاهر عدد من جماهير النادي أمام مقر إقامته، كان بمثابة "القشة التي قصمت ظهر البعير" على حد قوله للمقربين منه، وجعلته يقول إنه لم يعد يطيق ارتداء قميص هذا الفريق.
وتابعت الصحيفة: نيمار أصبح مستعداً لدراسة جميع العروض المقدمة إليه والتي تسمح له بتغيير وجهته هذا الصيف، مشيرة إلى إنه منفتح على كل الاحتمالات "بيع نهائي أو إعارة مع خيار الشراء مع تحمل الباريسي لجزء من راتبه الكبير".
أما بالنسبة لفيراتي، قالت الصحيفة إن استهدافه للرحيل من جانب إدارة النادي يشكل مفاجأة، إذ أنه مد عقده مؤخراً إلى 2026، غير أن أسباب هذا القرار ترجع إلى راتبه المرتفع جداً، فضلاً عن تراجع تأثيره على الأداء الجماعي للفريق، وغياباته المستمرة بسبب الإصابة، وطريقة حياته التي تتعارض مع الحياة المطلوبة بالنسبة لرياضي يلعب على أعلى مستوى احترافي، ما دفع سان جيرمان إلى إعادة النظر في مستقبله مع الفريق.