مراد المصري (دبي)
«لا يمكنك الذهاب لتناول الطعام في مطعم بقيمة 100 يورو عندما يكون لديك 10 يوروهات فقط في جيبك، هل يمكنك ذلك؟»، هذه كانت كلمات المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي عندما رحل عن صفوف يوفنتوس في صيف عام 2014، متذرعاً بأن سياسة الصرف المالي المحدود والاعتماد على اقتناص الصفقات بأقل تكلفة مالية، التي يقوم بها الرئيس التنفيذي جوزيبي ماروتا لن تكون قادرة على جعل الفريق قادراً على منافسة الفرق الأوروبية الكبيرة.
لكن بعد نحو 9 سنوات من تلك الواقعة ومع اقتراب إنتر ميلان من بلوغ نهائي دوري أبطال أوروبا، بعد تفوقه على جاره آي سي ميلان بهدفين دون رد في ذهاب نصف النهائي، يثبت ماروتا أنه الرجل القادر على الدخول والتهام ما يشاء على الطاولة بهذه الـ 10 يوروهات، فهو الذي أكمل مع اليوفي لاحقاً سلسلة متتالية من الألقاب المحلية في مختلف مسابقات الدوري والكأس وكأس السوبر، كما أن فريق «السيدة العجوز» بلغ نهائي دوري أبطال أوروبا مرتين في 2015 و2018، مع تواجد دائم في الأدوار الإقصائية للمسابقة خلال فترة المدير التنفيذي.
ثم رحل ماروتا إلى إنتر ميلان، وكان سبباً في إيقاف سطوة اليوفي على الألقاب المحلية، بانتزاع لقب الدوري منه بعد 9 مواسم متتالية، وتحديداً في عام 2021، وبعد تكرار الفشل الأوروبي للمدرب كونتي مع «النيراتزوري»، كسب ماروتا الرهان مع المدرب سيموني إنزاجي، حيث يبدو الفريق على أبواب الصعود إلى المباراة النهائية بعدما أنفق 42.6 مليون يورو فقط في انتقالات هذا الموسم، منها نحو 27 مليون يورو لضم الأرجنتيني خواكين كوريا من أتلتيكو مدريد الإسباني، و3 صفقات بنظام الاستعارة منها 7 ملايين يورو لتجديد إعارة البلجيكي روميلو لوكاكو، فيما قام بضم عدة لاعبين هذا الموسم أو في الفترة الماضية في صفقات مجانية، ومنهم إدين دجيكو وهنريك مخيتاريان صاحبي هدفي الفوز أمام ميلان.
وليست هذه المرة الأولى التي يعتمد فيها ماروتا هذا النهج، حيث ضم لاعبين لليوفي حققوا نجاحات كبيرة بصفقات مجانية أو مبالغ بسيطة، فقام بضم أندريا بيرلو وبول بوجبا وكارلوس تيفيز وغيرهم بشكل مجاني، فيما كان ألفارو موراتا يلعب على سبيل الإعارة مقابل 5 ملايين يورو فقط، عندما سجل هدفاً أقصى فريقه ريال مدريد من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا في 2015، وغيرها الكثير من الأمثلة.
ولم يكن نجاح ماروتا وليد الصدفة من خلال الاعتماد على ورقة الـ 10 يوروهات لمزاحمة الكبار، فهو الذي عمل مع أندية متواضعة في سنوات صعوده الإداري وحقق معها نجاحات، لعل أبرزها مع سامبدوريا الفريق الذي تم إعلان هبوطه رسمياً إلى دوري الدرجة الثانية الإيطالي قبل أيام، ففي عهد هذا المدير التنفيذي تأهل الفريق لأول مرة في تاريخه إلى مسابقة الدوري الأوروبي «كأس الاتحاد الأوروبي» في موسم 2004 - 2005، ثم الحصول على المركز الرابع والصعود إلى التصفيات المؤهلة إلى دوري أبطال أوروبا في موسم 2009 - 2010.
ورغم الهجوم الذي يتعرض إليه ماروتا بسبب سياساته المالية، لكنه أوضح أنه يتعامل مع هذا الجانب بالمنطق في الوقت الحالي وحسب القدرات المالية المتاحة للأندية الإيطالية، ففي تصريح سابق، قال: إيرلينج هالاند من أفضل المهاجمين في أوروبا الآن، هل يستطيع القدوم لإيطاليا الآن؟ هناك فجوة كبيرة مع الدوري الإنجليزي أو الدوري الإسباني، لذلك نحن دوري انتقالي، ولسنا الوجهة النهائية.