عمرو عبيد (القاهرة)
تدور كواليس الإقالة المفاجئة لبعض المدربين حول اللاعبين وما يحدث من اتفاقات أو تمرد داخل غرف الملابس، وهو ما كشفته التقارير بخصوص ما حدث مع ناجلسمان في بايرن ميونيخ وكذلك الأمر مع كونتي في توتنهام، وبدأت التسريبات الخاصة بملف مدرب "الديوك" السابق تظهر للعيان، حيث نقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية عن "أحد المصادر" قوله بأن الإيطالي أنهك لاعبي الفريق بإصراره على خوضهم حصة "ركض" قبل كل مباراة لمسافة طولها كيلومترين، ووصف التقرير كونتي بأن أفكاره قد "نفدت" ولم يعد لديه جديد!
وأشار تسريب آخر إلى أنه عقد اجتماع مع لاعبيه قرب نهاية يناير الماضي، لبحث أسباب الهزائم والتراجع الحاد في المستوى، لكنه لم يصل إلى نتيجة واضحة، ولهذا طالب لاعبيه بالبحث بأنفسهم عن الحل، بينما كانوا يعتقدون أنه السبب فيما وصل إليه الفريق، بسبب "التكتيك الصارم" والأسلوب الدفاعي، ولهذا عاد النجوم الكبار إليه مطالبين بمزيد من الحرية التكتيكية والانفتاح على الهجوم، وهو ما كان لفترة قصيرة قبل أن يعود الإيطالي إلى أسلوبه الصعب، لتكون بداية نهاية رحلته مع "الديوك".
وخلال ذلك تبرم اللاعبون بسبب رتابة التدريبات التي تسير بنفس الأسلوب يومياً، وكذلك الخطط الفنية الخاصة بالمباريات، والأهم أن الضغط البدني لتدريبات الإيطالي كان يرهقهم بشدة خاصة قبل المباريات، وبالطبع كان النقد اللاذع الذي وجهه إلى لاعبيه بمثابة "القشة التي قمصت ظهر البعير" وأطاحت به في النهاية، رغم أن البعض يرى "العيب" في نجوم الفريق أنفسهم، حيث سبق لهم التمرد على مورينيو وسانتو، وقبلهما بوكيتينو، كما أن التوتر الخفي الذي غمر علاقة كونتي برئيس النادي مؤخراً، كان سبباً في رحيله المفاجئ، خاصة أن دانييل ليفي لم يتقبل أسلوب كونتي "المتعالي" حسب تعبير الصحيفة في التعامل مع الإدارة!
على جانب آخر، نشرت "ديلي ميل" مقالاً طويلاً حول توتنهام أيضاً للكاتب الشهير أوليفر هولت، لكن الضوء هذه المرة كان مسلطاً على النجم الإنجليزي هاري كين، الذي دافع عنه الكاتب بقوة قائلاً إن عدم فوزه بأي لقب مع توتنهام لا يُنقص من قدره على الإطلاق، إذ يكفيه حسب رأي هولت تربعه فوق قمة هدافي إنجلترا الدوليين قبل أيام على حساب واين روني، وقدرته كذلك على تجاوز ألان شيرر كأفضل هداف في تاريخ "البريميرليج"، بجانب حصد "الحذاء الذهبي" في كأس العالم 2018، وقيادته "الأسود الثلاثة" إلى نهائي "يورو 2020".
وقال هولت إن هاري كين إذا أعلن اعتزاله غداً، فلن يُذكر أنه لم يفز بأي بطولة مع "الديوك" بل سيظل الحديث عنه كأفضل هداف عرفته إنجلترا بكل المقاييس، ولهذا يجب التوقف عن نعته بـ"المسكين" الذي يجب عليه القفز من سفينة "السبيرز" بحثاً عن التتويج بالبطولات، لأن تلك الخطوة في رأي الكاتب لا ضمان لها باستثناء انتقاله إلى مانشستر سيتي على سبيل المثال، حيث يعتقد أن الانتقادات الموجهة لهداف الإنجليز هدفها دفعه نحو أحد الفرق الأخرى ولا شيء سوى ذلك، وأصر هولت على إجراء مقارنة بينه وبين ألان شيرر، الذي لم يحصد أي بطولة مع نيوكاسل، لكنه بقي "أسطورياً" بفضل أهدافه!