أنور إبراهيم (القاهرة)
يبدو أن نجم الوسط الفرنسي أدريان رابيو لاعب يوفنتوس الإيطالي تأقلم واعتاد أخيراً على أجواء الدوري الإيطالي «الكالشيو» والحياة في أحضان «البيانكونيري»، رغم أن السنوات الثلاث الأولى من عقده لم تكن تشير إلى أنه سيكمل المشوار مع الفريق حتى نهايته، بل أن اسمه تردد في الصيف الماضي كثيراً في إنجلترا، وتحديداً في مانشستر يونايتد، ليحل محل مواطنه بول بوجبا الذي رحل في الاتجاه المعاكس أي إلى يوفنتوس ناديه السابق.
رابيو الذي يلقبه الفرنسيون بـ «الجنتلمان» و«الدوق» تألق مع منتخب بلاده في كأس العالم الأخيرة بقطر، وعاد منها شخصاً مختلفاً تماماً عن الذي لعب 3 سنوات مع «اليوفي»، وقررت فيرونيك والدته ووكيلة أعماله، في أغسطس الماضي استمراره حتى نهاية عقده الصيف المقبل، ليرحل بعدها مجاناً عنداً في إدارة يوفنتوس التي استقدمت بول بوجبا، لكي يحل محله.
غير أن الأمور تغيرت 180 درجة بالنسبة لرابيو في الأشهر الستة الأخيرة، إذ كشف «الجنتلمان» عن وجهه الكروي الحقيقي، ولم يعد ذلك الشخص المكتئب الذي يرغب كل لحظة، في أن يحمل حقائبه ويرحل إلى إنجلترا، بل على العكس بدأ رحلة التألق والإبداع. ويعترف رابيو بأن السر وراء ذلك هو كأس العالم الأخيرة التي غيرته تماماً، رغم أنه لم يحرز اللقب العالمي، وشعر بأنه في حالة طيبة في تورينو.
وبلغ رابيو قمة الإبداع و«الجاهزية» هذا الأسبوع، عندما نجح في تسجيل هدفين من أهداف فريقه الأربعة في مرمى سامبدوريا «4-2» في الدوري الإيطالي «الكالشيو».
وعندما سأله الصحفيون عن سر التحول الكبير في مستوى أدائه، ورغبته في البقاء بعد أن كان يعلن بين الحين والآخر، أنه سيرحل عن «السيدة العجوز»، قال: أنا سعيد هنا الآن، والفريق يعجبني، وهذا هو السر ببساطة، وأواصل تسجيل المزيد من الأهداف، والموسم لم ينته بعد.
التطور الذي حدث لرابيو أسعد كثيراً ماسيمليانو أليجري مديره الفني الذي صرح قائلاً: رابيو أصبح لاعباً لا غنى عنه في وسط الفريق، وأسعد كثيراً بمشاهدته وهو يلعب، إنه «محرك مختلف». واعترف «الدوق» الذي فتن «السيدة العجوز» بأنه لم يعد يفكر في شيء إلا يوفنتوس، وأنه يبذل أقصى جهده، من أجل أن يواصل الفريق تحسنه وتطوره ونتائجه الطيبة.
ويدرك رابيو أن تلك الفترة مهمة جداً في سباق «ضد الساعة»، من أجل اللحاق بأحد المراكز المؤهلة للعب في إحدى البطولتين الأوروبيتين الموسم القادم، ما يتطلب بذل الجهد المضاعف لتحقيق هذا الهدف، علماً بأن الفريق نال عقوبة خصم 15 نقطة من رصيده.
ولم يعد يوفنتوس يفكر في التخلص من نجمه الفرنسي، بل يتمسك به ويسعى للإبقاء عليه في «أرينا ستاديوم»، وأرقام رابيو تعزز قوته ويكفي أنه منذ عودته من «المونديال» يشارك أساسياً في كل المباريات، وخلال هذه الفترة لم يخسر يوفنتوس إلا في 3 مباريات فقط، بينما فاز 11 مرة وتعادل مرتين، وهي محصلة تعطي الأمل للفريق في إمكانية الدخول ضمن الفرق التي تتأهل إلى البطولتين الأوروبيتين.
وسجل رابيو 9 أهداف وصنع هدفين في 31 مباراة هذا الموسم، وأضاف الكثير من الفاعلية لوسط «البيانكونيري»، لدرجة أنه أصبح شريكاً في 20% من أهداف الفريق، وهي أرقام تشهد بأنه يسير على خطى مواطنه بول بوجبا، في فترة مروره الأولى على يوفنتوس وتألقه وقتها، خاصة في موسم 2015-2016.
ومن المتوقع أن ينجح رابيو في التفوق على أرقام بوجبا بسهولة، نظراً لأنه ما زالت هناك 12 جولة على نهاية «الكالشيو»، وهي كافية لمنح الأفضلية المطلقة لرابيو.