عمرو عبيد (القاهرة)
ذكرت وسائل الإعلام المصرية أن السويسري مارسيل كولر مدرب الأهلي المصري،، كلّف الطبيب النفسي الخاص بالفريق بالتعامل مع الحارس الدولي، محمد الشناوي، لتجاوز حالة تراجع مستواه الفني، وكذلك مواجهة الضغوط النفسية التي تطارده مؤخراً، جراء الانتقادات الجماهيرية له عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ورغم تواجد منصب الطبيب النفسي في كثير من الأندية العالمية، إلا أن البعض في عالمنا العربي لا يزال يتعامل مع تلك الأمور بحذر وتحفظ، وهو ما يُخالف حقيقة تأثيرها العلمي المؤكد عبر عشرات القصص لنجوم عالميين من «الصفوة»!
وفي نهاية العام الماضي، كشف «ماركا» الإسبانية عن لجوء الأسطوري، كريستيانو رونالدو، إلى أحد الأطباء النفسيين المشهورين وهو العالم جوردان بيترسون، بعدما قرأ كتاباً له ووجده مفيداً، ليوجه إليه دعوة زيارته في إنجلترا.
وصرّح بيترسون بعدها في مقابلة تليفزيونية بأن «الدون» كان يُعاني من الإحباط والاكتئاب بعد معاناته في مانشستر يونايتد وكذلك الانتقادات اللاذعة التي طالته مع المنتخب البرتغالي بجانب وفاة طفله الصغير، وذكر الطبيب أن رونالدو استفاد كثيراً من الجلسة الطويلة التي جمعتهما آنذاك، وتحدثا عن العقبات الكروية التي تواجهه وأساليب احتفاظه بتفوقه وكذلك رؤيته لمستقبله.
ورغم احترافية «أسطورة الأرجنتين»، ليو ميسي، المعروفة كروياً، إلا أنه قاوم فكرة اللجوء إلى طبيب نفسي عقب أزمته الشهيرة مع الرئيس السابق لبرشلونة، بارتوميو، الذي وصفه «البرغوث» بأنه خدعه خلال محاولته الأولى للرحيل عن صفوف «البارسا» عام 2020.
وصرّح ميسي بأن زوجته أنتونيلا شجعته على القيام بذلك لكنه رفض الأمر تماماً، بلا سبب حسب تعبيره، رغم وجود أخصائية علم نفس تعمل مع الفريق «الكتالوني»، وقامت من قبل بعلاج «الرسّام» إنييستا من نوبات اكتئاب تعرض لها في وقت سابق، حسب تقرير «ماركا» قالت فيه إن إنييستا أعلن عن ذلك لمساعدة زملائه ولاعبين آخرين في عدم التخوّف أو الخجل من هذا القرار.
ويُذكر أن الأرجنتيني دي ماريا لجأ إلى طبيب نفسي عام 2016، حسب صحيفة «آس»، بعد خسارة نهائي كأس العالم 2014 ثم بطولتي «كوبا أميركا» 2015 و2016، وقال جناح «التانجو» إن فقد البطولات لم يكن السبب المباشر، بل كانت السخرية اللاذعة التي تعرض لها عبر مواقع التواصل السبب الأبرز، واعترف بأن الطبيب ساعده بالفعل على الخروج من هذا الوقت الصعب، وهو أمر واضح بعد تألقه وفوزه بالكأسين في عمر 35 عاماً.
والأمثلة كثيرة، بينها الأرجنتيني تيفيز أيضاً الذي اعتاد الاستعانة بطبيب نفسي تارة من أجل التعود على الغربة خلال احترافه عام 2010، وبعد زيادة وزنه نتيجة الاكتئاب الذي أصابه عام 2011 بسبب هجوم الجماهير وسخريتها منه عقب إهداره ركلة ترجيح مع المنتخب أقصته من «كوبا أميركا».
كما اعترف الإيطالي الأسطوري بوفون في كتابه بأنه مر بفترة «حالكة» بين 2003 و2004 لم يُنقذه منها سوى الطبيب النفسي، والمثير أن «الظاهرة» رونالدو البرازيلي أعلن العام الماضي أنه لا يزال يواصل المتابعة مع طبيب نفسي، للتخلص من آثار الضغوط التي لاحقته خلال مسيرته الكروية، رغم اعتزاله منذ 12 عاما!
وحسب دراسة كشف عنها الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين عام 2015، أن واحداً بين 3 لاعبين على الأقل يُعاني من أزمات نفسية بسبب طبيعة كرة القدم وضغوطها الفنية والجماهيرية، وبلغت النسبة بين العينة التي قامت عليها الدراسة 38% للاعبين حاليين وقتها مقابل 35% بين المعتزلين.
وأكدت الدراسات الحديثة ضرورة وجود عالم نفس ضمن الجهاز الفني لأي فريق، خاصة مع زيادة الضغوط في السنوات الأخيرة، التي دفعت المدرب الويلزي جاري سبيد والحارس الألماني روبرت إنكه إلى الانتحار بين 2009 و2011.