مراد المصري (دبي)
لم يكن لدى أرنستو فالفيردي مدرب أتلتيك بلباو الإسباني الحالي، أي ضغينة بشأن الظروف التي غادر فيها برشلونة الإسباني في عام 2020، بدلاً من ذلك، ظل خلف الأضواء، مستمتعاً بوقته بعيداً عن اللعبة وركز على شغفه الآخر، التصوير الفوتوغرافي، بما في ذلك استضافة معارض لأعماله الفنية في مدينتي بلباو وسان سيباستيان.
عاد فالفيردي للتدريب في صيف 2022، حيث يقود حالياً أتلتيك بلباو، الذي يستعد لمواجهة قوية أمام برشلونة الأحد في معقله ملعب «سان ماميس»، ولعل المواجهات التي خاضها هذان الناديان في مدينة بلباو تحديداً في مختلف المسابقات على مدار السنوات العشر الماضية، تمنح مؤشراً على ذلك، كونها شهدت تحقيق برشلونة 8 انتصارات، وأتلتيك 6 انتصارات وثلاثة تعادلات، بمتوسط تسجيل أهداف بلغ 3.2 هدف.
فالفيردي كان طرفاً في 25 مواجهة كمدرب في لقاءات برشلونة وأتلتيك بالمجمل، منها 20 مرة مدرباً لأتلتيك و5 مرات مدرباً لبرشلونة.
خلال مسيرته كلاعب، مثل فالفيردي هذين الناديين أيضاً، لعب كمهاجم لبرشلونة بين عامي 1988 و1990، قبل أن يمثل النادي الباسكي بين عامي 1990 و1996.
بعد الاعتزال، اتخذ فالفيردي خطواته الأولى في التدريب في نادي بلباو القابع في إقليم الباسك، حيث عمل في أكاديمية ليزاما ثم أصبح مدرب الفريق الأول لأتلتيك في 2003، وكان الأسطورة الهولندي يوهان كرويف دائماً جيداً في اكتشاف مدرب موهوب، وقد عبر مبكراً أن فالفيردي، أحد لاعبي فريق برشلونة السابق، يمتلك مقومات مدرب رائع، وقال الهولندي عندما كان فالفيردي يخطو خطواته الأولى في التدريب مع أتلتيك: «إنه أحد المدربين البارزين ويحمل مستقبلاً واعداً في إسبانيا».
كان كرويف على حق وحقق فالفيردي نجاحاً كبيراً مع أتلتيك، ومع أندية أخرى مثل إسبانيول وأولمبياكوس اليوناني، لدرجة أنه حصل على الوظيفة في نادي برشلونة بعد رحيل لويس إنريكي في عام 2017.
كان لدى فالفيردي مهمة لا يُحسد عليها، وهي تولي برشلونة الذي تخلى وقتها عن لقب الدوري لريال مدريد في 2016 - 2017، وتحت قيادته أعاد برشلونة تأكيد نفسه سريعاً باعتباره الفريق الأول في إسبانيا، حيث حقق الدوري في موسمين متتاليين 2017 - 2018 و2018 - 2019، وكأس الملك 2018، حتى أنه كان على وشك إنهاء موسمه مع برشلونة في الدوري لفالفيردي دون هزيمة، وخسروا فقط في الجولة 37 بشكل مفاجئ أمام ليفانتي.
كان سقوط فالفيردي في دوري أبطال أوروبا، حيث ما زال يكافح النادي لاستيعاب الهزائم المفاجئة في الإياب أمام روما ثم ليفربول للخروج من المنافسة في ربع النهائي ونصف النهائي على التوالي، بعد إهدار التفوق ذهاباً بنتيجة جيدة.
عاد فالفيردي للتدريب في صيف 2022، حيث يقود حالياً أتلتيك بلباو، الذي يسعى لنيل إحدى البطاقات المؤهلة إلى المسابقات الأوروبية، التي غاب عنها فريق «الأسود» في آخر خمس مواسم، حيث كان يتواجد الفريق فيها تحت قيادة فالفيردي تحديداً، ففي موسمه الأول قادهم لتصفيات الدوري الأوروبي في موسم 2003 - 2004، وفي فترته الثانية مع النادي في موسم 2013 - 2014، حقق معجز رياضية بقيادة الفريق إلى دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ 16 عاماً، ثم شارك في الدوري الأوروبي لثلاثة مواسم متتالية، كما أن المدرب قاد إسبانيول إلى نهائي الدوري الأوروبي في موسم 2006 - 2007، واستمتع بليالي أوروبية راسخة في الذاكرة مع أولمبياكوس اليوناني، الذي قاده لثلاثة ألقاب محلية، وهو يسعى لتأكيد مكانته كمدرب بارز في الكرة الإسبانية مرة أخرى عندما يلتقي برشلونة.