عدد اليوم
أنور إبراهيم (القاهرة)
أثبتت السياسة التي ينتهجها فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد الإسباني، في التعاقدات خلال الأعوام الأربعة الأخيرة، نجاحها لاعتمادها على جذب المواهب الشابة صغيرة السن، من أجل بناء «فريق المستقبل» القادر على المنافسة بقوة في كل البطولات، خلال السنوات العشر المقبلة على الأقل.
ولأن أميركا الجنوبية منبع المواهب المتميزة، من الطبيعي أن تتجه أنظار«كشافي الريال» نحو لاعبي القارة، خاصة البرازيل.
وترتيباً على ذلك، تم التعاقد على فترات متفاوتة ، مع إيدر ميليتاو، وفينسيوس جونيور، ورودريجو جوس، ومعهم نجم الوسط الأوروجواياني فيدريكو فالفيردي.
ووضح اهتمام إدارة «الميرنجي» أيضاً بالمواهب الفرنسية الشابة، وتم التعاقد مع إدواردو كامافينجا القادم من رين الفرنسي، ثم انضم إليه في الصيف الماضي، مواطنه أوريليان تشواميني من موناكو، وكلاهما نجم لا يشق له غبار في وسط الملعب، بل أن كامافينجا يجيد أيضاً في مركز الظهير الأيسر، وكثيراً ما كان حلاً مناسباً عند غياب ميندي الظهير الأيسر الأساسي.
وأجمعت مصادر صحفية إسبانية عديدة على أن ما فعله بيريز يؤكد النظرة المستقبلية للنادي الملكي، والتي تستهدف إجراء عملية «تجديد الدماء» بسلاسة ومن دون تعجل، والاستفادة من النجوم القدامى، مثل لوكا مودريتش، وتوني كروس، وكريم بنزيمة، وداني كارباخال، في احتضان المواهب الشابة وتطوير قدراتها وإمكانياتها ومهاراتها لخدمة الفريق.
وظهر بوضوح خلال آخر موسمين، أن هؤلاء اللاعبون الشباب أصبحوا ركيزة أساسية في تشكيلة «البلانكوس»، ولعبوا دوراً مهماً في فوز «الميرنجي» الموسم الماضي بالدوري المحلي «الليجا»، ودوري الأبطال «الشامبونزليج».
ويقيس مسؤولو النادي «الملكي» نجاح التعاقدات المفيدة ، على حالة البرازيلي إيدر ميليتاو الذي وقع للريال في 2019، وهو في سن21عاماً، قادماً من بورتو البرتغالي، ومن وقتها يبلي بلاءً حسناً، وأصبح أحد أعمدة الفريق، وأثبت في السنة الرابعة من عقده، أنه لا غنى عنه في مركز قلب الدفاع، مبرراً بذلك مبلغ الـ 50 مليون يورو التي دفعها الريال لبورتو نظير انتقاله إلى «السانتياجو برنابيو».
وهكذا كان ميليتاو هو «النموذج» و«القدوة» لكل من جاء بعده، من قارة أميركا الجنوبية، وأصبح محل ثقة الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني، وأثبت حنكة ومهارة كبيرة في مركز قلب الدفاع، وأيضاً في مركز الظهير الأيمن عند الضرورة.
ويؤكد أوليسيس خورخي وكيل ميليتاو، أن موكله يعشق «البيت الأبيض»، ويرغب في الاستمرار فيه طوال مسيرته الاحترافية في أوروبا، على حد تصريحه لصحيفة «سبورت»، وقال: ريال مدريد هو منزل ميليتاو لسنوات كثيرة قادمة، والنادي أيضاً سعيد بوجوده، وليس هناك سبب أو مبرر يدفعه إلى تغيير وجهته.
كلام خورخي أثلج قلوب مسؤولي الريال، وكان له وقع الموسيقى على أذانهم، وكذلك على الجماهير العاشقة لـ «الميرنجي»، والتي تدرك جيداً أن الفريق يملك لاعباً ممتازاً ينبغي عدم التفريط فيه.
