عدد اليوم
رضا سليم (دبي)
تحتفل الرياضة الكويتية باليوم الوطني الـ 62، الذي يصادف 25 فبراير من كل عام، على وقع الإنجازات واستضافة البطولات، حيث تعيش الرياضة في «وطن النهار» طفرة كبيرة وقفزات لا تتوقف، في محاولة العودة إلى «الزمن الجميل»، بكل ما فيه من إنجازات وبطولات، ورسم مستقبل جديد للأجيال القادمة على الطريق، والتي تطمح إلى تصدر المشهد الداخلي والخارجي.
وفرضت الرياضة الكويتية نفسها بقوة على المستويات العربية والقارية والخليجية، ليس فقط على صعيد الإنجازات، بل أيضاً في استضافة البطولات، حيث قدمت نموذجاً يحتذى به في تنظيم البطولات التي كانت ولا تزال «بصمة» كبيرة و«صك» النجاح، وتأتي الاستضافة ضمن الاستراتيجية التي وضعتها الهيئة العامة للرياضة للتطوير 2022 2028، وتحقيق الشراكة الهادفة إلى تطوير الرياضة الكويتية، وجعلها رائدة في جميع المحافل الإقليمية والدولية.
وتضمنت الاستراتيجية استضافة 45 بطولة ودورة إقليمية وقارية ودولية وعالمية، وهو ما عملت عليه الاتحادات الكويتية، وكذلك الأندية لإنجاح مخرجاتها.
وتتخذ الاستراتيجية من الشراكة والعمل الجماعي مع الهيئات والمؤسسات ذات الصلة داخل الكويت وخارجها عنواناً لها، بما يحقق أهداف التنمية، ورؤية «كويت جديدة 2035»، ورفع اسم الكويت في المحافل الرياضية الدولية.
ولعل من أهم المخرجات التي تعمل الاستراتيجية على تنفيذها خلال الأعوام المقبلة، هي تخصيص يوم رياضي وطني في البلاد، لتحفيز المجتمع لممارسة الرياضة، وإنشاء 6 استادات رياضية، فضلاً عن مدينة رياضية أولمبية متكاملة، ومستشفى للطب الرياضي المتكامل بمختبر طبي متكامل، ومدرسة رياضية للموهوبين وأكاديمية عالمية للرياضة، وإيفاد بعثات دراسية وتعليمية متخصصة في مجالات الرياضة.
ووضعت الاستراتيجية آلية لصناعة أبطال في مختلف الألعاب الرياضية، لحصد ميداليات متنوعة في دورتي الألعاب الأولمبية، والبارالمبية بصورة مرضية، كما ستعمل على تحقيق أداء عالٍ للرياضة الكويتية على الصعيد القاري، مرتكزين على أمور عدة، أهمها تطبيق الحوكمة الرياضية، وتنفيذ الإدارة الرقمية القائمة على النتائج، وبناء بيئة ملهمة ومحفزة، وإعلاء المصلحة العامة، وتوجيه الموارد لخدمة الرياضيين وتعظيم العائد.
وتهدف الاستراتيجية إلى الحفاظ على الإرث الريادي المتميز للرياضة، والنهوض بحاضرها ومستقبلها، بزيادة الوعي بالرياضة، وتوفير بيئة آمنة وتنظيمية وداعمة، لتعزيز فرص ممارسة الأنشطة الرياضية، كما ستتيح الوصول للبنى التحتية الرياضية عالية الجودة، ودعم أفضل الممارسات، لاستدامة المنشآت، وتحسين التنافسية وتنمية المواهب الرياضية الكويتية، فضلاً عن تعزيز وتمكين المرأة بكل المجالات الرياضية والمراحل العمرية. واستعادت الكويت مركزها الرياضي في استضافة البطولات، خلال عام 2022، حيث استضافت دورة الألعاب الأولمبية الخليجية الثالثة، التي أُقيمت خلال مايو الماضي في 15 لعبة رياضية بين جماعية وفردية، وتنظيم كأس الصالات، بمشاركة 8 منتخبات، تمت إقامتها على صالة نادي النصر، وتُوج «الأزرق» الكويتي بلقبها.
كما أسند الاتحاد الآسيوي لكرة القدم إلى الكويت استضافة منافسات المجموعة الأولى من ملحق التصفيات المؤهلة إلى كأس أمم آسيا 2023، كما كان للنادي العربي نصيب في الحصول على ثقة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في استضافة منافسات المجموعة الأولى لكأس الاتحاد القاري لأندية الغرب، ومن بعدها أُسند له تنظيم مباراة الدور نصف النهائي، التي جمعت العربي مع السيب العُماني. واستضافت الكويت النسخة الثالثة من بطولة غرب آسيا لكرة القدم الإلكترونية، تحت شعار «أيام الفيفا» لكرة القدم الإلكترونية، بمشاركة 6 اتحادات آسيوية، وأيضاً تنظيم كأس آسيا للصالات بمجمع صالات الشيخ سعد العبدلله، بمشاركة 16 منتخباً آسيوياً، فيما نظم نادي الكويت «النسخة 34» لبطولة الأندية العربية لكرة السلة، بصالتي نادي الكويت في كيفان، والاتحاد الكويتي للسلة بمشاركة 16 نادياً عربياً.
بجانب تنظيم عددٍ كبير من البطولات، منها بطولة الخليج للدراجات المائية «هيدرو دراق»، والبطولة الآسيوية الرابعة لألعاب القوى للناشئين والناشئات، والبطولة العربية للريشة، وبطولة أمير الكويت الدولية للجائزة الكبري للرماية، بمشاركة 200 رام ورامية، والبطولة الآسيوية للرماية، وبطولة الكويت الدولية ال20 لسباقات الهجن، بمشاركة واسعة لملاك الهجن في الكويت، وعدد من الدول الخليجية والعربية، متضمنة 108 أشواط، والنسخة الأولى من بطولة الكويت الدولية للملاكمة للرجال، بمشاركة أفضل 100 ملاكم من 21 دولة.
وترتبط الرياضة في الإمارات والكويت بعلاقات قوية، وروابط تاريخية راسخة وشراكة استراتيجية، تحت شعار المصير الواحد، وهو ما فتح التعاون في مجالات الرياضة كافة، من إبرام اتفاقيات وتبادل الخبرات على المستويات كافة، وإقامة المعسكرات، وكان اتحاد الإمارات لكرة القدم قد وقع اتفاقية تعاون مع شقيقه الاتحاد الكويتي، بحضور الشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس الاتحاد، وعبدالله الشاهين رئيس الاتحاد الكويتي، وهي الاتفاقية التي تم توقيعها في استاد هزاع بن زايد بمدينة العين على هامش المباراة النهائية لبطولة كأس صاحب السمو رئيس الدولة بين الوحدة والشارقة، وتشمل الاتفاقية عدداً من البنود، أهمها تبادل الخبرات الفنية والإدارية والتحكيمية والمسابقات، وكذلك المنتخبات الوطنية.
كما أبرمت الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة في البلدين اتفاقية البرنامج الزمني للتعاون في مجال الشباب الذي يتضمن تبادل الزيارات بين وفود وقيادات شبابية؛ بهدف الاستفادة من الخبرات للنهوض بالحركة الشبابية في البلدين، وهي الاتفاقية التي تم توقيعها في 2008، ثم تفعيلها مرة أخرى في 2014.
ووقع ناديا دبي لأصحاب الهمم والتحدي الكويتي للمعاقين اتفاقية تعاون بينهما في مختلف المجالات، بما يحقق الأهداف المشتركة للجانبين عام 2021، كما أن هذه الاتفاقيات موجودة بين أغلب الاتحادات الرياضية في البلدين.
«خليجي 26» في ضيافة «الأزرق»
تستضيف الكويت «خليجي 26» لكرة القدم، لتقام في ديسمبر 2024، بعد قرار الاتحاد الخليجي لكرة القدم في اجتماعه على هامش «خليجي 25» التي أُقيمت في البصرة العراقية، لتكون الكويت أول دولة تستضيف الحدث للمرة الخامسة، وسبق أن استضافت نسخ 1974 و1990، و2003 و2017، ولم يسبق أن استضافت دولة واحدة كأس الخليج 5 مرات من قبل، حيث تتقاسم الكويت مع البحرين والسعودية وقطر الرقم القياسي لاستضافة الحدث بواقع 4 مرات لكل بلد.
إنجازات لا تتوقف في 2023
لم تتوقف إنجازات الرياضة الكويتية مع بداية 2023، حيث واصل أبطال «الأزرق» حصد الميداليات، حيث فاز منتخب رفع الاثقال للرجال والسيدات بكأس المركز الثاني في بطولة غرب آسيا التاسعة لرفع الاثقال، بعد الفوز ب 7 ميداليات ذهبية.
حقق منتخب السيدات الذي ضم سارة الحوال وشهد الحوال وهاجر عبدالملك، الميدالية البرونزية في مسابقة التراب، ضمن منافسات بطولة كأس العالم للرماية بالمغرب، وأحرز فيصل الرشيدي وناصر الرغيب وجميلة محمد وعثمان المطوع على المركز الأول، في بطولة تايلاند الاحترافية للمواي تاي.
وحقق المتسابق سالم الظفيري ومساعده الإماراتي عارف محمد المركز الأول، في الجولة الأولى لفئة T4 من بطولة الشرق الأوسط للباها رالي حائل 2023، فيما أحرز حسين الفرج ميداليتين فضية وبرونزية في بطولة «NAGA Grappling» للجو جيتسو بولاية أريزونا الأميركية، وحققت لاعبة منتخب الكويت للجمباز الإيقاعي نبيلة أحمد الخرافي المركز الثاني لمواليد 2013 في بطولة قراسيا بالعاصمة المجرية بودابست، وأحرز المتسابق أحمد الشهاب المركز الأول في الجولة الثالثة من بطولة بورشه سبيرنت جالنج بحلبة ياس مارينا - أبوظبي فئة GCC.
مشهد البطولات يتزين بالميداليات
نجحت الرياضة الكويتية في تصدر مشهد الإنجازات في العديد من البطولات والدورات، حيث احتل أبطال «الأزرق» المركز الأول في دورة الألعاب الخليجية في 22 رياضة، حيث حصد الأبطال 96 ميدالية ملونة، منها 36 ذهبية، و28 فضية، و32 برونزية.
كما أحرز أبطال الكويت 16 ميدالية ملونة، في دورة ألعاب التضامن الإسلامي الخامسة بتركيا، في ألعاب القوى والسباحة والكاراتيه والكيك بوكسينج، بواقع 5 ذهبيات و9 فضيات وبرونزيتين، فيما فاز منتخب الكويت لكرة الصالات بالمركز الأول في بطولة غرب آسيا، وحقق نادي الكويت لقب بطولة آسيا لكرة اليد، وتأهل منتخب الكويت لكرة اليد للشباب إلى بطولة العالم في اليونان 2023، فيما فاز فريق نادي الكويت لكرة اليد بالمركز الثالث في البطولة العربية بتونس.
وحصد منتخب الكويت فضية و5 برونزيات، موزعة على مسابقتي الفردي والفرق، ضمن البطولة العربية للمبارزة في البحرين، وأحرز منتخب «الأزرق» للاسكواش المركز الثاني في البطولة الآسيوية ال 21.
وحققت لطيفة الياسين لاعبة الدراجات الميدالية البرونزية في سباق فردي ضد الساعة، ضمن منافسات البطولة العربية بالشارقة، وحصيلة منتخب الكاراتيه بلغت ميداليتين ذهبيتين و3 ميداليات فضية و5 ميداليات برونزية في بطولة آسيا الثامنة عشرة للكاراتيه في طشقند الأوزبكية، وفاز منتخب الكيك بوكسينج ب 6 ميداليات فضية و5 ميداليات برونزية في بطولة آسيا للكيك بوكسينج بتايلاند.
كأس الخيول
أُقيمت كأس مهرجان سباقات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان المخصص للخيل العربية المستوردة وإنتاج الخليج عمر ثلاث سنوات وما فوق، البالغة جائزته 2500 دينار كويتي، في يناير الماضي بنادي الصيد والفروسية بدولة الكويت الشقيقة.
وتقام السباقات، تماشياً مع استراتيجية المهرجان، وتنفيذاً لتوجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة، ضمن مبادرات المهرجان، امتداداً للتعاون المستمر بين الكويت والإمارات في سباقات الخيل العربية الأصيلة.
11 مشروعاً للتطوير
أطلق الاتحاد الكويتي لكرة القدم استراتيجية تطوير اللعبة محلياً «رؤية 2030» المرتكزة على الحوكمة والإدارة والشؤون الفنية والمسابقات والبنى التحتية والتحكيم، ومصادر الدخل والإيرادات التجارية والعلامة التجارية والتسويق والإعلام والعلاقات الدولية، كما تتضمن خطة لتطوير المراحل السنية، وذلك عبر 11 مشروعاً منبثقة من فلسفة الاتحاد، والتي تتمثل في إنشاء منظومة كروية فعالة قادرة على تحقيق النجاح، وتكون مصدر إلهام للأمة، وهذه الأقسام هي الأكاديميات وتعليم المدربين والمنتخبات الوطنية للشباب والتحضير البدني، وتدريب حراس المرمى، وتحليل حصص التدريب والمباريات والعلم الرياضي والتغذية الدعم الطبي والتدريب الذهني وكرة القدم للبراعم والمدارس، وكرة القدم النسائية، وكرة الصالات، وكرة القدم الشاطئية.
لائحة الاحتراف الرياضي
أطلقت الهيئة العامة للرياضة في الكويت لائحة ضوابط الاحتراف الرياضي الجديدة التي تربط الدعم المادي وحصة اللاعبين، بالإنجاز والمستوى الفني ليكون حافزاً للفريق أو اللاعب في مختلف الألعاب الأولمبية لتحقيق أفضل النتائج محلياً وخارجياً.
وتأتي لائحة الاحتراف من ضمن استراتيجية «الهيئة» التي اعتمدها عبدالرحمن المطيري وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب، لتطوير الرياضة الكويتية والتمهيد للدخول في عالم الاحتراف الرياضي للشباب الكويتي.
وتعزز اللائحة رياضة المرأة، عبر فرض نسبة لها من حصة الاتحادات والأندية المتخصصة، إذ تمت إضافة لعبة كرة القدم الصالات النسائية، فضلاً عن دعم اللاعبة الكويتية الممارسة للألعاب الدولية والأولمبية، وتم استحداث الاحتراف الأشمل لكرة القدم بمبلغ 800 دينار للاعب شهرياً، ومنحه تفرغاً موسمياً، لتحفيز الرياضيين للعمل والعطاء، ورفع علم الكويت خارجياً في المحافل الرياضية.
تم إشراك اللجنة الأولمبية الكويتية لضم اللاعبين واللاعبات المستحقين الذين لم يشملهم الدعم، وكذلك اللجنة البارالمبية الخاصة باللاعبين من ذوي الإعاقة لتحديد اللاعبين المستحقين للدعم.
