الإثنين 25 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

تشافي وزيدان وجدل المقارنة الظالمة

تشافي وزيدان وجدل المقارنة الظالمة
24 فبراير 2023 19:30

عمرو عبيد (القاهرة)
في خضم الصراع الأزلي بين ريال مدريد وبرشلونة، ينتظر كل طرف سقوط الآخر ليُجهز عليه بأدواته الإعلامية المتشعبة أو جماهيره المتحفزة، وبعد الإقصاء الأوروبي لـ"البارسا" للمرة الثانية على التوالي تحت قيادة المدرب تشافي، سواء في نسختي "الشامبيونزليج" أو "يوروبا ليج"، وصفت الصحف المدريدية ما حدث بـ"الفشل الذريع" وظهرت المناوشات المعتادة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأبرزها إجراء المقارنة بين "ابن كتالونيا" ومدرب الريال السابق، زين الدين زيدان، لاسيما أن "الفرنسي الأسطوري" صنع إعجازاً تاريخياً في فترته الأولى مع "الملكي"، بحصد 3 كؤوس متتالية في دوري الأبطال.
وتبدو المقارنة "ظالمة" إلى حد كبير بالنسبة لتشافي، الذي تسلّم "البارسا" مهلهلاً في الموسم الماضي بعد حقبة الهولندي كومان، من دون ميسي ووسط الكثير من الأزمات مع اللاعبين وعدم وجود صفقات مؤثرة إلا بتعاقدات حُرة وبأقل غطاء مالي ممكن، والجميع يعرف أن وضع "البلوجرانا" في مجموعته بدوري الأبطال 2021/2022 كان صعباً ولم يتمكن تشافي بالطبع من الفوز على بنفيكا في أولى مبارياته القارية، وهو الفريق الذي سبق وهزم برشلونة بثلاثية، ثم كان السقوط "المتوقع" أمام بايرن في ختام "المشاركة الكتالونية"، ورغم نجاح تشافي في تجاوز نابولي وجلطة سراي في الدوري الأوروبي، إلا أن الأخطاء الدفاعية والتجربة الهشة لأغلب لاعبي الفريق تسببت في الإقصاء أمام آينتراخت فرانكفورت في ربع النهائي، علماً بأن الفريق الألماني حصد اللقب.
وفي الموسم الجاري، يُعتبر الفريق في طور التكوين خاصة بعدد اللاعبين الصغار الذين قام بتصعيدهم من "لا ماسيا" أو بتعاقدات غلب عليها "الطابع المجاني" كالعادة، باستثناء ضربتي ليفاندوفسكي ورافينيا ثم كوندي، ومع سوء حظ "البارسا" بالوقوع في "مجموعة الموت" مع بايرن وإنتر ميلان بدوري الأبطال، وتعدد الإصابات والغيابات المؤثرة لاسيما ديمبيلي وجافي وبيدري وفاتي، وكذلك بدء اختفاء تأثير "القادة الكبار" مثل بوسكيتس العجوز بـ34 عاماً وألبا بـ33، وحاجة الفريق لمزيد من التعاقدات "الكبرى" أو اكتشاف "جواهر ناشئة"، ويُضاف إلى ذلك اصطدامه بمانشستر يونايتد "المُنتفض مؤخراً" في الدوري الأوروبي دون غيره من الفرق، فإن ما يقوم به تشافي حالياً بتصدره جدول "الليجا" واقترابه من استعادة اللقب وقبلها حصد كأس السوبر الإسبانية، يُعد إنجازاً بكل المقاييس!
وعند تطبيق نفس المعايير على نجاح "زيزو" الباهر مع ريال مدريد منذ بداية تجربته في موسم 2015/2016، يجد المراقب "المحايد" أن قائمة "الملكي" ضمت آنذاك 11 نجماً ممن سبق لهم التتويج بدوري الأبطال 2013/2014، في ظل استقرار كبير لـ"الجالاكتيكوس الثاني" مع الريال وإضافة عناصر قوية للتشكيلة التي سيطرت على أوروبا وقتها، لعل أبرزها "مثلث BBC" الخارق وعلى رأسهم "الأسطوري" رونالدو مع بنزيمة وجاريث بيل، بجانب ثلاثي الوسط "الصلب" مودريتش وكروس وكاسيميرو، وجميعهم كانوا في مراحل عمرية متوسطة تقدم قمة العطاء الكروي وقتها.
وحافظت الإدارة المدريدية على استقرار "الكتيبة النارية" من دون التفريط في أي نجم أو التعرض لهزات عنيفة مثلما حدث مع برشلونة، مع إضافات مطلوبة لتضمن الاستمرار فوق القمة الأوروبية طوال حقبة زيدان الأولى، وبالنظر إلى المواجهات الأوروبية في الطريق نحو الألقاب الـ3، لم يجد "الملكي" الكثير من العراقيل خلال خطوته الأولى عام 2016، حيث عبر روما وفولفسبرج والسيتي وأتلتيكو في المراحل النهائية، وفي العام التالي تجاوز نابولي ثم بايرن ميونيخ، بطريقة مثيرة للجدل يتذكرها الجميع، وبعدهما أتلتيكو قبل أن ينهار يوفنتوس أمامه في النهائي بصورة غير متوقعة على الإطلاق، وتُعد النسخة الأخيرة في "الثلاثية" بموسم 2017/2018 هي الأصعب لـ"الملكي"، بعدما تغلّب على باريس سان جيرمان ثم "اليوفي" بـ"معجزة"، وبعدها مر من مواجهة "وعرة" أمام "البافاري" قبل حصد اللقب على حساب ليفربول في نهائي الواقعة الشهيرة بين راموس ومحمد صلاح، وفي كل مرة كانت قرعة المجموعات تبتسم بشدة في وجهه، بعكس "الحظ العاثر" لغريمه برشلونة في آخر موسمين!

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©