السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الكرة المصرية.. «عالمية» في «الأزمات»!

الكرة المصرية.. «عالمية» في «الأزمات»!
28 يناير 2023 11:19

عمرو عبيد (القاهرة)


فجّر الحكم الإنجليزي، مارك كلاتنبورج، أزمة كبيرة في الوسط الكروي المصري، باستقالته من منصبه رئيساً للجنة الحكام بعد 172 يوماً، واتخذت الأزمة «بُعداً عالمياً»، بسبب شهرة كلاتنبورج، وطريقة رحيله المفاجئة، وتصريحاته في أغلب الصحف الإنجليزية الكبرى، حيث نشرت «ذا صن»، «ميرور»، «ديلي ستار»، بجانب «بي بي سي» الخبر نفسه، بصيغة تكاد تكون متطابقة، حول تعرضه لإهانات شخصية بالغة وتهديدات من المشجعين، على حد تعبيره، لتدخل الكرة المصرية أزمة جديدة، مثلما اعتادت في السنوات الأخيرة!
أزمة كلاتنبورج جاءت بعد أشهر قليلة من رحيل البرتغالي، كارلوس كيروش، مدرب المنتخب المصري الذي سقط مرتين أمام السنغال في كأس الأمم الأفريقية 2021، وتصفيات «مونديال 2022»، لكن اتفاق الرحيل بين كيروش والاتحاد المصري لم يعرف «النهاية السعيدة»، حيث خرج البرتغالي عدة مرات بتصريحات صحفية وتلفزيونية مهاجماً بعض أعضاء الاتحاد، واصفاً ما حدث بـ«عدم احترام العقود»، ورغم مرور عدة أشهر على فك الارتباط، إلا أنه عاد مؤخراً ليُهدد باللجوء إلى «الفيفا»، من أجل الحصول على باقي مستحقاته، بعكس تصريحات المسؤولين المصريين، وقبل أيام قليلة أكد كيروش أنه سيصل إلى مصر لإنهاء تلك الأزمة، حتى لو صعّد الأمر إلى وزير الرياضة أو الاتحاد الدولي.

 


ولن يكون دخول «الفيفا» طرفاً في تلك الأزمة، أو المحكمة الرياضية الدولية، أمراً جديداً على الكرة المصرية في السنوات الأخيرة، التي شهدت العديد من القضايا والنزاعات بين اللاعبين والمدربين خاصة «الأجانب» والأندية، وجاءت الأحكام الدولية لتمنع بعض الأندية من إجراء تعاقدات خلال فترات القيد، وتوقيع غرامات مالية كبيرة، بجانب التهديد بخصم النقاط أحياناً، والغريب أن أغلب تلك القضايا ضربت أندية جماهيرية بقوة مرات عدة!
وقبل أشهر قليلة، احتضنت الكويت مباراة ودية جمعت المنتخبين، المصري والبلجيكي، لكنها شهدت اتهامات بشأن وجود مخالفات مالية تخص الجانب المصري، إلا أن المشكلة مرت سريعاً، وفي مواجهة «الفراعنة» و«أسود» السنغال الأخيرة في التصفيات المونديالية تناولت كثير من الصحف العالمية ما قام به جمهور السنغال، لكن الاتحاد المصري فشل في إثبات وجود مخالفات جسيمة خلال الشكوى التي قدمها إلى «الفيفا»، بل تعرّض «الفراعنة» لغرامة مالية من الاتحاد الدولي الذي عاقب «أسود التيرانجا»، من دون إعادة للمباراة، كما روّج البعض داخل مصر لذلك.
تلك الأحداث تعيد إلى الأذهان واقعة شهيرة في تسعينيات القرن الماضي، حيث قرر «الفيفا» إعادة مباراة منتخب مصر وزيمبابوي خلال التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى «مونديال 1994»، بعدما تعرّض حارس «المحاربين»، بروس جروبيلار إلى الإصابة في رأسه، بعد إلقاء حجر من قبل الجماهير المصرية، وخسر «الفراعنة» في الإعادة وفقد فرصة الاستمرار في تصفيات المونديال، بسبب «مباراة الطوبة»!
والغريب أن الأزمات الكروية المصرية تتجاوز عادة الحدود المحلية، حيث شهدت منافسات دوري أبطال أفريقيا السابقة أزمة داخلية بين النادي الأهلي واتحاد الكرة قبل إقامة النهائي الأفريقي، لتلقي بظلالها على الساحة القارية وأقحمت عدة أطراف أخرى فيها، ومن جهة أخرى، ورغم مشاركة «الشياطين الحُمر» المتكررة في بطولة كأس العالم للأندية مقابل التنظيم العربي لـ10 نسخ مونديالية، بينها «خُماسية إماراتية باهرة»، فإن خطط الاتحاد المصري لم تتضمن القيام بتلك الخطوة أبداً، لتستعيد الذاكرة واقعة «صفر المونديال» العالمية الشهيرة عام 2004، عندما تقدمت مصر لاستضافة كأس العالم 2010 بجانب جنوب أفريقيا والمغرب في المرحلة النهائية، وحصلت جنوب أفريقيا على 14 صوتاً مقابل 10 للمغرب مقابل «صفر» لمصر، ورغم ظهور نتائج تحقيقات عالمية لاحقة تؤكد وجود وقائع رشاوى بين جنوب أفريقيا وبعض أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي، فإن أزمة عدم حصول الملف المصري على أي صوت اعتبره الإعلام المحلي آنذاك «كارثة»، وتم إحالة الأمر برمته إلى لجنة تقصي حقائق داخلية بجانب الجهاز المركزي المصري للمحاسبات، اللذين كشفا عن مخالفات مالية جسيمة وقتها!

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©