معتز الشامي (البصرة)
اتفقت الآراء الفنية على مرور منتخبنا الوطني لكرة القدم، بمرحلة من انعدام الرؤية، وغياب الطموح، ووجهت انتقادات إلى المستوى الهزيل الذي ظهر به «الأبيض» في «خليجي 25»، وتلقيه الخسارة الثانية على التوالي، في «أسوأ نسخة» من منتخبنا بالبطولة، حيث لم ينجح في ترك بصمته حتى الآن، ومطالب بالفوز على منتخب قطر الذي يشارك بالصف الثاني.
واستطلعت «الاتحاد»، وجهات النظر الفنية في أسباب ظهور «الأبيض» بهذا المستوى، حيث اتفقت الأراء على عدم ظهور شخصية فنية للمنتخب، خلال الفترات الماضية، خاصة خلال البطولة، وهو ما أثر على «هوية الفريق»، كما غاب لاعبين مؤثرين عن التشكيلة، وأبرزهم علي مبخوت وإسماعيل مطر الذي كان يمكنه على الأقل القيام بـ «دور القائد»، وذلك لغياب اللاعب القائد في تشكيلة «الأبيض» الذي دفع بوجوه جديدة أغلبها يلعب البطولة للمرة الأولى.
أكد محمد مطر غراب المحلل الفني لقنوات دبي الرياضية ولاعب منتخبنا السابق، أن واقع كرة الإمارات «سيئ للغاية» على حد وصفه، وقال: سيكون من الصعب أن نبني منتخباً بهذا الأسلوب، في ظل منظومة مسابقاتنا ومسابقات المراحل السنية، حيث لا يمكنك أن تبني منتخباً أول ومنتخبات قادرة على مواصلة التألق أو تحقيق نتائج وإنجازات، العيب في عمل المنظومة سواء الأندية والاتحاد.
وأضاف: لا نرى عمل لمنظومة اتحاد الكرة، حتى تعطينا أمل في المستقبل، خاصة من حيث عدم الاستقرار على المدربين، وعدم اختيار مدربين أصحاب رؤية وقدرات فنية ملائمة لواقعنا، وفي كل بطولة أو مسابقة نرى تصريحات رنانة هدفها أعطاء الأمل للجماهير، ولكن لا شيء يحدث، ولا نجني سوى الإخفاقات، بينما تستمر التصريحات المتفائلة، من دون أي عمل على الأرض.
وقال: التغييرات التي تحدث في كرتنا، تتم في الكراسي فقط ، ولكن ليست تغييرات في استراتيجيات وعمل وبناء للمستقبل، وفكر يأتي بجديد ويطبق مشاريع قادرة على تحويل مسار اللعبة، بالإضافة إلى وجود أفكار مختلفة، وبعضها يتصارع مع بعضها، كما أن من يأتي ويجلس على مقعد الاتحاد يطبق أفكاره هو، وليس لعمل استراتيجي واضح المعالم.
وقال: أضعنا 3 سنوات مع الاتحاد الحالي، كان يمكن خلالها وضع أساس لأهداف بعيدة، تمكنا من البناء للمستقبل، لكننا في 3 سنوات لم نقم بتقديم شيئ.
من جانبه، رأى يونس محمود نائب رئيس الاتحاد العراقي، أن منتخب الإمارات تأثر بغياب الهداف القادر على ترجمة الفرص في البطولة، ولفت إلى أن غياب مبخوت له أثر سلبي على المنتخب، مشيراً إلى أنه توقع ظهوراً أقوى من ذلك لـ «الأبيض» الذي يعد مرشحاً دائماً للمنافسة في مجموعته، بينما ذلك لم يحدث، حيث لم يكن هناك هجوم مقنع للمنتخب يستطيع التسجيل وهز الشباك.
وشدد حمود سلطان نجم الكرة البحرينية السابق، على أن «الأبيض» ظهر بهذا المستوى لغياب الشخصية في الملعب، مشيراً إلى أن الفريق يفتقد إلى قائد يوجه اللاعبين ويرفع معنوياتهم، بينما يدفع المدرب بتشكيلة كاملة من العناصر الجديدة والشابة، في بطولة لها ضغوط كبيرة، وتتطلب وجود أصحاب الخبرات والقدرات، وقال: ليس هذا «الأبيض» الذي نعرفه، أين مبخوت، وأين إسماعيل مطر، الذي يقدم دوراً فنياً كبيراً مع الوحدة، فهو لاعب مؤثر وقائد حقيقي، كما أن مبخوت أثر على أداء وظهور المنتخب أيضاً.
وقال الألماني وينفريد شايفر، مدرب العين وشباب الأهلي سابقاً، إن المنتخب الوطني يفتقد للشراسة الهجومية واللعب المنظم، وغياب التجانس بين لاعبيه، ولفت إلى أن التغيير المستمر في التشكيلة وتغييرات مراكز اللاعبين من مباراة إلى أخرى وخلال وقت قصير من الإعداد، يؤدي إلى مثل هذه الهزات الفنية، التي كان يجب تجنبها بتثبيت التشكيل واختيار أنسب العناصر القادرة على تنفيذه، ولكن ذلك لم يحدث على حد قوله، وأضاف: المنتخب لا يلعب بشراسة على مستوى الهجوم، ولم يكمل هجمة واحدة بشكل صحيح، كما افتقد للحلول الفردية لغياب صانع اللاعب المؤثر القادر على نقل الكرات.