أنور إبراهيم (القاهرة)
نجح النجم البرازيلي الأسطورة بيليه الملقب بـ «الملك» و«الجوهرة السوداء»، في التألق مع منتخب «السامبا» بالملاعب الأوروبية كثيراً، ولكنه أبداً لم يلعب لأي نادٍ أوروبي طوال مسيرته الكروية الحافلة بالإنجازات والبطولات، مكتفياً بالتألق مع نادي عمره «سانتوس» قبل أن يشد الرحال في آخر سنوات لعبه إلى الولايات المتحدة الأميركية للعب لنادي كوزموس نيويورك.
والسؤال الذي شغل كثير من المراقبين والخبراء الكرويين، هو: لماذا لم يلعب أحد أفضل أساطيرالكرة في تاريخ اللعبة، في أوروبا؟
الإجابة جاءت في تقرير لموقع جول العالمي، قال فيه: من البديهي أن بيليه كان بمقدوره اللعب في أفضل الأندية الأوروبية، وتلقى بالفعل عروضاً للعب في إسبانيا وإيطاليا وإنجلترا، وبتحديد أكثر من ريال مدريد ويوفينتوس وإنترميلان وإيه سي ميلان ومانشستريونايتد، بعد أن لفت إليه الأنظار بشدة، في أعقاب أدائه المبهر مع منتخب بلاده في مونديال السويد 1958، وهي البطولة الوحيدة التي نجح فيها منتخب من أميركا الجنوبية في إنتزاع كأسها على أرض أوروبية.
وقال الموقع إن بيليه لم يكن يفكر مطلقاً في مغادرة وطنه، ولاناديه سانتوس، لأنه نال شهرته العالمية إنطلاقاً من هذا النادي، ومع منتخب السامبا الذي كان يعيش أزهى عصوره الكروية، وذهبت محاولات ريال مدريد لضمه بعد فوزه بمونديال السويد أدراج الرياح، وفشلت كل الإغراءات التي عرضها مسؤولو النادي الملكي الإسباني، وكان الريال وقتها قوة أوروبية كبيرة ولايستهان بها حيث كان يسيطرعلى كل المسابقات الأوروبية. وعاود ريال مدريد محاولاته في الستينيات وهو ما أشار إليه بيليه نفسه في مذكراته، وإستمرت هذه المحاولات خلال الفترة مابين رحيله عن سانتوس وذهابه إلى كوزموس نيويورك.
كما بذل يوفينتوس وإنترميلان وإيه سي ميلان محاولات مماثلة، وأكثر من مرة لضم أفضل لاعب في العالم ولكن من دون جدوى، رغم أن بيليه تلقى عرضاً جاداً من الإنتر عام 1963.
ومن أسباب إحجام بيليه عن قبول أي عروض أوروبية، إن الأمور وقتها لم تكن مغرية بالنسبة للعقود والرواتب، مثلما هو الحال الآن، كما أن البرازيل كانت في أوج مجدها كروياً، وكان اللعب داخل البلاد هو الأساس، حيث الشهرة وسهولة الإنضمام للمنتخب، ولم يكن هناك إنفتاح كبيرعلى أوروبا، وكان المنتخب الوطني أهم شيء بالنسبة للاعبين، ويمثل القيمة والقمة العليا التي تساعد على صناعة شهرة وشخصية أي لاعب كرة قدم.
وإختتم الموقع تقريره بقوله: لم يحدث تطور في عقود اللاعبين ورواتبهم إلا إعتباراً من ثمانينيات القرن الماضي، ولهذا لم يكن هناك إغراء كبير لبيليه أو لناديه سانتوس يشجع على بيعه، لأن العقود المتميزة التي يحصل عليها «الجوهرة السوداء»، جعلته متمسكاً بالبقاء في وطنه لأنه يعيش بالفعل في رغد ويتوافر له كل مايحتاجه من مال وشهرة في أحضان الوطن.