عدد اليوم
عمرو عبيد (القاهرة)
مثلما كان صاحب أول نقطة في تاريخ المشاركات العربية بالمونديال عام 1970، وكذلك أول من تصدّر مجموعته وتأهل إلى دور الـ16 في نُسخة 1986، عاد منتخب المغرب بعد 36 عاماً للزئير بقوة أكبر «زلزلت» كأس العالم الحالية في قطر، بصورة لم يسبق لها مثيل على مستوى المشاركات العربية أو الأفريقية، بعدما تجاوز إنجازه السابق بالمرور نحو رُبع النهائي على حساب «الماتادور» الإسباني، ثم أكمل «المعجزة» بإغراق «بحارة» البرتغال وبلوغ نصف النهائي.
وبعد مواجهة «شُجاعة» أمام «الديك» الفرنسي والتحوّل للعب مباراة تحديد صاحب المركز الثالث، يرغب «أسود الأطلس» في كتابة المزيد من السطور في مجلدات التاريخ، الذي بات «علامة بارزة» في طياتها بكل تأكيد، لكن الحصول على «برونزية المونديال» سيكون سبقاً خارقاً جديداً في مسيرة الكرة العربية والأفريقية على حد سواء، ولن يقدر عليه سوى «الليوث»، لهذا ينادي الجميع بأعلى صوت «البرونزية والتاريخ.. يا أبطال»!
وسيكتب المؤرخون أن المنتخب المغربي نفض غبار الإخفاق في مونديال 2018 وعدم الظهور بمستواه الحقيقي في بطولتي الأمم الأفريقية 2019 و2021، بل غامر بإقالة مدربه السابق وحيد خليلوزيتش قبل انطلاق كأس العالم الحالية بـ3 أشهر فقط، ليقود وليد الركراكي «ثورة الأسود» غير العادية ويأمل في اقتناص المركز الثالث المونديالي.
الطريف أن المغرب تصدّر المجموعة السادسة في مونديال قطر، وهو ما تكرر بصورة كربونية في بطولة 1986 في نفس المجموعة، ووقتها تجاوز 3 منتخبات أوروبية في طريقه نحو دور الـ16، في حين أنه عبر 4 منافسين من «القارة العجوز» ليصل إلى تلك المرحلة الهائلة، وسيعود من حيث بدأ بمواجهة كرواتيا في «معركة البرونزية» بعدما تعادل معه سلبياً في افتتاح مبارياتهما، ولا يزال «أسود الأطلس» يملك خط الدفاع الأفضل بعدما اهتزت شباكه 3 مرات فقط خلال 6 مباريات وهو صاحب المعدل الأفضل في الخروج بـ«شباك نظيفة» في 4 منها ليتفوق على الجميع حتى الآن.
وتساوى «الأسد العربي» مع إنجلترا وهولندا كونهم أصحاب الحصاد الأفضل في الدور الأول، بعدما احتل كل منهم صدارة مجموعته برصيد 7 نقاط من دون أية هزيمة، كما برز حارسه العالمي ياسين بونو في قائمة الأفضل بالحفاظ على شباكه خالية من الأهداف في 3 مباريات، مثل الأرجنتيني مارتينيز وبيكفورد الإنجليزي، كما يملك مدربه الوطني سجلاً باهراً بعدما قاد «الأسود» خلال 9 مباريات بينها 6 مونديالية، ولم يعرف الهزيمة إلا مرة واحدة فقط أمام «الديوك» في نصف النهائي، حيث فاز في 5 وتعادل 3 مرات.
وقدّم المنتخب المغربي هدايا إضافية إلى بعض الأندية العربية، بعيداً عن الحوافز المالية، إذ وضع اسم الوداد المحلي في قائمة الفرق التي ظهر لاعبوها في «مربع الذهب» المونديالي لأول مرة، ممثلاً في 3 لاعبين، وتكرر الأمر مع الاتحاد والوحدة السعوديين بجانب قطر القطري، وعلى صعيد الإحصاءات الفنية، فقد سجّل «الأسود» 5 أهداف بمعدل 0.83/ مباراة ليدخل قائمة «توب 10» بين منتخبات البطولة قبل مباراته الأخيرة، وحققت أهدافه نسبة جماعية بلغت 80%، ومرر لاعبوه الكرة 2196 مرة بدقة بلغت 81.6%، وأرسل 66 تمريرة عرضية بمتوسط 11 كرة في كل مباراة، وكانت له 54 محاولة على مرمى منافسيه بمعدل 9/ مباراة كما قام نجومه بـ847 محاولة لكسر خطوط الخصوم.
