عدد اليوم
عمرو عبيد (القاهرة)
خالف بعض النجوم توقعات توهجهم قبل المونديال، بينما أبهر آخرون المتابعين وتألقوا بصورة لم ينتظرها أحد على الإطلاق، ويمتلك المنتخب الفرنسي عدداً لا بأس به من اللاعبين، الذين مروا بأزمات متفاوتة مع بداية الموسم الحالي، لكنهم بمجرد ارتداء قميص «البلوز» تحول كل منهم إلى «سوبرمان» بعدما طغت ألوان «الديوك» لتزيل كل الصور المهزوزة لهؤلاء اللاعبين مع أنديتهم!
ويُعد أنطوان جريزمان أبرز مثال على هذا الأمر، حيث واجه «الأمير الصغير» موقفاً صعباً بإجباره على خوض دقائق معدودة مع أتلتيكو مدريد، للتهرب من أحد بنود اتفاقه مع برشلونة، ولعب جريزمان نصف عدد مباريات «الأتليتي» في «الليجا» وبعض مواجهات دوري الأبطال بديلاً لهذا السبب، وبعد إنهاء تلك الأزمة، فوجئ «جريزو» بفريقه يتعرض لإقصاء مهين في «الشامبيونزليج»، وزاد الطين بلة احتلاله المركز الأخير في المجموعة من دون فرصة الانتقال إلى «يوروبا ليج»، ومع وضعه السيئ في المركز الخامس بالدوري الإسباني بفارق 13 نقطة عن القمة، يُدرك جريزمان أنه قد يخرج «صفر اليدين» مع ناديه، لكنه ألقى كل الهموم خلف ظهره وأبدع مع «الديوك» في المونديال حتى الآن، بدور جديد في صناعة اللعب كـ«مايسترو»، وها هو يتصدر قائمة أكثر اللاعبين صناعة للأهداف في كأس العالم، بـ3 تمريرات حاسمة بينها «ثُنائية حاسمة» أمام إنجلترا في ربع النهائي.
ولم يختلف الوضع كثيراً مع أدريان رابيو، الذي أتى من يوفنتوس بعد خروج «صادم» من دوري الأبطال والتحوّل إلى الدوري الأوروبي بفوز «يتيم» و5 هزائم «مُخجلة»، بجانب الابتعاد عن صدارة نابولي في «سيري آ» بفارق 10 نقاط، ويعلم أنه سيعود ليجد «أنقاض السيدة العجوز» بعد «الكارثة الإدارية» التي حلت به، ورغم ذلك يرى كثيرون أن رابيو يأتي ضمن «صفوة» نجوم فرنسا في المونديال الحالي بهدف وأسيست وأداء رائع وثابت.
وبعد انتقال إلى مانشستر يونايتد لم يُرضِ طموح المدافع رافائيل فاران، وجد نفسه وسط أزمات متعددة زادتها الإصابة قسوة وكادت تحرمه فرصة التواجد مع «الديوك» في المونديال، ورغم مشاركته في 10 مباريات بالدوري الإنجليزي، إلا أنه لم يُنقذ دفاعات «الشياطين» من استقبال 20 هدفاً، وكان شاهداً على 3 أهداف لمانشستر سيتي في مرمى فريقه، قبل اكتمالها بـ«سداسية» عقب خروجه للإصابة، ويعلم فاران أن حلم الفوز بـ«البريميرليج» يبدو خيالياً بعد ابتعاد فريقه بـ11 نقطة عن أرسنال المتصدر، كما ستصطدم طموحاته في «يوروبا ليج» بمواجهة برشلونة، بجانب الحالة الفنية والإدارية لـ«عملاق أولد ترافورد» الذي يقترب ملاكه من بيعه!
الغريب أن إبراهيما كوناتي يُعاني أمور مشابهة أيضاً في إنجلترا، حيث غاب عن أغلب مباريات ليفربول بسبب الإصابة مكتفياً باللعب في مباراتين بـ«البريميرليج» ومثلهما في «الشامبيونزليج»، وشارك في خسارة «الريدز» أمام «المدفعجية» بالجولة الإنجليزية العاشرة، ورغم احتفاظه بآمال الاستمرار في دوري الأبطال، إلا أنها تصطدم بالعملاق ريال مدريد، بالإضافة إلى صعوبة الوضع في الدوري بفارق 15 نقطة عن القمة، في المركز السادس بنتائج مخيبة وأداء صادم.
ويُمكن وضع أسماء أخرى في تلك القائمة، مع تفاوت الأوضاع مقارنة بـ«الرباعي»، حيث خرج الحارس هوجو لوريس مع توتنهام من الدور الثالث في كأس الرابطة، وتبدو فرصته في التتويج بالدوري الإنجليزي «غير واقعية»، وهو ما ينطبق كذلك على دوري الأبطال رغم استمراره ومواجهته ميلان في دور الـ16، الذي يضم الثنائي جيرو وهيرنانديز المتألقين مع «الديوك» حالياً، لكنهما بعيدان مع «الروسونيري» عن قمة «الكالشيو» بفارق 8 نقاط ومن الصعب توقع بلوغ الأدوار المتقدمة في الأبطال، ورغم صدارة برشونة للدوري الإسباني، إلا أن الإقصاء من «الشامبيونزليج» كان مؤلماً للثنائي عثمان ديمبلي وجوليس كوندي، وكلاهما يدرك صعوبة المنافسة الإسبانية مع الريال وكذلك مواجهة اليونايتد قارياً، وبدرجة أقل يتمنى ثنائي مارسيليا، جاندوزي وفيردو تعويض الخيبة الأوروبية والابتعاد عن المنافسة في الدوري الفرنسي، وكذلك يبحث ثنائي موناكو، فوفانا وديساسي، عن إنجاز كبير يغطي خفوت أضواء «إمارة الريفيرا».
