الدوحة (أ ف ب)
يضطلع المهاجم أنطوان جريزمان في مونديال قطر 2022 بدور «غير اعتيادي» مع «إحساس بالتضحية»، لخدمة توازن المنتخب الفرنسي بطل العالم، حيث لعب دوراً محورياً مستمراً منذ سنوات، رغم اضطرابات عاشها في مواسمه الأخيرة على مستوى الأندية.
ومع أنّ جريزمان لم يحرز أي هدف أو تمريرة حاسمة الثلاثاء ضد أستراليا (4-1)، لكنه تألق بين لاعبي الوسط المدافعين والثلاثي الهجومي في دور غير مسبوق له.
وللدلالة على الدور الذي يقوم به، نوّه به زميله وقائد المنتخب الفرنسي الحارس هوجو لوريس: «لقد وجدت أنه استمتع باللعب، ولعب للفريق، في وضع غير معتاد إلى حد ما، لكنه يحب أن يلمس الكرة، وقبل كل شيء يبذل الجهد مع الكرة أو من دونها».
هذا كان رأي زميله الآخر ماتيو جندوزي «إنه يقوم أيضًا بتدخلات جيدة جدًا، وقد يتمكن من لعب رقم 6 لاحقًا! إنه لاعب رائع، بغض النظر عن المركز الذي سيلعب فيه، فهو سيساعد الفريق».
في كثير من الأحيان، لا ينظر مهاجم برشلونة السابق إلى الثمن التي يدفعه.
إنه اللاعب الفرنسي الذي ركض أكثر من غيره، باستثناء أدريان رابيو، وكان من أكثر العائدين إلى الخلف ب «جرينتا» خيالية وتدخلاته المعتادة، ولعلّ الدليل الأبرز على مجهوده هو صبغ سرواله الأبيض باللون الأخضر كدليل على طاقته الكبيرة.
وأثنى المهاجم أوليفييه جيرو، صاحب الهدفين أمام الأستراليين بأداء زميله «أنطوان لاعب وسط في الصميم، مع شعور بالتضحية وحجم كبير من الملعب. أعتقد أنه يمكن أن يتولى هذا المركز بشكل كامل».
لعب جريزمان، صاحب القميص رقع سبعة، من دون التضحية بمهمته الأساسية كنقطة انطلاق نحو جيرو وعثمان ديمبيليه وكيليان مبابي.
مع مبابي على وجه الخصوص، وجد اللاعب البالغ من العمر 31 عامًا مساحات شاسعة بشكل متكرر، وهو ما كان بعيدًا من التحقق في الأشهر الأخيرة.
في مركزه المعتاد كمهاجم، شهد جريزمان انخفاضًا في تأثيره مؤخرًا، لا سيما لأن أسلوبه في اللعب ونشاطه كانا في بعض الأحيان مشابهين للمجهود الذي يقدمه أيضاً كريم بنزيمة، المهاجم الأساسي المفترض في كأس العالم، قبل انسحابه بسبب الإصابة.
وقال المدرب ديدييه ديشامب بعد الفوز المونديالي الأول: «إنه لاعب يمكن أن يجد نفسه في الوسط، إنه يحب ذلك، إنها ليست تضحية بالنسبة له»، مضيفاً «حجم أنطوان يعطي التوازن للاعبين الثلاثة المهاجمين».
يحب المدرّب عادة هذا النوع من اللاعبين ذوي الطاقة الإيجابية.
الإحصائيات مذهلة: خاض جريزمان مباراته ال68 على التوالي مع منتخب فرنسا الثلاثاء، دون أن يغيب عن أي منها منذ صيف 2017، وهو رقم قياسي لمنتخب فرنسا يسعى إلى تعزيزه السبت ضد الدنمارك.
وتحديداً أمام الدنمارك في سبتمبر الماضي في كوبنهاجن (هزيمة 2-0)، أعطى ديشامب شارة القيادة لأول مرة إلى جريزمان، في غياب لوريس والقائد الرديف رافايل فاران.
ويعرف ديشامب قيمة جريزمان وهذا هو السبب في أنه لم يتخل عنه أبدًا، حتى في ذروة عذاباته مع ناديه.
اتخذ لاعب ريال سوسييداد السابق منعطفًا صعبًا عندما انضم إلى نادي برشلونة في صيف 2019، بعد عام من فوزه بكأس العالم وبعد إعلانه عن بقائه في أتلتيكو في خلال فيلم وثائقي بعنوان «القرار».
لكنه انتقال بصفقة ضخمة (120 مليون يورو) إلى النادي الكتالوني، قبل أن يعود على سبيل الإعارة إلى أتلتيكو عام 2021، إلا أنّ جزءًا من الجمهور عبّر عن امتعاضه منه.
في بداية الموسم، اقتصر وقت لعبه على نصف ساعة في المباراة الواحدة بسبب الخلاف بين الناديين. تمت تسوية كل شيء في أكتوبر مع انتقال دائم إلى مدريد بعد توقيعه حتى عام 2026، ليقدّم جريزمان عروضاً رائعة تمكن من خلالها مصالحة الجماهير بشكل كامل.
وقال لبرنامج تيلي فوت «لديّ ساقان، ورأسي، لذا كل شيء على ما يرام».
مع الديوك، يفتقد جريزمان فقط هزّ الشباك، وهو ما لم ينجح في القيام به منذ 13 نوفمبر 2021 ضد كازاخستان (8-0).
فهل يضع «جريزو» حداً لجفائه التهديفي السبت ضد الدنمارك؟