عدد اليوم
معتز الشامي (دبي)
تتعلق قلوب عشاق الكرة الهولندية بالمدرب المخضرم لويس فان جال، الذي يبدأ سباقه في مونديال 2022 بمواجهة السنغال في افتتاح دور المجموعات، هو المدرب الذي وصفته صحيفة «فايننشال تايمز» بالمبتكر السبعيني، الباحث عن المجد، والمكافح للسرطان من أجل تحقيق حلم الطواحين.
وبات فان جال 71 عاماً، ثالث أكبر مدرب في تاريخ المونديال، بعد أوسكار تاباريس وأوتو ريهاجل، ولكنه يدخل هذه المرة للمنافسة على اللقب بقوة، رغم أن منتخب هولندا ليس مرشحاً للفوز باللقب، ولكنه يراهن على خبراته، بالإضافة لتحرره من الضغوط، وقدرته على مواجهتها بهدوء وتركيز كعادته.
وخلال الفيلم الوثائقي الذي أطلق قبل أشهر قليلة مضت، ظهر المدرب وهو يتحدث عن نفسه بفخر، معتبراً نفسه أفضل من كرويف، من حيث البطولات والألقاب، متباهياً بنجاحاته وإنجازاته التدريبية، والفوز بألقاب الدوري مع أياكس وبرشلونة وبايرن ميونيخ وألكمار، حتى وإن لم يحقق النجاح في محطته مع مانشستر يونايتد.
ويرى فان جال أن رينوس ميشيلز، المدرب الأسطوري لأياكس الذي قاد هولندا إلى نهائي كأس العالم 1974، هو ملهمه الأول دائماً، حيث كان يتمنى أن يوفق في الظفر بلقب مونديال 2014، لولا خروجه من نصف النهائي بركلات الترجيح أمام الأرجنتين وحصوله على برونزية البطولة، لاحقاً، بعدما فاز على البرازيل بثلاثية.
وتقول فايننشال تايمز: «البرونز لا يكفي لرجل بسجله في الإنجازات»، كل هذا يفسر سبب تراجع فان جال عن وعده لزوجته، وقاد المعسكر الهولندي في أغسطس 2021، وأعلن فان جال في وقت سابق أنه مصاب بمرض سرطان البروستاتا، الذي دفعه لأن يجلس على الكرسي المتحرك وعانى كثيراً لدرجة أنه كان يضطر للتواجد في الملعب مع فريقه وهو يحمل «أسطرة» تحت البدلة، دون أن يخبر أحداً بحقيقة مرضه، وفي مشوار تصفيات كأس العالم الحالية، كان ينهي المباريات ويذهب للمستشفى للخضوع لجلسات العلاج الكيميائي ممسكاً هاتفه لمراجعة الحالات في المباريات وهو على سرير المرض، وواصل المدرب في فيلمه التسجيلي: «يصفونني بأنني متعجرف، رغم أنني لست كذلك، أنا منضبط ولا أعرف سوى الالتزام والانضباط».
وقد وصفته الصحيفة بأنه مبتكر سبعيني لقدرته على التعامل مع التكتيكيات الحديثة بعبقرية شديدة، وتطويع طرق اللعب وأي تكتيك لخدمة أهدافه، لدرجة أنه بات لديه أسلوب تكتيكي مميز مع «البرتقالي»، عبر ابتكار تركيبة وطريقة مناسبة لقدرات لاعبيه، حيث سيقود فان جال فريقه الذي يضم فيرجل فان دايك نجم ليفربول، ودي لخت نجم البايرن، وفرانكي دي يونج نجم برشلونة، معولاً على الثلاثي لقيادة المجموعة وتحقيق طموحاته في آخر محطاته التدريبية، حيث سيعلن اعتزاله بنهاية المونديال الحالي، فهل يحقق أمنيته بالتتويج باللقب أم لا؟
