رضا سليم (دبي)
تخطو الرياضة العُمانية خطوات واسعة نحو مستقبل مشرق يجمع بين الإنجازات واستضافة البطولات القارية والعالمية في كل الألعاب والمرتبطة بالتطور الكبير في المنشآت والبنية التحتية المصممة على أعلى المواصفات الدولية والتي تمثل ركيزة كبيرة للأجيال الجديدة.
وعلى مدار 52 عاماً، كتبت الرياضة العُمانية تاريخاً طويلاً، مرصعاً بالميداليات الذهبية والفضية والبرونزية، ومزيناً بالكؤوس في كل الألعاب، ويتصدر إنجاز فوز نادي السيب بلقب مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي إنجازات الرياضة العُمانية في 2022، حيث سطر تاريخاً جديداً على خريطة الكرة الآسيوية، وهو امتداد لإنجازات سابقة في تاريخ الكرة العُمانية التي بصمت على كأس الخليج العربي مرتين في 2009 ثم 2017، وقبلها الصعود مرتين لنهائي المسابقة عامي 2003 و2007، وسبق أن حقق نادي فنجاء لقب كأس خليجي الأندية عام 1989، منذ تأسيس الاتحاد العُماني لكرة القدم عام 1978.
وحصل المنتخب العُماني لكرة القدم على «جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي» لعام 2009، حيث نال المنتخب جائزة أفضل منتخب عربي حقق نتائج بارزة في عام 2008، وفاز منتخب الشاطئية بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب الآسيوية الشاطئية الأولى بمدينة بالي الإندونيسية عام 2008.
وفي ذاكرة الإنجازات، تأهل المنتخب العُماني للناشئين لكرة القدم إلى نهائيات كأس العالم للناشئين ثلاث مرات أعوام 1995 و1997 و2001، كما فاز بلقب بطولة التعاون والتي أقيمت في البحرين عام 2001، وحل في المركز الثاني بنسخة السعودية 2002، وتأهل منتخب الناشئين إلى نهائيات كأس آسيا للناشئين 2010.
وامتدت الإنجازات لكل الألعاب والتي كانت أبرزها الفوز بـ 4 ميداليات ملونة في دورة التضامن الإسلامي، منها ذهبية وفضية وبرونزيتان، بعدما أحرز فاتك بيت جعبوب الميدالية الذهبية في الوثب العالي، وفضية الرباع عامر الخنجري في رفع الأثقال بوزن 89 كجم، وحقق بركات الحارثي وعمار السيفي ومحمد السعدي وعلي البلوشي، الميدالية البرونزية في منافسات التتابع، ثم برونزية العداء بركات الحارثي في سباق 100 متر عدو.
وكانت حصيلة الإنجازات 32 ميدالية ملونة في دورة الألعاب الرياضية الخليجية الثالثة لمجلس التعاون بدول الخليج العربية التي أقيمت بدولة الكويت، بجانب حصاد كبير للرياضة العُمانية في كل الألعاب على المستوى الدولي والقاري والعربي والخليجي.
وتحتفل الرياضة العُمانية باليوم الوطني العُماني وهي تعيش حالة من التألق والإبداع في ظل الرعاية والاهتمام الكبير من الحكومة، والدعم المتواصل منذ البدايات، مروراً بالحاضر والمستقبل، وفق رؤية ثاقبة تستهدف تنمية الشباب وصقل قدراتهم ومهاراتهم المتنوعة على أسس قاعدة بناء الإنسان العُماني، وتنشئته تنشئة سليمة ومتوازنة فكريّاً وبدنيّاً، ليكون قادراً على الإسهام بفعالية في التطور وصناعة مستقبل أفضل يشهد تحقيق الإنجازات الكبيرة في المحافل الإقليمية والقارية والدولية.
وتتركز استراتيجية الرياضة على المحاور الرئيسة الأربعة لرؤية عُمان 2040 وهي «مجتمع إنسانه مبدع ودولة أجهزتها مسؤولة واقتصاد بنيته تنافسية وبيئة عناصرها مستدامة»، والمحور الأول «الرياضة والمجتمع»، ويضم الرياضة المدرسية والرياضة الجامعية والرياضة للجميع ورياضة المرأة ورياضة ذوي الإعاقة، والثاني «الرياضة والاقتصاد والتنمية» ويشمل البنية الأساسية المتكاملة والمتطوّرة والرياضة التنافسية الفاعلة وريادة الأعمال والاستثمار الرياضي والأندية الرياضية والإعلام الرياضي، والثالث «حوكمة الهيئات الرياضية ورفع مستوى أدائها» من خلال التشريعات والقوانين والتنظيم الرياضي وحوكمة الهيئات الرياضية (الاتحادات والأندية والفرق الأهلية) ونظام الاحتراف الرياضي واللجان الرياضية التي تُشرف عليها الوزارة وعلوم الرياضة (الطب الرياضي).
ويركز المحور الرابع على «الرياضة والبيئة المستدامة» والمتمثلة في المنشآت الرياضية الصديقة للبيئة والثقافة البيئية والرياضة السياحية والرياضة البحرية والشاطئية والألعاب التقليدية.
تملك السلطنة بنية أساسية عصرية متمثلة في وجود مرافق رياضية صممت وفق المعايير العالمية لتصبح مرافق جاهزة ومشجعة للنهوض بالنشاط الشبابي والرياضي، وتغطي المنشآت مختلف محافظات السلطنة وولاياتها، فقد انتشرت المجمعات الرياضية ذات الجودة العالية في مستوى التجهيزات الرياضية، والأندية، والمراكز، ما سهل على الاتحادات الرياضية وضع برامج التدريب والتأهيل وإقامة معسكرات التدريب للاعبي المنتخبات الوطنية في المحافظات المختلفة، وخلال السنوات الأخيرة ارتفعت أعداد المنشآت والهيئات الرياضية في السلطنة وِفق إحصائية عام 2021، حيث بلغ عدد المجمّعات الرياضية 12 مجمّعاً، أحدثها مجمع الرستاق الرياضي، وأما المراكز الرياضيّة فبلغت 16 مركزاً، فيما بلغ عدد الاتحادات الرياضية 15 اتحاداً، و22 لجنة رياضية، أما الأندية فأصبح عددها 44 نادياً رياضياً.
وجهة الأحداث العالمية
أصبحت سلطنة عُمان وجهة لكل الأحداث الدولية والقارية والعربية والخليجية، حيث باتت السلطنة وجهة للكثير من الأحداث الدولية والقارية والعربية والخليجية، وتستعد كل يوم لحدث جديد لما تتمتع به من منشآت رياضية وبنية تحتية متميزة، بالإضافة إلى طبيعة السلطنة التي تجتذب عدداً كبيراً من الرياضات، منها الجبلية وسباقات السيارات والدراجات النارية والهوائية.
وتستضيف العاصمة مسقط أحد أكثر سباقات العقبات شهرة وتحدياً في العالم «سباق سبارتن» كجزء من الفعاليات المصاحبة لكأس العالم، من 16 إلى 17 ديسمبر المقبل، ويعد السباق أحد أكثر سباقات العقبات شهرة وتحدياً في العالم، وذلك في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض. وتستعد لاستضافة بطولة العالم لقوارب آر.أس فنتشر 2022، من 22 إلى 27 نوفمبر الجاري وهي المرة الأولى التي تُقام فيها بطولة إبحار شراعي دولية مخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة في سلطنة عُمان بمشاركة نحو 36 فريقاً من 15 دولة للتنافس عبر فئة قوارب «آر.أس فنتشر» المخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة، وفازت السلطنة باستضافة كأس العالم لخماسيات الهوكي 2024. واستضافت السلطنة بطولة العالم للدراجات النارية «سباق الجائزة الكبرى» في سبتمبر الماضي للمرة الأولى، وبطولة آسيا لشطرنج الهواة، وغيرها من البطولات.
مشروع الخابورة
تم الإعلان مؤخراً عن مشروع رياضي متكامل بولاية الخابورة بمحافظة شمال الباطنة، حيث سيقام المشروع على مساحة 2.450.000 متر مربع وبتكلفة تصل إلى مليون و600 ألف ريال، وسيقام على 3 مراحل، الأولى ستكون ملاعب لكرة القدم وأحواض سباحة أوليمبية، والصالات الرياضية المغلقة، والمرحلة الثانية سيكون فيها المرافق مثل القاعات متعددة الأغراض ومركز الطب الرياضي والفيزيائي والمقاهي ليكون المكان مناسباً للعوائل وليس فقط للطلاب، بينما المرحلة الثالثة سيكون فيها مدرسة علوم الرياضة.
نقلة نوعية
مثّلت استضافة سلطنة عُمان بطولة العالم للمشي 2022 نقلة نوعية في مسار ألعاب القوى العُمانية، وحافزاً كبيراً لاستقطاب أحداث أولمبية مماثلة لتحقيق مجموعة كبيرة من الأهداف، خصوصاً المتعلقة بالتسويق والتطوير والتنافس الدولي، وتطوير رياضة ألعاب القوى، كما قدمت البطولة التي شارك فيها 361 عداء وعداءة قدموا من 46 دولة من مختلف أنحاء العالم، دفعة كبيرة للاقتصاد الوطني، لا سيما في قطاع الضيافة وإشغال الفنادق خلال البطولة، ما أثبت التأثير الذي يمكن أن تحدثه استضافة الأحداث الرياضية الكبرى على جميع القطاعات، وذلك لما حققته من منافع اقتصادية واجتماعية وسياحية وإعلامية، تمثلت في تشغيل الكثير من القطاعات المحليّة الحيويّة كالشحن والطيران والقطاع الفندقي والمواصلات وغيرها، إضافة إلى نقل الحدث تلفزيونياً لأكثر من 50 محطة حول العالم والذي أسهم في تسليط الضوء على الكفاءة العالية لسلطنة عُمان في مجال تنظيم الأحداث الرياضية، كما فتح المجال لاستقطاب بطولات عالمية أخرى.
طواف عالمي
شهدت بداية عام 2022 عودة طواف عُمان الدولي للدراجات الهوائية، للمرة الأولى منذ عام 2019، وهو الحدث العالمي الذي تستضيفه مسقط، ويستقطب فرقاً محترفة لركوب الدراجات من جميع أنحاء العالم وأقيم الطواف للمرة الأولى عام 2010، إلا أنه تأجل في آخر عامين، ثم عاد بقوة بمشاركة 17 فريقاً من جميع أنحاء أوروبا وآسيا وأميركا وأستراليا، بالإضافة إلى فريق الدراجات الوطني العُماني، وبلغ طول مسار الطواف في النسخة الـ 11 نحو 891 كيلومتراً مقسماً على 6 مراحل، ويتنقل بين التضاريس والمناظر الطبيعية، حيث تبلغ المرحلة الأولى 138 كيلومتراً.
صدارة إماراتية في صلالة
شهدت النسخة الأخيرة من طواف صلالة للدراجات الهوائية، سيطرة لاعبي منتخب الإمارات على المراكز الأولى، واحتفظ المنتخب بلقبه للعام الثاني على التوالي، بعدما فاز بقمصان التميز الأربعة الخاصة بالطواف، وأيضاً حصد المركز الأول في النتيجة الفرقية، وسط 11 منتخباً وفريقاً مشاركاً.
الرياضات التراثية
يتسابق العُمانيون من عشاق الرياضات التراثية للمشاركة في بطولة فزاع للرماية بالسكتون التي ينظمها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث في ميدانه للرماية في منطقة الروية بدبي سنوياً، ودائماً ما يكون التفوق عُمانياً في البطولة، كما تشارك الأجيال الجديدة في المسابقة، وتشهد سيطرة وتفوقاً لرماة سلطنة عُمان الصغار في المسابقات، سواء على مستوى الرماية أو مسابقة إسقاط الصحون.
كما يشارك أبطال عُمان في مسابقات الصيد بالصقور والغطس الحر وعدد من الرياضات التراثية التي تنظمها عدد من الجهات في الدولة.
مسيرة الحُب
ترتبط الرياضة الإماراتية والعُمانية، بروابط تاريخية طويلة المدى، منذ تأسيس الدولتين، وتمثل الرياضة وسيلة لتجسيد أواصر هذه العلاقات التي ترفع شعار «الجسد الواحد» ويشهد التاريخ الرياضي، محطات كثيرة لتعزيز التعاون المشترك بين العديد من الاتحادات الرياضية في البلدين.
وحفلت العلاقات الإماراتية العُمانية عبر تاريخها، بالعديد من المظاهر الاحتفالية التي تعكس عمق العلاقات بين البلدين، وكان من أبرزها مسيرة الحب والمودة التي قام بها نحو 15 دراجاً من الإمارات، في نوفمبر 2021، عابرين بدراجاتهم الحدود، ليلتقوا بدراجين عُمانيين، اشتركوا جميعاً في الهواية نفسها.
اكتشاف الموهوبين
كشف الاتحاد العُماني للرياضة المدرسية، مؤخراً عن استراتيجيته للفترة المقبلة 2022-2027، وتهدف الاستراتيجية إلى إيجاد منظومة متكاملة ومتسقة للرياضة المدرسية، ونظام مؤسس لاكتشاف الموهوبين رياضياً ورعايتهم، وكوادر تربوية رياضية ذات كفاءة عالية، واتحاد ممكن إدارياً ومالياً ومتمكن فنياً، ومنظومة متقدمة للاتصال والتسويق الرياضي.