أنور إبراهيم (القاهرة)
شهد الإسباني المخضرم جيرار بيكيه قلب دفاع برشلونة، بدايةَ موسم صعبة، وتعرض لموجة من الانتقادات والهجوم بسبب أدائه الكارثي، خاصة في مباراة إنتر ميلان الأخيرة، ضمن الجولة الرابعة لدوري الأبطال «الشامبيونزليج»، حيث ارتكب أخطاءً قاتلة مع زميليه إيريك جارسيا وسيرجيو بوسكيتس، تسببت في خروج الفريق متعادلاً 3-3، وكان من الممكن أن يخرج مهزوماً 2-3، لولا هدف الإنقاذ الذي سجله البولندي روبرت ليفاندوفسكي في الدقيقة 88.
وارتفعت نبرة المطالبة برحيله، وعدم إشراكه في المباريات، واتهام تشافي هيرنانديز المدير الفني بمجاملته، لكونه زميل ملعب سابقاً، وحقيقة الأمر أن تشافي أشركه في المباراة مضطراً، نظراً لإصابة قلبي الدفاع الأساسيين الفرنسي جول كوندي والدانماركي أندرياس كريستينسن، إضافة إلى إصابة الأوروجواياني رونالد أراوخو الذي يجيد اللعب في مركز قلب الدفاع رغم كونه ظهيراً.
وعاش بيكيه «35 عاماً» لحظات صعبة، إذ أصبح مادة للسخرية والتهكم، من جانب جماهير ومشجعي «البارسا» على شبكات التواصل الاجتماعي، بسبب أدائه السيئ، وطالبوا باستبعاده من الفريق قبل موقعة «كلاسيكو الأرض» أمام الغريم التقليدي ريال مدريد الأحد، بل والأكثر من ذلك، طالبوا برحيله تماماً عن النادي، ولاسيما أنه رفض من قبل تخفيض راتبه الكبير.
ورغم أن عقد بيكيه ينتهي في «صيف 2024»، إلا أن ما كتبته صحيفة ماركا يؤكد أنه أصبح شخصاً «غير مرغوب فيه» في «الكامب نو».
ولم يكن تشافي يشركه أساسياً في الظروف العادية هذا الموسم، بل يضعه خامساً في الترتيب بالنسبة لقلب دفاع برشلونة، بعد كوندي وأراخو وكريستينسن وإيريك جارسيا، ولولا ظروف إصابة ثلاثة من هؤلاء الأربعة، ما أشركه تشافي في مباراة الإنتر.
وهذا الوضع السيئ الذي يعيشه الفريق، دفع مديره الفني إلى المطالبة بضم قلب دفاع جديد لتعويض غياب المصابين، والاسم المطروح هو إينيخو مارتينيز قلب دفاع أتليتك بلباو والذي سيكون حراً في «صيف 2023»، ويمثل «صفقة سوبر» في نظر الإدارة الرياضية الكتالونية.
وإذا كان برشلونة على أبواب الخروج من دوري الإبطال، حيث إن الفوز بمباراتيه القادمتين ضد بايرن ميونيخ الألماني وفيكتوريا بلزن التشيكي، لن يكفيه للتأهل إلى الدور الثاني في البطولة «دور أقصاء المغلوب»، لو فاز الإنتر في مباراة واحدة من مباراتيه القادمتين أمام بلزن والبايرن على التوالي.
وخروج «البارسا» من البطولة، يعني إنه مطالب بالتركيز في بطولة الدوري الإسباني «الليجا»، ولهذا تمثل مباراته أمام غريمه اللدود ريال مدريد في الجولة التاسعة للمسابقة، درجة عالية من الأهمية، لأن الفوز بها يمنح الفريق دفعة معنوية عالية لمواصلة الصدارة والفوز باللقب، وعدم الخروج من الموسم «صفر اليدين»، لأن فوزه بكأس الملك، لا يكفي في نظر كثير من خبراء اللعبة لبقاء تشافي نفسه، مثلما لم يكف لبقاء الهولندي رونالد كومان المدير الفني السابق.
تشافي تعرض لاتهامات كثيرة، تتعلق بفشله في اختيار التشكيل الأمثل، وفشله أيضاً في التغييرات وتأخرها، وتجاهله آراء الخبراء بضرورة إشراك الهولندي فرينكي دي يونج من بداية المباريات، إلى جانب بيدري وجابي في وسط الملعب واستبعاد بوسكيتش تماماً.
ويبدو أن تشافي استوعب الدرس، ويفكر بجدية في المجازفة، بإشراك كوندي في قلب الدفاع، بدلاً من بيكيه في «كلاسيكو الأرض»، رغم أنه ليس جاهزاً مئة بالمئة، والدفع أيضاً بدي يونج من بداية المباراة بدلاً من بوسكيتش «كابتن الفريق».