معتز الشامي (دبي)
ينطلق «دوري أدنوك للمحترفين» بعد 24 ساعة، ويظهر بـ «حلته» الجديدة في «النسخة 15» في حقبة المحترفين، والتي تشهد تعديلات جذرية على طبيعة التعامل مع المسابقة، بشكل مختلف تماماً عما سبق، حيث يُسمح هذا الموسم للأندية بتسجيل 10 لاعبين أجانب في قوائمها الموسعة للفرق الأولى، بواقع 5 أجانب و5 مقيمين ومواليد الدولة، بعدما تم تقليص القائمة إلى 30 لاعباً بدلاً من 36 لاعباً كما كان سابقاً، ما يعني تقليص عدد اللاعبين المواطنين في قوائم الفرق الأولى إلى 20 لاعباً، بدلاً من 26 لاعباً.
الزيادة تنعكس على عدد اللاعبين داخل الملعب، بحيث تشمل قائمة المباراة 8 أجانب، يشارك منهم 6 داخل الملعب من أي فئة، سواء 5 أجانب ولاعب مقيم أو أي عدد بينهما.
ووفق التركيبة الجديدة لقوائم الأندية، يمكننا أن نلحظ تقليص عدد اللاعبين المواطنين في قوائم 14 نادياً بإجمالي وصل إلى 84 لاعباً، فيما وصل إجمالي اللاعبين المواطنين المسجلين في قوائم المحترفين للفرق الأولى إلى 280 لاعباً فقط بدلاً من 364 لاعباً.
فهل تلك الأعداد الجديدة بعد كل هذه التعديلات على لائحة المسابقات، «نعمة» على «دورينا» وأنديته، أم تثبت الأيام أنها نقمة وعبء على خزائن الأندية، التي وافقت بالإجماع على قرار الزيادة؟
وفي المقابل، كشفت مصادر آسيوية عن ترحيبها بقرار رابطة المحترفين الإماراتية، بزيادة اللاعبين الأجانب، ووصفته بأنه قرار إيجابي يتماشى مع فلسفة دوري الأبطال الذي يسعى لأن يطور مستوى الأندية.
وأكد مارك روزنبيرج المدير الفني للاتحاد الآسيوي، أن وجود الأجانب داخل الدوري يعتبر إضافة فنية، ويسهم في تطوير مستوى اللاعب الوطني، شريطة إجادة اختيار «نوعية معينة» من «المحترفين»، التي تتمتع بالقدرات الفنية العالية، بما يسهم في تطوير المستوى وإفادة باقي اللاعبين ورفع كفاءتهم الفنية.
ونفى روزنبيرج أن يكون قرار زيادة أجانب دوري الأبطال، سبباً في أزمات لدوريات محترفة في القارة، لافتاً إلى أن أغلب الدوريات المحترفة في آسيا والعالم، تتمسك بضرورة وجود عدد أكبر للاعبين المحترفين الأجانب بين صفوفها.
فيما طرحت «الاتحاد» قرار زيادة أجانب «دورينا» على أصحاب الرأي الفني، حيث أكدت الآراء على ضرورة أن تقوم الأندية بتغيير فلسفتها في التعامل مع الصفقات والتعاقدات، والتركيز على لاعبين أجانب صغار في السن، يتمتعون بالكفاءة الفنية، للاستفادة منهم مستقبلاً مع المنتخبات الوطنية، فضلاً عن زيادة قدرات باقي اللاعبين المواطنين.
وأشار عبد الرحمن محمد نجم المنتخب الأسبق وعضو شركة النصر لكرة القدم سابقاً، إلى أن زيادة الأجانب مفيدة للغاية في تطوير مستوى الدوري، وفي إضافة قدرات متميزة للاعبين المواطنين، مشيراً إلى أن القرار صدر لمصلحة الأندية وبموافقتها، وسيشكل العبء الوحيد فقط، حال أخفقت الإدارات في توظيف القرار بشكل صحيح، والتعاقد مع لاعبين أقل من المستوى، لذلك يجب الحرص تماماً في الاختيارات الفنية كونه يعد سلاحاً ذا حدين.
ويرى وينفريد شايفر أن القرار من شأنه أن يسهم في تطوير المستوى الفني للدوري، ويفيد المنتخب، خاصة أن الأندية الإماراتية تملك ميزانيات مرتفعة تمكنها من التعاقد مع لاعبين متميزين بالفعل، وقال: القرار سيفيد المستوى الفني والإثارة والندية بين الفرق، ما يفيد في ارتباط الجماهير بالأندية واللاعبين، وزيادة وجودها في المدرجات، كما يفيد في تطوير المستوى الفني للاعب الإماراتي.
وأضاف: نعم هناك ندرة في المواهب، ولكن وجود الأجانب أيضاً يرفع المستوى الفني، ويمنح اللاعبين المواطنين خبرات كبيرة وقدرات أكبر، ما يعود بالنفع على المنتخب، خصوصاً إذا تم السماح بتجنيس المواهب الأبرز بين الأجانب في الدوري، كما هو معمول به في أغلب دوريات العالم.
من جهته، شدد التشيكي إيفان هاشيك، مدرب التشيك ولبنان وشباب الأهلي والفجيرة سابقاً، على ضرورة وضع مصلحة المنتخب فوق كل اعتبار، مشيراً إلى أن اللاعب الإماراتي يحتاج إلى فرصة كاملة، والحفاظ على إمكانيات تطوره، وبالتالي زيادة الأجانب تعني تقليص تلك الفرص ومنحها للاعبين غير مواطنين.
وأضاف: إذا كان الدوري سيشهد تجنيس هؤلاء الأجانب، خصوصاً الشباب الصغير في السن أصحاب القدرات الفنية المرتفعة، فلا مانع من الزيادة، ولكن إذا لم يكن الهدف هو مصلحة المنتخب من ذلك القرار، فتلك الزيادة لن تفيد في تطوير المنتخب، رغم أنها ستطور مستوى الدوري وترفع التنافسية بشكل عام.