معتز الشامي (دبي)
لا يزال الحديث مستمراً عن جدوى قرار زيادة عدد اللاعبين الأجانب في «دورينا»، الذي سيتم تطبيقه مع انطلاقة الموسم الجديد، حيث تم السماح بمشاركة 5 لاعبين أجانب من أي جنسية بدلاً من 4 كما كان الوضع سابقاً، بالإضافة لزيادة عدد «المقيمين» إلى 5 لاعبين في قائمة الفرق، وتغيير مسماها إلى اللاعبين المؤهلين لتمثيل المنتخبات، بينما سيشارك في المباراة 6 لاعبين كحد أقصى.
هذا ما يعني ضرورة سعي أنديتنا للإنفاق على صفقات ربما ترهق ميزانياتها، إلا أن السبب الحقيقي لقرار رابطة المحترفين، كان يعود لقرار الاتحاد الآسيوي الذي رفع عدد اللاعبين الأجانب في قوائم المباريات لدوري الأبطال إلى 5+1 آسيوي، بدلاً من 3+1 وهو ما يعني مشاركة 6 محترفين مع الأندية التي ستشارك في النسخة الجديدة التي تنطلق في سبتمبر 2023.
فيما أشارت دراسة داخلية بالاتحاد الآسيوي سبقت اتخاذ قرار زيادة اللاعبين الأجانب في البطولة، إلى توقعات بزيادة الإنفاق على الصفقات في أندية القارة المحترفة، لاسيما منطقة الغرب ودول الخليج، بالإضافة لدول بعينها في شرق آسيا وهي اليابان وكوريا الجنوبية.
وتوقع التقرير بحسب المصادر أن يرتفع معدل الاتفاق لما يصل إلى 400 مليون دولار زيادة في ميزانيات الدوريات المحترفة بالقارة، التي ستوجه لصفقات جديدة لتدعيم الصفوف، بعد إضافة أجنبيين على قوائم الأندية في البطولة القارية، والتي ستسمح فيها اللوائح بتسجيل أي عدد في قوائم الفرق المشاركة من اللاعبين الأجانب، وفق النظم الداخلية لكل اتحاد، بينما سيشارك فقط 6 في المباريات من بينهم لاعب آسيوي.
وطرحت «الاتحاد» على خبراء فنيين وخبراء تسويق لاعبين، ملف زيادة اللاعبين الأجانب للموسم المقبل، وكيف يمكن تجنب سلبياته حيث رصد التقرير الآسيوي أبرز السلبيات في تورط عدد من الأندية في صفقات ربما تؤثر على موازنات عدة، بالإضافة لعدم تمتع قطاع كبير من أندية القارة بالخبرة في استقدام اللاعبين وخصوصاً في سن صغيرة للاستثمار فيهم للمستقبل.
وعن تلك الملاحظات أكد روبين روي، وكيل اللاعبين البرتغالي، أن عدم تفكير أغلب دوريات القارة في اللاعبين صغار السن، وفي سن الشباب والبحث عن لاعب جاهز، يعتبر من النقاط السلبية التي تضر ميزانيات الأندية بشكل عام، ولفت إلى أن قرار زيادة أجانب دوري أدنوك للمحترفين، ربما يرفع تكلفة الصفقات بالإضافة لضرورة زيادة موازنات الأندية.
وتابع: «الدوري الإماراتي يمتاز بوجود بند اللاعب المقيم، الذي يفرض التعاقد مع لاعبين صغار السن، ما يتيح فرصة التعاقد مع لاعب شاب، وتحويل الصفقة لاستثمار حقيقي، سواء بإعادة البيع وتحقيق أرباح، أو لاحقاً بمنحه فرصة اللعب للمنتخبات الوطنية، وهذا الأمر يغيب عن دوريات أخرى في آسيا ربما تنفق مبالغ طائلة بعد إضافة أجنبيين اثنين على قوائمها بخلاف الأربعة الحاليين».
وأشار نور الدين العبيدي، مدرب شباب الأهلي والإمارات السابق، إلى أن الكرة الإماراتية تحتاج إلى التركيز أكثر على اللاعبين المؤهلين لتمثيل المنتخبات، بالإضافة للبحث عن الأجانب صغار السن، الذين لا تزيد أعمارهم عن 24 أو 25 عاماً، بما يحقق فائدة فنية ويقلل الإنفاق، وبالتالي يجب التعامل بمنظور مختلف مع قرار زيادة أجانب دوري أدنوك الموسم المقبل، خصوصاً لاختيار الأجنبي الخامس الجديد، والذي قد تضطر بعض أنديتنا للبحث عنه من الجنسية الآسيوية، لأن الفرق يجب عليها الاستعداد للمشاركة القارية التي ستشهد تطبيق هذه الزيادة مع النسخة الجديدة للبطولة».
من جهته أكد أندي روكسبيرج المدير الفني للاتحاد الآسيوي، أن قرار زيادة اللاعبين الأجانب في مباريات دوري أبطال آسيا، سيكون له فوائد كبيرة للغاية، لاسيما من الناحية الفنية وتطوير مستويات الأندية واللاعبين، مشيراً إلى أن القرار تمت دراسته بشكل مستفيض، ولا خلاف على أن وجود لاعبين أجانب مميزين يمتلكون مهارات وقدرات فنية مميزة، سيسهمون في تطوير المواهب الوطنية في أي دوري.
وتابع: «الفوائد المرتبطة بزيادة الأجانب تفوق ما سينفق على الصفقات المتوقع إبرامها خلال الموسم الجديد في أغلب دوريات القارة».
وأضاف: «هناك قيمة إضافية وهي أن بعض الدوريات في القارة تركز على اللاعبين الشباب للتعاقد معهم من دول أميركا اللاتينية وأفريقيا، وهو ما يرفع جودة اللاعبين كما يتيح فرصة الاستفادة منهم لاحقاً في المنتخبات الوطنية، وهو ما بات ظاهرة صحية وإيجابية بشكل عام في أغلب دول العالم وآسيا على وجه التحديد».
وتوقع روكسبيرج أن يتطور الدوري الإماراتي من قرار زيادة اللاعبين الأجانب للتماشي مع قرار الاتحاد الآسيوي بالنسبة للفرق المشاركة في دوري الأبطال.