عدد اليوم
أبوظبي (الاتحاد)
يلعب الدراج المتخصص بالدعم دوراً مهماً نادراً ما يتلفت إليه الجمهور، فعلى الرغم من أنه يساهم بشكل مباشر في إيصال زملائه إلى خط النهاية لاعتلاء منصة التتويج، إلا أن نجومية الدراجين المتخصصين بسباقات السرعة أو التسلق تطغى على هذا الدور.
وعن هذا يقول ماكسيميليانو ريتشيزي دراج فريق الإمارات، إن هذا التخصص يتطلب مجهوداً بدنياً كبيراً، لكنه يكاد تكون غير مجزٍ للدراج، لكن بالنسبة إليَّ، فإن ما سبق أبعد ما يكون عن الواقع!
وتابع: بدأتُ مسيرتي الرياضية كدراج متخصص بسباقات السرعة في الأرجنتين، وقضيت وقتاً طويلاً أخوض فيه السباقات مع أصدقائي وزملائي في الفريق تحت شمس أميركا الجنوبية. لقد ترعرعت في المضمار، وهذا أمر مفيد جداً لشخص مثلي، حيث تتيح لك هذه المساحة تطوير مقدار السرعة والقوة التي يمكنك توليدها على الدراجة.
منذ انطلاق مسيرتي الرياضية الاحترافية عام 2006، شاركت في السباقات في صفوف 5 فرق محترفة. وقد كنت دائماً ألعب كدراج متخصص في سباقات السرعة، لكنني أصبحت دراجاً متخصصاً في الدعم بعد انتقالي إلى فريق "كويك ستيب" البلجيكي. عندما تكون متخصصاً بسباقات السرعة، فأنت تلاحق فوزك التالي بشكل دائم، وإذا ما استغرقت فترة دون تحقيق الفوز، سيتراكم عليك ضغط هائل، فتشرع في التشكيك في نفسك، وهو أمر عليك تجنبه كدراج محترف. قبل تغيير اختصاصي، كنت أفوز بعدد قليل من السباقات في كل موسم. ورغم أن هذه الأرقام لا تزال مقبولة بالنسبة إلى معظم فرق الدراجات في العالم، إلا أنني شعرت أنني لا أقدِّم النتائج المتوقعة مني كدراج متخصص في سباقات السرعة نظراً إلى مستوى المنافسة. الأمر الذي دفعني إلى تغيير اختصاصي، ولم أفكر بعد ذلك في الماضي.
وأضاف ماكسيميليانو ريتشيزي: لا تختلف متطلبات تدريب الدراج المتخصص بسباقات السرعة كثيراً عن تدريبات المتخصصين بالدعم، إذ يجب أن تكون قادراً على تقديم سرعة وقوة كبيرتين في نهاية مرحلة طويلة وشاقة. يتمحور دوري حول حماية الدراجين المتخصصين بسباقات السرعة، وإيصالهم إلى مركز مثالي يمكِّنهم من الانطلاق في أداء هجومي في المرحلة الأخيرة من السباق. بينما يتركز دوري في السباقات الجبلية على مساعدة الدراج المتخصص بسباقات السرعة على بقائه في السباق والحفاظ على مركزه.
وأشار ريتشيزي إلي أن علاقته المميزة التي تربطه بزميله العالمي فرناندو جافيريا المتخصص بسباقات السرعة بعد الانتقال إلى فريق الإمارات عام 2020، وقال: سرعان ما تمكَّنا الاثنين من إحياء هذه العلاقة الفريدة التي تربط بينهم على الدراجات وعلى المستوى الشخصي. وقال: صحيح أن كلانا يتحدث الإسبانية، وتلك ميزة مهمة، إلا أننا قادران على التواصل في السباقات دون أية كلمة؛ إذ يشعر أحدنا بحركات ومشاعر الآخر على الدراجة، ويمكننا توقُّع لحظة انطلاق أحدنا في أداء هجومي، أو دفاعه عن مركزه. وبفضل مستوى التفاهم بيننا، سرعان ما بدأنا نحقق العديد من الإنجازات المميزة معاً، لذا فإننا نواصل بذل قصارى جهودنا لتقديم المزيد من الإنجازات للفريق!
وأضاف: نحن نخوض حالياً سباقات جولة إيطاليا، وقد اقتربنا من الفوز في مراحل الجولة عدة مرات حتى الآن، ويتولى فيرناندو قيادة جهود الفريق في سباقات السرعة، بينما يتولى جواو ألميدا خوض السباقات الجبلية. وعلى الرغم من أن الفريق قدَّم أداء طيباً حتى الآن، إلا أننا لم نتمتع بوتيرة السرعة اللازمة لتجاوز خط النهاية أولاً والاحتفال بالفوز على منصة التتويج. لذا فإننا نسعى الآن إلى حماية مركز جواو ألميدا المتقدم في التصنيف العام، وذلك لتتاح له فرصة التنافس على لقب التصنيف العام في المراحل المتبقية من الجولة.
