مراد المصري (دبي)
حقق ليفانتي فوزاً ثميناً على ريال سوسيداد 2-1، ليلة أمس الأول في الجولة 35 للدوري الإسباني لكرة القدم، ليجدد فريق «الضفادع» آماله بالهروب من الهبوط، بعدما واصل عروضه القوية ورفضه الاستسلام، رغم تواجده في المركز الأخيرة في أغلب فترات الموسم.
ولعل ما يعكس حالة الوحدة والشعور بالعائلة داخل أروقة النادي الذي يقع في مدينة فالنسيا، هي قصة «الركن الصغير» الذي أبقى النادي متماسكاً طوال ثلاثة عقود من الزمن، بمبادرة شخصية تحولت إلى أهم معلم في ملعبه.
ففي زاوية من ملعب سيوداد دي فالنسيا الخاص بليفانتي، تقع في إحدى زواياه هناك غرفة خاصة مليئة بالحنين والذكريات، تم إنشاؤها وصيانتها من قبل أحد عمال الملعب رامون فيرير، وأطلق عليها اسم «الراكونيت – الركن الصغير»، هو أشبه بكهف علاء الدين وهو مليء بالقمصان التذكارية القديمة، الأحذية، الصور، اللوحات، الوثائق، وغيرها من القطع الأثرية التي يروي كل منها جزءاً من قصة ليفانتي.
إنها من بنات أفكار فيرير، الذي عمل في ملعب النادي لأكثر من 30 عاماً، وقد تم إنشاء هذه الغرفة المليئة بالذكريات منذ حوالي ثلاثة عقود، خلال واحد من فترات التحضير لأحد المواسم، دعا فيرير بعض اللاعبين لمشاركته في طبق بايلا فالنسيا تقليدي من أجل جلسة لتعزيز الروابط. أصبح هذا الأمر تقليداً، وبمرور الوقت، أصبحت جدران الغرفة مزخرفة بطريقة يكاد يكون من المستحيل فيها معرفة اللون الأصلي للجدران في الواقع.
فيرير هو أمين هذه المجموعة وقد جمع قطعاً مهمة بنفسه، في حين تم التبرع له بعدد من الأمور الأخرى. تحتوي هذه الغرفة حالياً على كل شيء، من صور فريق ليفانتي السابقة، إلى القمصان التي يرتديها نجوم مثل ليونيل ميسي أو جاريث بيل عندما واجهوا فريق «الضفادع»، إلى الهدايا التي تم تبادلها خلال المباريات الأوروبية التي خاضها ليفانتي في موسم 2012-2013. حتى أن هناك صورة للمدير الفني لنادي برشلونة السابق كيكي سيتين، الذي لعب في النادي خلال موسم 1995-1996، هناك أيضاً قطعة من الحائط التي سقطت على ساق اللاعب مارتن باليرمو، وقميص ارتداه مارادونا أحضره حارس المرمى الأرجنتيني بابلو كاباليرو، وقبعة المغنية الإسبانية سابينا خواكين وغيرها، هذه مجرد بعض القصص العديدة التي ترويها هذه المجموعة الفريدة.
وتحدث فيرير حول الركن والمقتنيات الخاصة فيه في مقال نشرته صحيفة «إل بايس» الإسبانية، وقال: هذا هو ملاذي، لقد حدثت حياتي هنا وأشعر إنني محظوظ. على الرغم من نمو النادي، والأمور تغير كثيراً، ما زلنا نحاول أن نبقى عائلة.
الواضح أن هناك شعوراً عائلياً في النادي، وفيرير بمثابة العم المفضل لدى الجميع، كل اللاعبين الحاليين والسابقين يحبونه وقد أصبح رمزاً لليفانتي مثل أي منهم.
عندنا احتل ليفانتي صدارة الترتيب في موسم 2011-2012، تصدر الفريق غلاف صحيفة «ماركا» الرياضية الإسبانية بوصفه قصة نجاح، الصورة المختارة لم تكن لأي من اللاعبين أو المدرب أو الرئيس، ولكنها كانت من نصيب فيرير، كان الرجل الذي يمثل النادي على أفضل وجه وما تعنيه تلك اللحظة التاريخية.
يعمل إيميلو نادال في قسم التراث لنادي ليفانتي، وهو شرح التأثير الذي يوجده فيرير في ملعب سيوداد دي فالنسيا، وقال: كان هناك تكريم أقيم مؤخراً للفريق الذي نال ترقية الصعود من الدرجة الثالثة إلى الدرجة الثانية في موسم 1998-1999، وأول أمر فعله الجميع كان طلب رامون فيرير، يمكنكم القول إنه أول مؤرخ للنادي، لكنه أكثر من ذلك بكثير، تمكن من بناء مكان للاجتماع، يمكنك شراء أشياء كثيرة في كرة القدم، ولكن ليس المودة. ومع ذلك فقد كسب الناس بجاذبيته وولائه.
في 2019، احتفل ليفانتي بذكرى مرور 110 أعوام على التأسيس وقام بافتتاح قسم التراث كجزء من ذلك، حتى إنه أطلق متحفاً عبر الإنترنت يسمح للمشجعين وعشاق كرة القدم برؤية وقراءة الأحداث الكبرى والحكايات والإنجازات البارزة واللاعبين والمدربين ورؤساء النادي من أي مكان في العالم. وبينما هو حالياً قسم ضمن موقع النادي الإلكتروني، هناك خطط لإنشاء متحف، ليكون جزءًا من المنشآت في ملعب سيوداد دي فالنسيا، بعد العمل الذي تم تنفيذه لإعادة التطوير على أرض الواقع.
سيكون هذا المتحف مميزاً، ولكن في الوقت الحالي يوجد بالفعل متحف صغير مليء بالتاريخ المطوي بعيداً في أروقة الاستاد، إنه واحد من العديد من الجواهر الخفية في الليجا. إنه مصدر فخر وسعادة والأمل للنادي.