معتز الشامي (دبي)
شدد التونسي نور الدين العبيدي مدرب شباب الأهلي الأسبق، والمحلل الفني لـ «الاتحاد»، على أن «الجولة 22» من «دوري أدنوك للمحترفين»، شهدت تطوراً هجومياً ملحوظاً، حيث تم تسجيل 26 هدفاً بمعدل 3.7 هدف في المباراة، تجاوزت المعدل التهديفي البالغ 2.7 هدف لكل مباراة.
وتطرق العبيدي إلى شرح آلية تسجيل أهداف الجولة، وقال: جاء العدد الأكبر من كرات ثابتة «9 أهداف»، بنسبة بلغت 34.6%، وهي كبيرة تدل في الوقت نفسه على القيمة الفنية الفردية من ناحية التنفيذ والدقة، وأيضاً ضعف التركيز، وسوء التعامل مع الكرات الثابتة من الناحية الدفاعية، بينما تم إحراز 9 أهداف من هجمة منظمة بنسبة 34.6%، وهي كذلك جيدة، وتدل على محاولة البناء من الخلف والاستحواذ، والبحث عن حلول من خلال التنشيط الهجومي الجماعي، لصنع فرص التهديف، ونجح فيه خلال الجولة كل من الشارقة والوحدة وعجمان، مقابل سوء التمركز وتغطية دفاعية، مثلما شاهدنا مع دفاع خورفكان والعروبة.
وأضاف: شهدت حصيلة أهداف الجولة 6 أهداف من هجمة مرتدة بنسبة 23%، ما يدل على سرعة الانتقال من الدفاع إلى الهجوم، مثلما فعل الظفرة، وكذلك يكشف بطء التحول من الهجوم إلى الدفاع كما في حالة الإمارات وخورفكان، وإحراز هدفين من هجمات سريعة بنسبة 7.7%، وتدل على غياب النسق العالي والسرعة في عملية التنشيط الهجومي.
وعن قمة «الجولة 22» بين العين وشباب الأهلي، رأى العبيدي أنها جاءت متوسطة المستوى الفني، حيث طغت عليها الحسابات التكتيكية من المدربين، وقال:«اتبع مهدي علي طريقة 4-4-2، مع أسلوب الضغط في منطقة وسط الملعب، وتضييق المساحات بتقارب الخطوط، وتمكن عبد الله النقبي وأحمد نور وحارب ويوري، من الحد من خطورة برمان والبلوشي وجوانكا وكايو، سواء في استخلاص الكرة أو بناء اللعب، وحرمان سفيان رحيمي من المساحات، فيما لعب العين بطريقته المعهودة 4-2-3-1 مع أسلوب الاستحواذ، والانتقال السريع إلى الهجوم باستعمال الأطراف والمساحات، ولكنه لم يجد الآليات الهجومية المعتادة، واتسم الأداء الهجومي بالبطء، ولم يتمكن من صنع فرص حقيقية للتهديف، إلى أن وجد الحل من خلال تبادل المراكز، بين جوانكا ولابا الذي تمكن بمجهود فردي متميز من استغلال التمريرة الذكية لجوانكا، وسجل هدفاً حاسماً حقق به فوزاً صعباً، ولكنه حاسم في طريق التتويج بالدوري.
وأضاف: تحسن المردود الهجومي لـ «الفرسان»، خاصة في الشوط الثاني، وصنع بعض فرص التهديف من خلال الكرات الثابتة، واستغلال المساحات على الأطراف، إلا أن تألق أربوليدا، في حُسن التمركز والتغطية، إلى جانب عدم تركيز المهاجمين، وافتقادهم لـ «اللمسة الأخيرة»، وحُسن قيادة الحارس خالد عيسى للدفاع حرم ذلك شباب الأهلي من التعادل.
وقال: العين حقق الأهم في المباراة، وقدم شباب الأهلي مردوداً جماعياً جيداً، رغم أن كل مدرب حاول إخفاء بعض الأوراق الفنية لنهائي كأس الرابطة، التي تجمع الفريقين يوم الأربعاء المقبل، رغم أن كل الأوراق الفنية والتكتيكية مكشوفة، ولكن يبقى الحضور البدني والذهني عاملاً مهماً ومصيرياً في الفوز بكأس الرابطة.
وبشأن أبرز ظواهر الجولة فنياً، قال العبيدي: شهدت ارتفاعاً في الزمن الفعلي للعب، والذي بلغ للمرة الأولى منذ بداية الموسم 54.5 دقيقة، وهو مؤشر إيجابي يستفيد منه المنتخب في مبارياته الفاصلة أمام أستراليا يوم 7 يونيو المقبل.
وأضاف: بينما كانت هناك هفوات دفاعية فردية وجماعية على مستوى التمركز وإعادة التمركز والمحاصرة بالنسبة للكرات العرضية، ما أدى إلى ارتكاب أخطاء في منطقة المنطقة.
أما عن مستوى الحراس، فقال: كانت هناك «أخطاء» كبيرة لحراس المرمى من ناحية التركيز، وكذلك في ما يخص سوء قراءة مسار الكرة، وكلفت فرقهم خسارة نقاطاً، كانت في المتناول، خاصة عبد الله سلطان «الظفرة»، وجمال عبد الله «اتحاد كلباء»، رغم الإمكانيات الفنية والبدنية والذهنية التي يتمتعان بها.
وفيما يتعلق بباقي المواجهات خلال الجولة، قال: كان من اللافت الخسارة الجديدة والكبيرة للعروبة أمام الشارقة «5-0» والإمارات أمام الوصل «3-0»، والمقترنة بأداء باهت ويائس ومتراجع، تعجل بمغادرتها لـ «دوري أدنوك للمحترفين»، رغم تقديم الفريقين لعروض جماعية وفردية واعدة في بعض فترات الموسم، أما الشارقة فتمكن سريعاً بفضل الفوز المقنع، من الخروج سريعاً من الآثار السلبية لمشاركته القارية، وواصل الوصل تطوره الفني والتكتيكي والبدني، من خلال مباراته الأخيرة، وأظهر أنه قادر على تحقيق نتائج إيجابية كلما لعب من دون ضغوطات.