الأحد 24 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الخبراء يحددون 3 عناصر لإنجاح مشروع «المواهب إلى أوروبا»

الخبراء يحددون 3 عناصر لإنجاح مشروع «المواهب إلى أوروبا»
27 ابريل 2022 01:52

معتز الشامي (دبي)

يتواصل الحديث عن تجربة ابتعاث المواهب الإماراتية لتجارب إعاشة في أوروبا، لخوض تجربة احترافية للعب في بعض الدوريات هناك لمدة عام، بعد إعلان الشيخ راشد بن حميد رئيس مجلس إدارة اتحاد الكرة، عن مشروع طموح للاتحاد، بابتعاث 5 مواهب الموسم المقبل لتجارب إعاشة في أوروبا، بهدف تطويرها بما يعود بالنفع على المنتخبات الوطنية.
وقد حدد خبير هولندي استطلعت «الاتحاد» رأيه في المشروع الجديد، عناصر أساسية لإنجاح الفكرة، أبرزها ضرورة أن يحدد الاتحاد، ما الذي تريده الكرة الإماراتية من تلك التجربة تحديداً، لأن الأمر لا يجب أن يتوقف على دفع الاتحاد مبلغ لأحد أندية دوري الدرجة الثانية أو حتى الأولى في أوروبا لمدة عام للاعب ولتجربة، ثم تنتهي بعد موسم ويعود اللاعب لناديه.
وأكد محمد حمدي، الرئيس التنفيذي السابق لنادي أود دين هاج الهولندي، وعضو لجنة تطوير بيئة الملاعب في وزارة الرياضة الهولندية ومستشار التسويق الرياضي لعدة أندية بالدوري الهولندي الدرجة الأولى حاليا، أن نجاح المشروع يتطلب 3 شروط أو عناصر أساسية، وتابع: «أقترح على الاتحاد ضرورة تشكيل لجنة مكونة من خبراء وفنيين، تقوم بزيارت ميدانية للأندية المرشحة لاستضافة المواهب الإماراتية، لمعرفة طريقة التدريب، قوة الفرق بالنادي موقفها في المنافسة، والآلية التي تعتمد عليها، وأيضاً الفلسفة التدريبية التي تطبقها، فمثلاً بعض الفرق لا تلعب كرة هجومية، فكيف أرسل لها مهاجم يريد أن يطور قدراته، ولكن سيكون من الأفضل إرسال لاعب وسط مدافع أو قلب دفاع، بينما هناك فرق تلعب كرة شاملة أو هجومية، وبالتالي ستكون مفيدة للاعبين أصحاب المهارة الفردية والمهاجمين، وهكذا، كما يجب الاتفاق على عدد الدقائق التي سيشارك فيها اللاعب، وعدد الحصص التدريبية التي سيحصل عليها وفي حالة عدم الالتزام تكون هناك جزاءات من الاتفاقية المالية مع النادي».
وأضاف: «الأهم من كل ذلك، وجود لجنة متابعة خارجية لهذا النوع من المشاريع، وأن تتواجد بشكل مستمر مع اللاعبين، وتتواصل بشكل مستمر مع النادي المرشح لاستضافة المواهب، بعد التحاقها بالنادي هناك، لتسهيل كافة الأمور الإدارية الأخرى للاعب للانتقال المنتظر».
وعن المبالغ التي ربما يتم ضخها للاعب الواحد قال: «أعتقد أن الاتحاد يجب أن يخصص مبلغ 150 إلى 200 ألف يورو سنوياً للاعب الواحد، بالتنسيق مع النادي الأوروبي المحتمل، لكن الأمر يجب ألا يتوقف على عام واحد فقط، ولكن يجب أن يستمر لـ3 مواسم حتى يتطور اللاعبون، لأن العام الأول يكون للتكيف مع البيئة الجديدة والحياة الجديدة، وفي العام الثاني يبدأ في استيعاب النقلة التي تحققت، ثم يبدأ في التطور، وفي الموسم الثالث يصل لمرحلة النضج الفني، لذلك نصيحتي هي عدم إرسال اللاعبين لعام واحد فقط، وإلا سيتحول المشروع لمال ينفقه الاتحاد على لا شيء، لأن المحك هو ضرورة أن تكون اتفاقية شراكة ممتدة مع الأندية التي تستقبل اللاعبين الإماراتيين».
وعن أبرز العناصر التي يجب إرسالها لتلك التجارب قال: «أعلم جيداً الكرة الإماراتية من واقع عملي مع نادي الجزيرة في وقت سابق وبالتالي أعتقد أن هناك عناصر حالية قادرة على الاحتراف في أوروبا الآن، ويمكنها النجاح إذا دخلت ضمن هذا المشروع مثل علي صالح لاعب الوصل، وحارب سهيل لاعب شباب الأهلي، وعادل سلطان لاعب اتحاد كلباء، فتلك المواهب الـ3 قادرة على التطور في أوروبا والنجاح إذا تم إرسالها لهكذا مشروع».

تجربة قائمة
من جانب آخر، أكد محسن مصبح لاعب منتخبنا الوطني السابق، والرئيس السابق لشركة الكرة بنادي الشارقة، أن ابتعاث المواهب الإماراتية لأوروبا قرار جيد من الاتحاد، ولكن يجب أن يتم دراسته جيداً، وذلك لأن الاكتفاء بـ5 لاعبين أمر لن يحقق النقلة المطلوبة، لأن أغلب الأندية لن تسمح بإرسال الموهوبين للخارج، وربما يؤدي ذلك لتعقيدات في المشروع، وقال: «يجب أن نرشح 20 أو 25 لاعباً يخوضون التجربة في 3 أو 4 أندية أوروبية، وأن يكون هناك تنسيق مستمر وتسهيل مهمة هؤلاء اللاعبين وابتعاث أسرهم وذويهم ليكونوا بجوارهم أغلب فترات المعيشة هناك».
وتابع: «خضنا التجربة في الشارقة سابقاً، ابتعثنا لاعبين، وكان ابني مايد أحدهم، تم إرساله لنادي إسباني، وتدرب لفترة 5 أشهر ولولا جائحة كورونا لاستمر لفترة أطول، الابتعاث لا يكلف شيئاً بل بالعكس، النادي كان يدفع لنجلي 1000 يورو راتباً شهرياً فقط، فهل سيقبل الآن لاعبون بحجم حارب سهيل أو علي صالح أن يحصلوا على 1000 يورو راتب شهري للعيش في هكذا تجربة لمدة عام، أو حتى لاعبين أصغر سناً».
وأضاف: «للأسف لاعبونا مدللون، ونحن تسببنا في ذلك، بسبب ارتفاع الرواتب والعقود، فأغلب اللاعبين ينتظر عقد من ناديه ويفضل ذلك على خوض تجربة احتراف ربما قد تفتح له أبواباً لخوض تجربة تحقق نقلة في مسيرته».

الدوخي: أندية السعودية حققت استفادة كبيرة
استطلعت «الاتحاد» آراء نجوم من الكرة السعودية حول تجربة ابتعاث أكثر من 25 لاعباً في جيل المنتخب الأولمبي والأول لأندية مختلفة في أوروبا منذ 2018 وحتى الآن، وأكدت الآراء نجاح التجربة بالفعل في تطوير المواهب التي عاشت في أوروبا لعام أو عامين.
وأكد أحمد الدوخي نجم الكرة السعودية ولاعب الاتحاد والهلال والنصر السابق، أن تجربة المملكة العربية السعودية نجحت بالفعل، وحققت أهدافها، ورأى أنها انعكست على المنتخب والأندية وقال: «في آسيا وفي تصفيات كأس العالم كانت هذه التجربة حاضرة، كما أن الأندية السعودية كلها استفادت وليس الهلال وحده أو ناد بعينه والدليل أن السعودية حالياً متفوقة في البطولة الآسيوية التي تستضيفها المملكة، ما أود التأكيد عليه أن الاتحاد الإماراتي اتخذ قرار جريئاً وشجاعاً وستجني الكرة الإماراتية ثماره لكن دون تسرع أو تعجل».
وأضاف: «تلك الخطوة ستفيد للاعبين المبتعثين إلى أوروبا، لأنهم سيتعرفون على مدارس كروية جيدة، والأهم أن اللاعبين ستتغير أفكارهم، ويصبحون أكثر احترافية، وبالتالي تتغير لديهم الكثير من المفاهيم، من حيث خوض نوعية تدريبات مختلفة والاحتكاك بلاعبين موهوبين، فضلاً عن اللعب في دوريات قوية ومباريات قوية أيضاً، كما يتعلمون الالتزام بالنوم مبكراً وبنوعية غذاء صحي وغير ذلك من الفوائد».
من جانبه قال سعيد العويران نجم المنتخب السعودي ولاعب نادي الشباب السابق، أن خطوة إرسال لاعبين إلى أوروبا للاحتراف تأخرت كثيرا، وتابع: «اليابان سبقتنا قبل أكثر من 30 سنة، عندما أوفدت لاعبيها إلى البرازيل يتدربون هناك بإشراف زيكو المدرب البرازيلي السابق، وعندما كنت في صفوف المنتخب السعودي ولعبنا أمام المنتخب الياباني كانت هناك مجموعة من لاعبي اليابان في البرازيل، ومن بينهم أسماء أصبحت من الأساطير في عالم الكرة اليابانية بعد ذلك، وشاهد الجميع الطفرة التي حدثت في المنتخب والكرة اليابانية بسبب هذه الخطوات الاحترافية، فاذا كان الاتحاد الياباني يبتعث لاعبين على أيامنا فهذا يعني أنهم سبقونا بسنوات».
وتابع: «شخصياً لدي تجربة في الصين، ذهبت للاحتراف هناك ومعي فؤاد أنور، وتدربت لمدة شهر تقريباً، كانت تدريبات مختلفة وقاسية، وكنا نتدرب أكثر من 3 ساعات في اليوم وعلى فترتين، لكني لم أستمر فيما بقي فؤاد أنور، وبعد عودتي من الصين التحقت بفريق الشباب وفي أول مباراة شاركت فيها كنت على استعداد لخوض شوطين آخرين بعد انتهاء المباراة، لأنني كنت في وضع بدني ممتاز جداً».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©