مصطفى الديب (أبوظبي)
تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، أعلن نادي أبوظبي للرياضات البحرية، ولجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية تفاصيل النسخة الخامسة من مهرجان سباق دلما للمسافات الطويلة للمحامل الشراعية فئة 60 قدماً.
جاء ذلك خلال الملتقى الذي عقد مساء أمس «الاثنين» بمجلس محمد خلف بالعاصمة أبوظبي، بحضور الشيخ أحمد بن حمدان آل نهيان رئيس اتحاد الشراع والتجديف الحديث رئيس لجنة الكايت سيرف، وماجد عتيق المهيري نائب رئيس اللجنة العليا المنظمة لسباق مهرجان دلما التاريخي الخامس، وعيسى سيف المزروعي نائب رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، إلى جانب مجموعة كبيرة من قيادات اللجنة والنادي وعدد من النواخذة المشاركين في الحدث. يقام المهرجان في الفترة من السابع إلى العشرين من مايو المقبل بجزيرة دلما التاريخية، فيما سيتم تحديد موعد السباق خلال تلك الفترة حسب ظروف الأحوال الجوية. وأعلن خلال الملتقى عن فتح باب التسجيل ابتداء من اليوم «الثلاثاء» أمام البحارة، على أن يستمر الباب مفتوحاً حتى 28 من الشهر الجاري، فيما يشهد هذا الشهر اجتماعاً تنويرياً للنواخذة تحت إشراف نادي أبوظبي للرياضات البحرية، الذي رصد 25 مليون درهم جوائز مالية لأصحاب المراكز من الأول وحتى المائة في الترتيب النهائي للمشاركين، وهي الجوائز الأغلى والأضخم في تاريخ السباقات التراثية البحرية على الإطلاق في الدولة والمنطقة ككل.
ويحصل البطل على 1.3 مليون درهم، فيما يحصل الوصيف على مليون درهم، والثالث على 800 ألف درهم. كما تم تخصيص 3 سيارات جوائز للفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى في السباق التاريخي، دعماً لمسيرة نهضة التراث البحري، وتأكيداً لأهمية وقيمة التراث والموروث الوطني.
يعد «سباق دلما» الأطول بين سباقات المحامل الشراعية فئة 60 قدماً، وتبلغ مسافته الكلية 68 ميلاً بحرياً بما يعادل 125 كيلو متراً، كما أنه الأكبر من حيث قيمة الجوائز التي يبلغ مجموعها 25 مليون درهم، الأعلى في تاريخ سباقات التراث البحري. ويعد السباق.. الوحيد الذي ينطلق من جزيرة دلما التاريخية، ويمر بثماني جزر مختلفة، هي جزيرة دلما في البداية ثم صير بني ياس، وبعدها جزيرة غشة، يعقبها المرور بجزيرة أم الكركم، ثم الفطاير وبعدها البزم، ثم الفياي ثم مروح، وأخيراً جزيرة جنانة قبل الرسو في مدينة المرفأ.
ولن تقتصر فعاليات الحدث على السباق البحري فحسب، حيث ستقام مجموعة من الفعاليات المصاحبة اعتباراً من 6 مايو، وأهمها افتتاح القرية التراثية أمام الزوار من سكان ومجتمع جزيرة دلما، وتم تخصيص مجموعة من الفعاليات الشائقة التي تهتم بجميع الأعمار والفئات. وبخصوص المشاركين، فمن المتوقع أن يصل عدد البحارة إلى ثلاثة آلاف بحار من مختلف أنحاء الدولة وما يقارب 110 محامل شراعية.
وحقق المهرجان نجاحات كبيرة في النسخ الأربع الماضية، في ظل الدعم اللامحدود من جانب القيادة الرشيدة. وأكد الشيخ أحمد بن حمدان آل نهيان رئيس اتحاد الشراع والتجديف الحديث رئيس لجنة الكايت سيرف، أن مهرجان سباق دلما التاريخي الخامس يهتم بالرياضات التراثية والحديثة، وهو ثمرة لدعم واهتمام القيادة الرشيدة لتعزيز مسيرة التراث الوطني وغرس مفاهيمه لدى الأجيال المختلفة في المجتمع.
وقال: «أصبح مهرجان سباق دلما التاريخي أحد أهم المناسبات التراثية التي يترقبها الجميع وتحظى بسمعة محلية وعالمية واسعة النطاق، لما له من مكانة مرموقة وما يسجله من مشاركة كبيرة وتفاعل غير مسبوق من قبل البحارة وجميع الزوار في أجندة فعالياته». وأعرب عارف حمد العواني، الأمين العام لمجلس أبوظبي الرياضي عن سروره بالإعلان عن تفاصيل النسخة الخامسة لمهرجان سباق دلما التاريخي للمحامل الشراعية فئة «60» قدماً، مؤكداً أن الحدث يجسد ملحمة بحرية لأبناء الإمارات للاحتفاء بتراثهم الوطني الأصيل ومسيرته التاريخية الحافلة بالمنجزات الكبيرة.
وأضاف: «يمثل مهرجان سباق دلما الخامس للمحامل الشراعية فئة «60» قدماً تأكيداً جديداً على مكانة وأهمية الرياضات التراثية، خصوصاً بعد النجاحات الكبيرة التي سجلها في النسخ السابقة».
وقال: «حريصون على تقديم الدعم والرعاية وتوفير كافة مقومات وأسباب النجاح للكرنفال التراثي الأكبر على مستوى الدولة، إيماناً بأهمية المناسبة السنوية التي يلتقي فيها أبناء الإمارات بشعار إحياء ودعم التراث البحري ونقل موروثها لأجيال الحاضر والتعريف بقيمة ومكانة جزيرة دلما التاريخية في حضارة الإمارات.
وأضاف أن مشاركة ثلاثة آلاف بحار سنوياً في هذا الحدث، يؤكد مكانته وقيمة التراث المتأصلة في وجدان البحارة وحرصهم على دعم التراث الوطني.
وتوجه العواني بالشكر للجهود الكبيرة لنادي أبوظبي للرياضات البحرية ولجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، وكافة الجهات الراعية والداعمة للسباق. من جانبه، قال سعادة أحمد ثاني مرشد الرميثي نائب رئيس مجلس إدارة نادي أبوظبي للرياضات البحرية والعضو المنتدب رئيس اللجنة العليا المنظمة للسباق:«بفخر واعتزاز يُسعدنا الإعلان عن تنظيم مهرجان سباق دلما التاريخي الخامس، وفي هذه المناسبة، نكرر شكرنا وتقديرنا لسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان على الدعم الدائم والمستمر لجميع سباقات التراث البحري، ونؤكد أن رعاية سموه تضاعف من قيمة أي حدث وتحفز الجميع على المشاركة والتواجد».
وأضاف:«يمثل مهرجان سباق دلما التاريخي الحدث الأكبر في تاريخ السباقات التراثية بالأرقام، سواء على صعيد الجوائز التي تبلغ 25 مليون درهم أو على مستوى المسافة التي تصل 125 كلم، وكذلك على مستوى المشاركة التي قد تصل إلى 3 آلاف بحار». وقال:«بكل تأكيد، نحن في نادي أبوظبي للرياضات البحرية يسعدنا تنظيم هذا الحدث الكبير بالتعاون مع لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، لنؤكد مجدداً تكاملنا وتعاوننا في سبيل غرس التراث الوطني الأصيل في نفوس الجميع».
وعبر عن سعادته بدعوة النواخذة ومحبي سباقات المحامل الشراعية للتسجيل في النسخة الخامسة من السباق التاريخي، ودعا الجماهير بشكل عام وعشاق التراث بشكل خاص للتواجد والمشاركة في الفعاليات، وأكد أن الجميع سيكونون على موعد مع الأنشطة والسباقات المتنوعة التي تعنى بالتراث الوطني لكافة أفراد العائلة في المجتمع، وتوجه بالشكر والتقدير لكافة الجهات الداعمة والراعية للحدث التراثي الأكبر. من جهته، قال عيسى سيف المزروعي نائب رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي:«نشعر بسعادة بالغة ونحن على أبواب انطلاق مهرجان سباق دلما التاريخي بدورته الخامسة خلال الفترة من 7 إلى 20 مايو المقبل في جزيرة دلما بمنطقة الظفرة».
وأضاف: يأتي انعقاد هذا الملتقى بالتزامن مع يوم «التراث العالمي» الذي يصادف 18 أبريل من كل عام، وقبل الحديث عن فعاليات ومسابقات مهرجان سباق دلما التاريخي بدورته الخامسة دعونا نستذكر بهذه المناسبة العالمية مقولة المغفور له الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، «من ليس له ماضٍ، ليس له حاضر ولا مستقبل»، هذه المقولة التي تختزل كل جهود والدنا المغفور له الشيخ زايد والآباء المؤسسين، في سبيل الوصول إلى ما نحن عليه اليوم بصفتنا دولة تنافس كبريات الدول، ووجهة أولى مفضلة لدى الجميع مع ما تمتلكه من مقومات ومعالم سياحية تراثية تاريخية.
وأوضح المزروعي أنه في إطار الجهود المشتركة بين لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية ونادي أبوظبي للرياضات البحرية ومجلس أبوظبي الرياضي، يواصل مهرجان دلما التاريخي، بدورته الخامسة تعزيز الجانب التراثي البحري المحلي وإعادة إحيائه، والحفاظ على الهوية الوطنية وصون التراث الإماراتي، وتعريف الجمهور، سواء من مواطنين ومقيمين أو سياح، بأهمية التراث البحري وتراث الجزر الإماراتية. بدوره قال ماجد عتيق المهيري نائب رئيس اللجنة العليا المنظمة لسباق مهرجان دلما التاريخي الخامس:«إن محبي التراث على موعد مع حدث تاريخي بكل المقاييس، ولا شك أننا مع كل عام تزداد خبرتنا في تنظيمه، وسوف تكون النسخة الحامسة استثنائية في كل شيء».
ودعا الجميع للحضور والتفاعل، سواء في القرية التراثية أو السباق نفسه الذي يعد الأطول والأكثر عدداً من حيث المشاركين في المنطقة بشكل عام، كما أنه الأعلى جوائز.. موجهاً الشكر للرعاة وأكد أنهم شركاء النجاح دوماً. وطالب المهيري البحارة بالإسراع بالتسجيل للمشاركة في السباق وقال:«التاريخ ينتظر المشاركين سواء من سيفوز أو غيره، فيكفي أنه شارك في حدث بحجم سباق دلما».
وقال عبدالله بطي القبيسي مدير إدارة الفعاليات والاتصال في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي: «تتضمن الدورة الجديدة الكثير من المسابقات والفعاليات المصاحبة التي تصل إلى 21 فعالية على مساحة 25 ألف متر مربع، ضمن أجواء ثقافية تعليمية في قالب تشويقي تقام في السوق الشعبي للمهرجان، والذي سيفتح أبوابه أمام الزوار يومياً من الساعة الرابعة وحتى العاشرة مساءً».
وأضاف:«تجمع محاله المتنوعة التراث الإماراتي البحري والمصممة بقالب يعكس صوراً حية من الموروث الأصيل، تُعبّر عن صميم الحياة الإماراتية بكافة تفاصيلها، فضلاً عن بيت النوخذة، وقرية الطفل، وعروض الأزياء الشعبية، ومسابقات الطبخ، والحرف اليدوية التقليدية، والمسرح ومسابقاته وجوائزه اليومية، إلى جانب عروض الفنون الشعبية وغيرها من الفعاليات الشيقة والجاذبة تناسب كافة أفراد العائلة. وأوضح أن سباقات هذا العام تشمل تنظيم 16 مسابقة للرجال والنساء، منها سباق دلما للتجديف على البورد الواقف، ومسابقة الصيد «كاستينغ»، وسباق الدراجات الهوائية، وبطولتا كرة القدم الشاطئية وكرة الطائرة الشاطئية، ومسابقة الطبخ، ومسابقة أجمل زي نسائي، ومسابقة رسم عن دلما، وبطولتا الكيرم والدومينو للرجال والنساء، وسباق السباحة «كبار، وصغار»، وسباق الجري «هواة، ومحترفين».
وأعلنت لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي خلال الملتقى عن تخصيص مبالغ مالية كجوائز تحفيزية للجماهير التي سوف تتواجد في القرية التراثية، عبر رصد 336 ألف درهم جوائز للمشاركين في مختلف السباقات.