محمد سيد أحمد (أبوظبي)
دقت كأس زايد للناشئين تحت 15 سنة في نسختها الـ 20، التي ينظمها نادي الوحدة، ناقوس الخطر حول المستوى الفني لأكاديميات كرة القدم بأندية أبوظبي، بعد المستوى المتواضع الذي قدمته فرق أندية الوحدة والعين والجزيرة وبني ياس في البطولة أمام أيندهوفن الهولندي وبارتيزان الصربي، وسبورتينج البرتغالي وجلينا السلوفاكي، حيث ظهرت الفوارق الكبيرة فنياً بين فرق أندية أبوظبي والأندية القادمة من الخارج، وذلك في كل التفاصيل بالرغم من أن البنية الجسمانية للاعبين تبدو متقاربة، وهذا واقع يأتي على غير العادة، حيث شهدت هذه البطولة العريقة بالذات وبطولات المراحل السنية سابقاً ندية بين أندية الدولة والأندية القادمة أوروبا أو أميركا اللاتينية أو حتى من المتفوقة على المستوى العربي، وليس ببعيد عن الأذهان آخر نسختين من كأس زايد تحديداً، والتي توج بهما الجزيرة، بالتفوق علي بارتيزان وجلينا ورينجرز الإسكتلندي وغيرهما من الفرق.
ومع أن الهدف الأساسي للمراحل السنية، وقطاع الناشئين يبقى دائماً التأسيس واكتساب الخبرات والتجهيز لرفد الفريق الأول في كل نادٍ، ومع الاهتمام من جانب المدربين في المقام الأول بالصقل الذي يمثل العامل الأهم للناشئين، إلا أن ما شهدته البطولة في دورها الأول باستقبال الأندية الأربعة 61 هدفاً في 10 مباريات جمعتهم في المجموعتين الأولي والثانية، بينما جاء الفوزان الوحيدان لهما خلال المواجهات المباشرة بينهم، حيث انتهت الوحدة والجزيرة بالفوز الأول 1 - 0، فيما فاز العين على بني ياس 9 - 1.
والمفارقة ليس في استقبال الأهداف فقط، بل في العقم الهجومي، حيث اكتفت الفرق الأربعة بتسجيل هدفين فقط، في مرمى الفرق الزائرة، مع التعرض لخسائر كبيرة تؤكد التذبذب الكبير في المستوى، وهذه جميعها مؤشرات على التراجع الفني لأكاديميات ومدارس الوحدة والعين والجزيرة وبني ياس، حيث كشفت البطولة عن التدني الذي لازم الأندية الأربعة وهو ممتد إلى مسابقات المراحل السنية التي يغيب فيها الرباعي عن المنافسة.
عبد الباسط الحمادي مشرف أكاديمية الوحدة ومدير البطولة، أكد أن النتائج لم تلب الطموحات، بالرغم من أنها في هذه المرحلة من العمر ليست بذات الأهمية وتقوم في الأساس على الاحتكاك واكتساب الخبرات وليس الهدف هو تحقيق النتائج، وأعتبر أن النتائج لم تكن جيدة، وأوضحت أن العمل الفني في الأكاديميات يحتاج إلى دعم أكبر من خلال توفير مديرين فنيين يمتازون بالخبرات العالية، وأيضاً وضع خطط استراتيجية تساعد على تطور أكبر لهذه الأكاديميات.
وقال الحمادي: البطولة كشفت تراجع في مستوى الأكاديميات، وهذا يعود لأسباب متعددة، مثل توقف النشاط لفترة بسبب الجائحة، لكن العوامل الأكثر أهمية هي من حيث جودة العمل الفني خلال الفترة الماضية، وهذا ما يجب أن يؤخذ في الاعتبار بجانب دراسة لتطوير العمل على المديين القصير والطويل، كما أن الأندية مطالبة بالاستفادة مما أفرزته البطولة لوضع رؤية استراتيجية للتطوير.
من جهته أرجع هارون حسن محمد مشرف أكاديمية الجزيرة، سوء النتائج في النسخة الحالية من البطولة إلى سببين، أولهما انقطاع فرق اللاعبين عن اللعب التنافسي والتدريبات المنتظمة لقرابة العامين بسبب جائحة كورونا، بجانب فارق المستوى بين الفرق في هذه البطولة وتحديداً أيندهوفن الذي يعد الأعلى فنياً من حيث اكتمال العناصر.
وأكد هارون حسن أن الهدف الاستراتيجي الذي تركز عليه أكاديمية الجزيرة، هو تفريخ لاعبين من كل فئة إلى الفئة الأعلى منها وصولاً إلى الفريق الأول، مشدداً على أن ذلك هو الهدف الأساسي الذي تعمل من أجله الأكاديمية.
عبدالله خوري: حققنا أهدافنا في البطولة والنتائج ليست معياراً
أكد عبدالله خوري، مشرف مدرسة الكرة والأكاديمية بنادي العين، أن الفرق المشاركة في بطولة كأس زايد الدولية للناشئين في نسختها العشرين في نادي الوحدة تحت 15 سنة، حققت أهدافها المرجوة وذلك من خلال الاحتكاك بمدارس كرة قدم أجنبية ومحلية، كما خرج الفريق بالمكاسب المرجوة.
وحول نتائج مباريات الأندية المحلية المشاركة في بطولة زايد، قال: نتائج المباريات في الفئات السنية ليست معياراً حقيقياً لتقييم مؤشرات نجاح العمل، والأندية الكبيرة تعمل بمنطق تكوين لاعبي كرة قدم محترفين بإمكانهم الوصول لفريق الكرة الأول وتعزيز صفوف المنتخبات الوطنية، وتلك هي استراتيجية العمل في أكاديمياتها، الأمر الذي يعود بالمكاسب المرجوة من كافة النواحي لاسيما الاستثمارية.
وأكمل: نعمل في قطاع أكاديمية الكرة برؤية واضحة واستراتيجية أكدت نجاحها، بفضل المتابعة اللصيقة والاهتمام الدائم من مجلس إدارة شركة نادي للعين لكرة القدم، برئاسة الدكتور مطر الدرمكي، الأمر الذي ظل يمنح منظومة العمل في القطاع الدافع المهم والحافز الكبير على تنفيذ استراتيجية الشركة بالصورة المطلوبة.
وأضاف: العمل في المراحل السنية يرتبط بمضاعفة الجهود والحرص على تنفيذ الاستراتيجية المعتمدة من شركة كرة القدم من أجل تحقيق الأهداف، والمكاسب الحقيقية تكمن في حرص منظومة العمل بأكاديميات الكرة على مواكبة علامات التطور في عالم اللعبة، لبلوغ أعلى مؤشرات النجاح، وفي نادي العين خلال الموسم الحالي تم استدعاء العديد من لاعبي فريق تحت الـ19 والـ17 سنة من قطاع الأكاديمية لفريقي الرديف والفريق الأول، ولم يشاركوا مع فرقهم في المراحل السنية في أغلب الاستحقاقات الرسمية، الأمر الذي يعتبر من مؤشرات النجاح، وهنا لابد من الإشادة بآلية العمل في قطاع الفريق الأول تحت إشراف عبدالله علي، وفنياً تحت قيادة الأوكراني سيرجي ريبروف، من خلال متابعتهم الدائمة للاعبين الموهوبين في فرق الأكاديمية وضمهم للفريق الأول في النادي.
وأوضح مشرف قطاع مدرسة الكرة والأكاديمية حديثه، مؤكداً أن نظام بطولات المراحل السنية في الكثير من الدول المرتبطة بالنجاحات الكبيرة في عالم كرة القدم، تعتمد معايير تطويرية للمساهمة في تحقيق الأهداف المرجوة.