القاهرة (د ب أ)
أكد أليو سيسيه المدير الفني للمنتخب السنغالي لكرة القدم، أن طبيعته الفضولية خلال مسيرته كلاعب ساعدته بشكل كبير ورافقته في رحلة احترافه بأوروبا، وفي الإنجازات التي حققها مع منتخب بلاده.
ولم يكن سيسه يكتفي ويقتنع فقط بأداء التدريبات المطلوبة منه في مران فريقه، وإنما كان يحرص أيضاً على معرفة السبب وراء أداء كل تدريب.
وقال سيسيه إن هذا الفضول رافقه على مدار مسيرته الكروية التي شملت فترة احتراف في فرنسا وإنجلترا، كما شهدت وصوله مع منتخب بلاده إلى نهائيات كأس العالم.
وكان سيسيه قائداً للمنتخب السنغالي الذي صنع التاريخ في بداية القرن الحالي ببلوغ المباراة النهائية لكأس أمم أفريقيا للمرة الأولى في تاريخ أسود داكار، وبلوغ نهائيات كأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان للمرة الأولى في تاريخ الفريق أيضاً.
وقال سيسيه في مقابلة نشرها الموقع الإلكتروني للاتحاد الدولي للعبة «فيفا»: احتجت لمعرفة السبب وراء ركضي كثيراً لألعب كرة القدم.
ولم تكن مفاجأة أن يتجه سيسيه للتدريب بعد انتهاء مسيرته كلاعب. وقاد سيسيه المنتخب السنغالي الأولمبي خلال الفترة من 2013 إلى 2015، ثم جرى تصعيده لتدريب المنتخب الأول ليظل في قيادة الفريق منذ ذلك الحين وحتى الآن مقدماً فترة رائعة في قيادة الفريق.
وتحت قيادة سيسيه، عاد المنتخب السنغالي على خريطة كرة القدم العالمية بقوة، حيث تأهل الفريق إلى مونديال 2018 بروسيا، ثم بلغ نهائي كأس أمم أفريقيا 2019 بمصر، لتكون المرة الثانية التي يبلغ فيها الفريق المباراة النهائية للبطولة.
وفي فبراير 2022 ، تقدم الفريق خطوة أخرى إلى الأمام وأحرز اللقب الأفريقي للمرة الأولى بالفوز على نظيره المصري بركلات الترجيح في نهائي كأس أمم أفريقيا 2021 .
وبعدها بأسابيع قليلة، تغلب المنتخب السنغالي على نظيره المصري مجدداً بركلات الترجيح أيضاً في الدور النهائي للتصفيات الأفريقية المؤهلة لمونديال 2022، ليبلغ النهائيات في قطر وتصبح النسخة الثانية على التوالي والثالثة في تاريخ البطولة التي يخوضها أسود التيرانجا.
وبهذا الإنجاز الكبير في الأسابيع القليلة الماضية، أصبح سيسيه ملهماً للمدربين الأفارقة الذين عانوا طويلاً لتأكيد مكانتهم.
وفي مقابلته مع موقع الفيفا، قال سيسيه عن بداياته في عالم التدريب: لطالما كنت متحمساً لهذه الوظيفة، حتى عندما كنت لاعباً. كنت أشعر دائماً بالفضول لمعرفة الغرض من التدريبات التي كنا نؤديها. ولهذا، لم أكن أتدرب فقط كلاعب دون معرفة الأسباب والدوافع. كثيراً ما تحدثت مع مدربي لأنني عندما طلب مني الركض، كنت بحاجة لمعرفة سبب اضطراري للركض كثيراً لألعب كرة القدم.
وأضاف: كان لدي هذا الفضول طوال مسيرتي الكروية. أعتقد أنه من الجيد للغاية مشاهدة ما يفعله الآخرون، ولكن الأهم هو أن يكون لديك هويتك وأساليبك الخاصة. في النهاية، الهدف هو أن أكون قادراً على مزج كل شيء مررت به كلاعب من حيث التقنية والنواحي الخططية في وظيفتي التدريبية.
وأكد سيسيه أنه ولد ونشأ في السنغال وأنه لا يزال أفريقياً وسنغالياً رغم السنوات العديدة التي قضاها في أوروبا. وقال: كرة القدم تلعب دوراً بارزاً في بلدنا.
وأوضح أن حرص الفيفا الآن على تطوير المدربين في السنغال وأفريقيا بشكل عام يمثل مصدرا رائعا للفخر.
وعن مدى تأثير الدورات التدريبية التي ينظمها الفيفا للمدربين الأفارقة، والتي شارك سيسيه نفسه في إحداها مؤخراً، قال سيسيه: فيما يتعلق بالتدريب والمدربين، أدركنا أنه يتعين علينا التقدم لأننا لم نكن جيدين بما يكفي للتدريب في أوروبا أو أن نكون مسؤولين عن منتخباتنا الوطنية.
في هذا الصدد أيضاً، إذا نظرنا إلى عدد المدربين الأجانب في كأس الأمم الأفريقية 2019 مقارنة بكأس الأمم الأفريقية 2022، ستلاحظ زيادة عدد المدربين المحليين.
وأضاف: هذا يعني أننا قمنا بتدريب الفنيين والمدربين المهرة. الآن، أعتقد أنه من المهم الاستمرار في تعزيز تقنياتنا وقدراتنا وتقوية الأقسام الفنية لدينا.
وعن النجاح الذي حققه كمدرب وطني مع المنتخب السنغالي وما إذا كان هذا كافياً لإلهام جيل جديد من المدربين، قال سيسيه: لا أعرف ما إذا كنت مصدر إلهام أم لا، لأنه يجب ألا ننسى أن اتحادات أخرى كانت تضع ثقتها في مدربيها من قبلي. ما أقوله هو إن الأمور تتقدم فعليا. ولذا ، فالأمر متروك لنا لمواصلة الأمور. نعلم أنه ليس من السهل أن تكون المدير الفني لمنتخب بلدك. أيا كان ما قد يقوله الناس، فالأمر أكثر صعوبة.
وأوضح: هناك المزيد والمزيد من التوقعات، وهو أيضاً تحد لنا لإظهار أننا قادرون على تولي المسؤولية وإظهار أننا لسنا قاصرين على الركض خلف الكرة. نستطيع أن نكون لاعبين رائعين، لكننا قادرون أيضاً على التفكير والتخطيط وتوظيف الأشياء في مكانها الصحيح. ومع تقدم الأمور في الوقت الحاضر، يمكننا أن نرى أن الاتحادات الأخرى تضع ثقتها في منتجاتها المحلية بمساعدة الفيفا.
وأضاف: إذا كان هناك مدربون أكفاء على المستوى المحلي، لا أفهم لماذا يجب أن تبحث في مكان آخر؛ عليك أن تثق بهم. هذه هي معركتنا، لأنني أعتقد أنه من أجل قيادة منتخب وطني، عليك أن تعرف حقيقة البلد وأن تكون على درجة عالية من الكفاءة بالمعنى الفني والخططي. ولكن الحقيقة أنه من المهم أيضاً معرفة ماضي هذا البلد. بالنسبة لي، إذا كنت لا تعرف الماضي، فمن الصعب التحدث عن المستقبل.