محمد سيد أحمد (أبوظبي)
من الثوابت في كرة القدم أن الاستقرار الفني، يمثل عاملاً مهماً من عوامل النجاح والتميز وحصد البطولات، لكن دوري أدنوك للمحترفين، في نسخته الحالية شهد غياب هذه القاعدة، باستثناء فريق العين، الذي يقدم موسماً استثنائياً ويقبض على قمة ترتيب الدوري، الذي تميز في كل تفاصيله هجوماً ودفاعاً، وفي معظم الإحصائيات.
في المقابل، كان حصاد الأندية الأخرى التي كان خيارها الاستقرار الفني على عكس التوقعات، خاصة الأندية الكبيرة مثل الجزيرة حامل اللقب، والذي وإن وُجد في المنافسة حتى الآن نظرياً، إلا أنه بعيد عنها عملياً بواقع فارق نقاط مع «الزعيم» المتصدر، وكذلك الحال بالنسبة لشباب الأهلي، الذي كان أبرز المرشحين لنيل الدرع عند انطلاقة الموسم، لكنه أصبح خارج السباق مبكراً رغم توفر عامل الاستقرار الفني.
ولم يكن الوصل الذي أبقى هيلمان على رأس إدارته الفنية للموسم الثاني على التوالي، أحسن حالاً من «الفرسان» فخرج الفريق خالي الوفاض من كل البطولات، ولم يشهد مستوى اتحاد كلباء تطوراً مع مدربه الذي حصل على فرصة كاملة، وأمضى أكثر من عامين في قيادته.
أما بني ياس، فبعد التجديد لمدربه لعام آخر، ابتعد عن المنافسة بعد أن كان قطباً لها في النسخة الماضية، وحتى عجمان الذي يتواجد في المنطقة، فإن الاستقرار لم يكفل له سوى النجاة من الهبوط فقط، أما الظاهرة المحيرة فتبقى فريق العروبة، صاحب المركز قبل الأخير، والذي اقترب كثيراً من العودة إلى قواعده في الدرجة الأولى، ما لم تحدث معجزة للفريق الذي حصد 10 نقاط فقط من 19 جولة، حيث أبقى على مدربه الذي صعد به إلى الأضواء، لكن حال الفريق يغني عن السؤال.
وبالأرقام أيضاً، فإن 6 من الأندية التي لجأت لإحداث صدمة التغيير، تحسنت كثيراً، ويتقدم المشهد فيها فريق الوحدة، الذي نجح بعد إقالة مدربه تين كات وتكليف جريجوري من القفز من المراكز الوسطى في الترتيب إلى المنافسة بقوة ليحتل الوصافة، ورغم أن حظوظه في الحصول على لقب الدوري ضعيفة لكنها تبقى قائمة، خاصة في ظل ما يقدمه من مستويات عالية، وحصد المدرب الشاب حصد مع الوحدة 27 نقطة من 33 نقطة، بعكس سلفه تين كات الذي جمع 11 نقطة من 24 نقطة.
وفي الشارقة لم يفد الاستقرار، بقاء عبدالعزيز العنبري، وجاءت نتائج الفريق أقل من التوقعات في عهده، وعندما ذهب العنبري وجاء كوزمين تحسنت النتائج من أول مباراة.
ولم يجن الظفرة من صبره على ميكالي سوى المزيد من نزف النقاط، وعندما أحدث تغييراً ثانياً بعد إقالة محمد قويض مبكراً، حقق أفضل النتائج مع المدرب المساعد بدر الإدريسي، واستمر السكتيوي في قيادة فريق الإمارات رغم سوء النتائج، حفاظاً على الاستقرار وبعد الاستعانة بأيمن الرمادي بدأ الفريق في التحسن على صعيد النتائج، وتبقى الحالة الوحيدة التي خالفت القاعدة هذا الموسم، هي فريق خورفكان الذي أضر به التغيير الفني، حيث لم يعرف سوي الخسائر مع كالديرون بعكس سلفة زاناردي.