دبي (الاتحاد)
عندما يصل تشافي هيرنانديز وفريق برشلونة غداً الأحد إلى ملعب سانتياجو برنابيو لخوض مباراة الكلاسيكو، فإنه يتطلع لعرقلة المسيرة الناجحة لغريمه الأبدي في البحث عن استعادة لقب الدوري الإسباني، وتوجيه رسالة عنوانها الكرامة الكروية للفريق.
ويتطلع برشلونة أن يثبت لفريق «لوس بلانكوس» أنهم في طريقهم الصحيح إلى القمة، حيث تبدو مسيرة تشافي حالياً مبشرة بالكثير من التفاؤل بعد المعاناة التي عاشها الفريق في آخر موسمين، عندما كان لقب الدوري الإسباني من نصيب ريال مدريد وأتلتيكو مدريد على التوالي.
وتعتبر مباراة الكلاسيكو الأهم في كرة القدم على مستوى الأندية حول العالم، تشافي الذي يعتبر أحد رموز فريق برشلونة «كلاعب سابق ومدرب حالي»، يدرك تماماً أهمية هذه المواجهة للمشجعين، ستكون هذه أول مباراة له في البرنابيو منذ 2014، وبعد أن واجه ريال مدريد وخسر بصعوبة أمامه في كأس السوبر في يناير الماضي، فإن مباراة الأحد هي فرصة ليثبت مدى تطور الفريق الكتالوني في الأشهر الثلاثة الماضية.
ونجح برشلونة في التقدم من المركز التاسع إلى الثالث في ترتيب الدوري منذ أن تولى تشافي تدريبه، ويتطلع لفوز يبقيه على مقربة من المركز الثاني الذي يحتله إشبيلية حالياً بفارق خمس نقاط عن الفريق الكتالوني والذي خاض مباراة أقل، ولكن الحماس الذي يرافق هذا اللقاء لن يكون وحده سبباً كافياً لنرى الطرفين يقدمان كل ما لديهما فيه.
وخلال مسيرته كلاعب، أدرك تشافي أهمية المباراة أمام ريال مدريد في العاصمة ونجح بتقديم مساهمات مهمة، حقق من خلالها فريق برشلونة نتائج كبيرة أمام ريال مدريد، ومنها ما قدمه في مايو 2009 عندما صنع أربعة من أهداف فريقه، الذي انتصر آنذاك 6-2 على مضيفه، وهو الفوز الذي جعل برشلونة يقترب من حسم لقب الدوري آنذاك في طريقه لموسم لا ينسى، بثلاثية من الألقاب في الدوري والكأس وأبطال أوروبا بقيادة المدرب بيب جوارديولا.
تلك المباراة عرفت صناعة تشافي لهدف من ضربة حرة سجله كارليس بويول وتمريرة دقيقة أنهاها تييري هنري بالشباك، لقد قدم آنذاك اللاعب صاحب القميص رقم 6 أداءً رائعاً في وسط الميدان وهو ما يعتبره الكثيرون أحد أفضل العروض الفنية في تاريخ الكلاسيكو ووصفه تشافي وقتها بالقول: لقد كان أمراً رائعاً، ذلك التفوق في البرنابيو كان أمراً لم يسبق لي أن شعرت به من قبل في حياتي.
خلال مسيرته كلاعب حقق تشافي 8 انتصارات في البرنابيو و6 تعادلات وتعرض لـ7 هزائم في مختلف المسابقات التي جمعت الفريقين، ومنها ما لا يمكن نسيانه مثل مباراة ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا في أبريل 2011، التي انتهت بفوز برشلونة 2-0 وقبلها بعام فاز برشلونة بذات النتيجة في مباراة الدوري في البرنابيو، وفيها صنع تشافي الهدفين، وكان تشافي يرتدي شارة القيادة، عندما فاز برشلونة 4-3 في الدوري في مدريد شهر مارس من 2014، لكن لعل المباراة التي قد تكون الأقرب لسيناريو موقعة الأحد، هي تلك التي جرت في أبريل 2004 وفاز بها برشلونة 2-1، وفيها نجح الفريق بتحقق الانتصار بفضل هدف أكروباتي من تشافي صنعه له رونالدينو بطريقة مميزة، وهو الهدف الذي أوقف مسيرة ريال مدريد في الدوري وسمح لفالنسيا بالمضي قدماً والتتويج باللقب، كانت تلك النتيجة بمثابة بداية لسلسة من النتائج القوية لبرشلونة في البرنابيو، والتي كتبت صفحة جديدة في تاريخ النادي وحظي بعدها الفريق باستقبال نحو 4 آلاف من مشجعيه عند عودتهم إلى مطار المدينة في إشارة لمدى إدراكهم لأهمية ذلك الانتصار.
ومع غياب تشافي عن صفوف برشلونة بالسنوات الماضية، إثر اعتزاله اللعب، فإن ريال مدريد ضرب بقوة ونجح بالفوز على ميدانه أمام غريمه في آخر مباراتين جمعتهما، وبات يمتلك حالياً سلسلة من خمسة انتصارات ضده بمختلف المسابقات، ونجح لاعبو المدرب كارلو أنشيلوتي بالفوز في مباراة الذهاب للموسم الحالي 2-1 في الكامب نو شهر أكتوبر الماضي.
والآن يأمل برشلونة أن ينجح تشافي في عودته إلى البرنابيو في إطلاق موجة جديدة من النتائج الإيجابية لمصلحته، حيث يسعى المدرب باستعادة ذكرياته الإيجابية وإعادة كتابتها مجدداً، لكن هذه المرة وهو في مقعد المدير الفني للفريق.
4945311