عمرو عبيد (القاهرة)
مشهد جديد تتصدره الكرة العربية التي خطفت الكثير من الأضواء في قارات العالم مؤخراً، حيث تُسيطر «لُغة الضاد» على كأس السوبر الأفريقية بمواجهة عربية خالصة تجمع الشقيقين الأهلي المصري والرجاء المغربي اليوم ليضمن العرب لقباً قارياً جديداً، وتشهد كأس سوبر أندية أفريقياً نهائياً عربياً خالصاً للمرة الـ15 في تاريخ البطولة، بمواجهة نادرة تحدث لأول مرة بين الأهلي المصري والرجاء المغربي، حيث لم يسبق للعملاقيْن لعب مباراة نهائية أفريقية من قبل، وهو ما يزيد من إثارة «معركة السوبر».
«الشياطين» واجه «النسور» 8 مرات سابقة، بينها 6 مباريات أفريقية اقتصرت دائماً على مراحل المجموعات في سنوات ماضية، وبدأت عام 1999 وانتهت في 2005 وكانت الغلبة فيها لمصلحة البطل المغربي الذي فاز مرتين وخسر مباراة وتعادلا في 3 مواجهات، أما المواجهات العربية، فجمعت الفريقين مرتين فقط شهدتا تفوقاً كاملاً لأبناء «القلعة الحمراء»، الذين حصدوا لقبي البطولة العربية للأندية أبطال الدوري وكذلك كأس النخبة عامي 1996 و1997، وشهدت جميع المواجهات أفريقياً وعربياً تسجيل الأهلي 12 هدفاً مقابل 9 للرجاء.
واستسلمت كأس السوبر «السمراء» لسحر «لُغة الضاد» 19 مرة سابقة وستكون الحالية هي الـ20 بين 30 نسخة، لتضع توقيعها على 66.6% من نسخ تلك البطولة التي يتصدرها «نادي القرن» الباحث عن «الثامنة القياسية»، بينما يسعى «المونديالي» نحو لقبه الثالث، ولم يواجه «الأخضر» فريقاً مصرياً في كأس السوبر من قبل، حيث حصد لقبيْه على حساب ممثلي كوت ديفوار وتونس، بينما اقتنص «الأحمر» لقبين ضمن «السُباعية» من فريقين مغربيين، هما الجيش الملكي عام 2006 ثم نهضة بركان في النسخة الأخيرة.
وصبغت اللمسة العربية كأس السوبر الأفريقية، مثلما جذبت الأضواء العالمية مؤخراً ببطولة كأس العرب التي حققت نجاحاً باهراً تنظيمياً وفنياً، وبات العالم يترقب لحظة انطلاق «مونديال 2022» في قطر التي أثبتت قدرتها على إنجاح هذا العرس العالمي، وتتواصل «الليالي العربية» مطلع العام المُقبل عندما تحتضن الإمارات بطولة كأس العالم للأندية التي سيطرت عليها «لُغة الضاد» بوجود فرقنا الـ 3 الممثلين لها، وقبلها كانت أبوظبي مسرحاً تاريخياً لـ«سباق القرن» بين هاميلتون وفيرستابن في بطولة العالم لـ«الفورمولا -1».
وفي إنجلترا وأوروبا تتألق الأقدام العربية في الحقبة الحالية مثلما لم تفعل من قبل، حيث كانت التقارير وآراء نجوم «القارة العجوز» تميل لمنح المصري محمد صلاح «الهداف» جائزة «الكرة الذهبية»، بينما استمر الجزائري رياض محرز بطلاً لـ«البريميرليج» وفاز المغربي حكيم زياش بلقبي دوري الأبطال والسوبر.
واعترفت قارة آسيا بقوة وسطوة الكرة العربية بعد تتويج الهلال بدوري الأبطال ومشاركة «الزعيم» في مونديال الأندية، بينما يضع منتخب السعودية قدماً ثابتة نحو بلوغ كأس العالم 2022 ويُقاتل «الأبيض» الإماراتي في المجموعة الثانية من أجل الحلم المونديالي، ولا صوت يعلو فوق صوت العرب في أفريقيا، بعد سيطرة واضحة على بطولات الأندية القارية، كما تبدو منتخبات «لُغة الضاد» الأقرب للتويج بكأس الأمم الأفريقية المُقبلة، بل إن 4 منها قد يُحالفها التوفيق بالعودة إلى الأراضي القطرية ممثلين عن القارة السمراء في المونديال.