عمرو عبيد ( القاهرة )
تعتقد صحيفة "ذا تايمز" البريطانية أن مشهد وداع سيرجيو أجويرو جاء صامتاً بطريقة مبالغ فيها، لأنه يستحق احتفاءً واحتفالاً أكبر، نظراً لما قدمه من أرقام تهديفية رائعة ومستويات باهرة في عالم كرة القدم، خاصة عبر عقد كامل ناجح في "البريميرليج"، وقارنت الصحيفة الإنجليزية أجويرو بأساطير آخرين مثل هنري وبيركامب وكانتونا، قائلة إنه حتى لو كان سبب الاعتزال حزيناً، فإن أسطورة الأرجنتين يستحق مكانة خاصة في تاريخ اللعبة، بعدما سجل مئات الأهداف بمعدلات سريعة في فترات زمنية قصيرة.
وبعيداً عن رأي "ذا تايمز"، فإن الأمر يُنظر له من زاوية "قاتمة" أخرى تُغطى سماء الإقليم الكتالوني في السنوات الأخيرة، بعدما باتت الدموع تتصدر المشهد الرئيس في كثير من الأحداث السابقة، التي أجبرت برشلونة على الدخول في "نفق مظلم" رُبما سيُعاني للخروج منه، ولم تسقط دموع أسطورة مانشستر سيتي السابق تسقط إلا نادراً في ملعب الاتحاد، بعدما حقق أفضل إنجازاته الكروية مع "البلومون"، لكنها وجدت طريقها إلى عينيه بعد أشهر قليلة من ارتداء قميص "البلوجرانا"، ليبكي بسبب حالته الصحية التي أجبرته على الاعتزال مُبكراً، وحصد أجويرو 15 لقباً مع السيتي بينها "خُماسية تاريخية" في "البريميرليج" وابتسم له الحظ أخيراً مع ميسي بكأس "كوبا أميركا"، لكنه لم يهنأ بمجاورة "البرغوث" في كتالونيا، عقب رحيل الأخير المفاجئ ليلحق به صديقه مُعتزلاً هذه المرة بعد 5 مباريات فقط مع برشلونة.
مشهد بُكاء "كون" أعاد إلى الأذهان "مأساة" ليو الذي لم يتمالك نفسه طوال المؤتمر الأخير له بين جنبات "قلعة البارسا"، وظلت دموعه تنهمر خلال مشهد الوداع، الذي بقى حديث العالم لفترة طويلة، خاصة في ظل حالته الفنية التي لم تعُد مثلما كانت حتى الآن مع باريس سان جيرمان، وكأن قدر برشلونة بات مرتبطاً بالدموع والحزن، فسبقهما لويس سواريز خلال إلقاء كلمة الوداع لجماهير البارسا هو الآخر، عندما تخلت عنه الإدارة السابقة بطريقة غريبة ومُحزنة، لكن عناد "العضّاض" مكنه من توجيه الرد المناسب لكومان و بارتوميو داخل الملعب.
وقبلها أكدت الصحف الكتالونية في عديد التقارير خلال السنوات السابقة أن نيمار بكى عدة مرات خلال محادثات مع أصدقائه السابقين في الفريق وبعض مسؤوليه، محاولاً العودة بأي ثمن إلى برشلونة لكن كل المحاولات باءت بالفشل في النهاية، وحتى "دموع الفرح" التي انهمرت على وجه جريزمان بعد حسم أمر صفقة انتقاله إلى برشلونة لم تدم طويلاً، حيث اكتفى بموسمين فقط لم يحقق خلالهما سوى كأس الملك، وتراجعت معدلاته التهديفية وأسهم في زيادة الأزمة المالية التي يُعاني منها النادي قبل عودته إلى أتلتيكو.
وينطبق عنوان "دموع في عيون كتالونية" تماماً على الأسطوري إنييستا، الذي قرر الرحيل عن النادي بعد 21 عاماً، حقق خلالها إنجازات عظيمة قد لا تتكرر في المستقبل القريب، وبكى بحرقة خلال توجيه كلماته الأخيرة للجماهير، التي تمنت لو بقى "الرسّام"، فلربما أنقذ الفريق من الانهيار الحالي، وتكرر الأمر ذاته مع الأسطوري تشافي بعد مشهد البكاء الشهير في آخر مبارياته بملعب "كامب نو" عام 2015، قبل انتقاله إلى السد القطري، لكن يُخشى أن تتساقط دموعه مجدداً إذا لم يتمكن من تحقيق النجاح في "مغامرته المُعقدة" مدرباً للبارسا هذه المرة!