أنور إبراهيم (القاهرة)
لم يعد المهاجم الفرنسي أنطوني مارسيال يطيق الجلوس على «دكة البدلاء» في ملعب «أولد ترافورد» معقل «الشياطين الحمر» مانشستر يونايتد الإنجليزي، ويتحسر على الأيام والأسابيع التي تمر من دون أن يشارك ولو لدقائق قليلة مع الفريق، بسبب «كتيبة» المهاجمين التي أصبح يملكها «اليونايتد» حالياً «كريستيانو رونالدو، جادون سانشو، ماركوس راشفورد، ميسون جرينوود، ولينجارد، إدينسون كافاني»، لدرجة أصبح معها مارسيال خياراً رابعاً أو خامساً وربما أخيراً!
هذا الوضع جعله يشعر بالمرارة، وبأنه بات «منسياً» في حسابات المدرين الفنيين الذين تعاقبوا على «اليونايتد» خلال السنوات الأخيرة، إلا أن إصاباته الكثيرة كانت سبباً في ابتعاده لفترات طويلة، وأيضاً لأخذه وقتاً غير قصير في التأهيل والاستشفاء منها، والوضع الطبيعي في مثل هذه الحالات، هو إبداء رغبة الرحيل في أقرب فرصة ممكنة، رغم أن عقده يمتد حتى 2024، مع خيار بالتمديد لسنة إضافية، وبالفعل اتخذ مارسيال قراراً حاسماً بالرحيل في الشتاء المقبل، بأي صورة من الصور، سواء على سبيل الإعارة أو البيع النهائي، لأن كل ما يهمه أن يلعب أساسياً ولدقائق أطول، بدلاً من أن يتجمد على «دكة البدلاء»، أو يخرج تماماً من القائمة.
وكلف مارسيال وكيل أعماله فيليب لامبولي، بالتحدث إلى إدارة «اليونايتد»، من أجل الاتفاق على رحيله في «الميركاتوالشتوي» المقبل، لخوض تجربة جديدة في مكان آخر، وتردد مؤخراً أن برشلونة الإسباني يريده، وكذا نيوكاسل الإنجليزي في ظل قيادته الجديدة.
ولم يلعب مارسيال هذا الموسم أساسياً، إلا في مباراتين فقط بالدوري الإنجليزي «البريميرليج»، وظهر في ما مجموعه عشر مرات فقط في مختلف المسابقات التي شارك فيها فريقه، وسجل هدفاً يتيماً ولم يصنع أي هدف، وهي أسوأ بداية موسم بالنسبة له، والأكثر تعقيداً على الإطلاق، على عكس البداية التي بدأها في عام 2017، عندما سجل في أول موسم له 17 هدفاً، بينما كان قادماً لتوه من موناكو الفرنسي مقابل 50 مليون يورو، بخلاف 25 مليون يورو أخرى، مكافآت مختلفة مقسمة على سنوات عقده، وفقاً لعدد الأهداف التي يسجلها وإسهامه في فوز فريقه بالدوري الإنجليزي، أو التأهل إلى دوري الأبطال «الشامبيونزليج».
ويرجع سر إصرار مارسيال على الرحيل، إلى أنه يرغب في العودة الدائمة إلى منتخب بلاده، مع اقتراب موعد كأس العالم 2022، إذ لم يعد إلا عام واحد، ويخشى أن يفقد فرصته، ويريد أن يثبت خلاله جدارته بأن يكون عنصراً فعالاً في منتخب «الديوك»، وبوجه عام يريد أيضاً أن يشارك بصفة أساسية في المباريات مع أي فريق ينضم إليه، لأنه في «أولد ترافورد» يواجه منافسة شرسة من أكثر من 5 مهاجمين آخرين على أعلى مستوى.
ومن أسباب انخفاض إنتاجية مارسيال على المرمى، إصرار مدربيه على إشراكه جناحاً، رغم أنه يفضل أكثر مركز رأس الحربة الصريح «رقم 9»، ولم يتحقق له ذلك إلى بعد رحيل لوكاكو إلى الإنتر عام 2019، فارتدى بدلاً منه هذا القميص، بعد أن كان تنازل عنه من قبل للنجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش عام 2016.
وبهذا القميص، وجد مارسيال طريق المرمى عام 2019، وحقق رقماً قياسياً شخصياً، حيث سجل وقتها 23 هدفاً، ولكنه بعد ذلك بدأ مرحلة السقوط والتراجع، ولعبت الإصابات دوراً مؤثراً في ذلك.
وفي حالة موافقة الألماني رالف رانجينك المدير الفني الجديد لـ «اليونايتد» على رحيله في «الميركاتو الشتوي»، فمن المرجح أن يكون ذلك على سبيل الإعارة، وليس البيع النهائي، أما إذا فكرت إدارة «الشياطين الحمر» بيعه، فإنه من المتوقع أن تطلب فيه مبلغاً مالياً كبيراً، بالقياس إلى سنه الصغيرة «26 عاماً»، وامتداد عقده لثلاث سنوات قادمة حتى «صيف 2024».