عدد اليوم
معتز الشامي (دبي)
حقق العين فوزاً ثميناً، وكبيراً في النتيجة، بخماسية مقابل هدف على حساب الجزيرة «حامل لقب الدوري»، في ليلة «الديربي» الكبير، التي شهدت تألق «الزعيم»، الذي أعاد تقديم النسخة «المرعبة» من الفريق البنفسجي، القادر على مقارعة أي منافس، والتفوق عليه لعباً ونتيجة «كبيرة».
وقد أكد العين «زعامته» لدوري أدنوك للمحترفين هذا الموسم في افتتاح الجولة العاشرة على استاد آل نهيان، بعدما تعملق أمام الجزيرة حامل لقب الموسم الماضي، في مباراة افتتح فيها أصحاب الأرض التسجيل، ولكن ذلك كان كل ما فعله داخل الملعب، حيث أنهار الفريق الجزراوي بعدها، ما مكن العين من الرد بقوة، وتسجيل ثلاثية في الشوط الأول، ثم عزز بالرابع والخامس في الشوط الثاني، وتبارى لاعبوه في إضاعة أكثر من 5 فرص محققة للتسجيل، كانت كفيلة بتحقيق انتصار تاريخي وغير مسبوق في لقاءات «الكبيرين».
مكاسب العين لم تتوقف فقط عند الفوز الكبير على الغريم التقليدي بخماسية مقابل هدف، ولكنها تخطت للمزيد، حيث عزز العين صدارته للترتيب، وزعامته للدوري، كما أعاد تقديم مفاهيم جديدة قديمة، أبرزها قوة الشخصية وثبات الفريق تحت الضغط، حيث لم يهتز «البنفسج» برغم تأخره بهدف، بل كانت ردة الفعل سريعة وأكثر شراسة مما توقعها الجهاز الفني للجزيرة نفسه، حيث السيطرة بالكامل على الوسط والثلث الأخير من الملعب.
وفرض العين شخصيته القوية، التي عززها الأوكراني ريبروف الذي توصل للتوليفة السحرية في أداء وتشكيلة الفريق، ونجح في زيادة الانسجام بين جميع العناصر، وبات قادراً على الدفع بأي 11 لاعباً في التشكيلة البنفسجية الآن، لتحقيق الفوز على أي منافس، مهما بلغت قوته أو طريقة لعبه.
ورجحت «قوة الشخصية» الفنية للعين، كفة الفريق في مواجهة الجزيرة الذي بدا غير مترابط، كما بدت خطوط الثلاثة منعزلة ولم يفلح لاعبو الوسط والدفاع في التصدي للموجات الهجومية عبر الأطراف والعمق، والتي قام بها «ثلاثي الرعب العيناوي»، لابا ورحيمي وجوانكا، البلوشي وإيريك وكوامي، الذين تحرروا من الأدوار الدفاعية وتقدموا لتشكيل الضغط على فريق الجزيرة، المنهار فنياً مع منتصف الشوط الأول.
فيما عكست أرقام المباراة قيمة الأداء الذي قدمه الزعيم أمام الجزيرة أول من أمس، حيث سدد العين 22 تسديدة، منها 10 على المرمى سجل منها خماسية، مقابل 13 تسديدة للجزيرة، منها 4 على المرمى سجل منها هدفاً.
وصنع العين 3 فرص محققة للتسجيل بخلاف الخمسة أهداف، بينما صنع الجزيرة فرصة واحدة للتسجيل بخلاف الهدف، كما تفوق العين بدقة التمرير في ملعب المنافس بنسبة 80%، مقابل 74% للجزيرة.
وعلى الجانب الآخر تمسك الجهاز الإداري للعين، بضرورة إغلاق ملف مباراة الجزيرة، وعدم التفكير فيها بالنسبة للاعبي الفريق، حيث تهتم شركة الكرة، بفلسفة «البدء من الصفر عقب كل فوز»، حيث لا يزال الموسم طويلاً، ولا تزال البطولات في الملعب ولم يحقق الفريق أي بطولة حتى الآن، وبالتالي يرفض الجهاز الإداري التعامل مع أي فوز بأكبر مما يستحق، حيث يحتاج الفريق لاستعادة الهدوء والتركيز سريعاً لبدء التحضير لقادم المباريات، حيث سيلتقي «الزعيم»، فريق الوصل يوم 17 ديسمبر المقبل في ربع نهائي كأس رابطة المحترفين، قبل استئناف الدوري بالجولة 11 عقب عودة المنتخب من المشاركة في كأس العرب بالدوحة.
ومن المنتظر أن يمنح الجهاز الفني راحة للاعبين قد لا تزيد على 3 أيام، قبل العودة لاستئناف التدريبات.
ويتجه العين للدخول في معسكر مغلق في دبي مطلع الأسبوع المقبل، لبدء التحضير للمباريات الودية التي ينوي خوضها، حيث سيخوض تجربة أمام أحد فرق الدرجة الأولى يوم 1 ديسمبر المقبل، بينما ستكون التجربة الودية الثانية على ملعب نادي النصر بدبي، خلال فترة المعسكر، أمام فريق الاتحاد السعودي يوم 6 ديسمبر، والتي ستكون بمثابة تجربة قوية ومفيدة فنياً للفريق.
ويسعى العين للاستفادة من فترة التوقف، لعلاج السلبيات الفنية، وزيادة القوة والفاعلية لأداء لاعبيه، فضلاً عن التمسك بفلسفة تجهيز البدلاء، حيث نجح الجهاز الفني في ذلك حتى الآن، بينما ستحتاج المرحلة المقبلة لمضاعفة الجهود، لعدم خسارة أي نقطة، والمنافسة بقوة على باقي البطولات، سواء كأس المحترفين وكأس رئيس الدولة المتوقع أن ينطلق بين أواخر ديسمبر وأوائل يناير المقبل.
