عمرو عبيد ( القاهرة )
لا تتوقف التقارير الإعلامية عن الحديث حول وضع فيليبي كوتينيو مع فريق برشلونة، فتارة تؤكد بعضها أن تشافي يريد التخلص منه ويرفض البرازيلي الرحيل في يناير المقبل، وتارة يدعمه الأسطورة الإسباني وينتظر منه الكثير من العمل خلال مرحلة إعادة بناء «البارسا»، ويشبه الأمر ما يحدث مع الفرنسي ديمبيلي، المُصاب دائماً، حيث يرى المدرب تشافي أنه مع كوتينيو رُبما يصنعان بعض الفارق في المرحلة المفصلية التي يمر بها برشلونة، لأنهما حسب رأي الإسباني يملكان المهارة لكنهما يفتقدان الثقة والطموح.
ويبدو واضحاً أن تشافي لا يملك الكثير من الحلول في ظل وضع «البارسا» المالي، ولهذا يلجأ إلى «التحفيز النفسي» لبعض أوراقه الفنية أملاً في مساعدته في مشروعه، ويُعد الأمر «رهاناً» صعباً قد يُصيب وقد يُخطئ خاصة مع أسماء لم تقدم الكثير خلال السنوات الماضية، ورغم أن كوتينيو تجاوز «مئويته» الأولى مع برشلونة، حيث خاض 101 مباراة مع الفريق «الكتالوني» في مختلف البطولات، إلا أنه لم يقدم خلالها الكثير المنتظر منه، وخلال الموسم الحالي لعب البرازيلي 11 مباراة أحرز فيها هدفاً وحيداً ولم يسهم بأية تمريرات حاسمة عبر 493 دقيقة لعب مما يجعل تلك «المئوية» مجرد رقم بلا تأثير، وخاض فيليبي ما يُقارب ثُلث مبارياته مع «البلوجرانا» بديلاً كما تم استبداله في أكثر من نصف عدد المواجهات، ومنذ انتقاله إلى «كتالونيا» قبل 4 مواسم مقابل 135 مليون يورو لم يحصد إلا 5 ألقاب محلية بلا بصمة حقيقية فيها، ولا يزال يبحث عن نفسه بعد هذه السنوات!
لعب 100 مباراة مع فريق عالمي كبير ليس بالأمر الهين ويُكتب في تاريخ أي لاعب، لكن الأمور لم تعد مثلما كانت سابقاً فعثمان ديمبيلي خاض هو الآخر 119 مباراة مع «البارسا» مُسجلاً 30 هدفاً حاصداً ذات العدد من البطولات، وغاب عن 100 مباراة أخرى خلال 696 يوماً من الإصابة قابلة للزيادة، وقد لا يُصدق البعض أن الفرنسي أومتيتي لعب بقميص برشلونة 132 مباراة خاصة مع تراجع معدلات مشاركته خلال آخر 3 سنوات وعدم ظهوره في الموسم الحالي، وكذلك مواطنه لينجليه الذي لعب 141 مباراة رغم انتقاله إلى «البارسا» بعد عامين من قدوم أومتيتي.
ولم ينجح المدافعان الفرنسيان في دعم الخط الخلفي لبرشلونة الذي عانى كثيراً خلال السنوات الماضية، وتسبب «الثنائي» في الكثير من الهفوات الدفاعية القاتلة بجانب فشل التخلص منهما على طريق حل الأزمة المالية، مما زاد الأمور تعقيداً وأصبحا «حملاً ثقيلاً» زائداً عن الحد، ومنذ رحيل إنريكي ثم فالفيردي، لم ينجح أي مدرب آخر في الاقتراب من قيادة الفريق خلال 100 مباراة، حيث اكتفى سيتين بـ25 مباراة كان آخرها «ثُمانية» البايرن المُهينة، ورحل كومان بعدما عذّب عشاق برشلونة عبر 67 مباراة شهدت المزيد من التراجع في المستوى والنتائج.
«100 مباراة» رقم يعني الكثير ويكشف الفارق بين الأجيال، ويُعد تشافي مثالاً واضحاً حيث تجاوز «المئوية» بقميص برشلونة قبل أن يتم عمره 22 عاماً، وأكمل أسطورته بالمشاركة في 767 مباراة حاصداً 25 بطولة، ناهيك عن الأداء والإبداع والإخلاص والثبات على المستوى الباهر، وأهدت 4 سنوات الأسطوري إنييستا «المئوية»، لكنها منحته كذلك 5 بطولات بينها دوري الأبطال بأداء لا يُقارن عبر التاريخ، أما عن «مئوية» ميسي فحدث ولا حرج، حيث شهدت تسجيل 48 هدفاً وصناعة 26 بجانب الحصول على «خماسية» مماثلة من الألقاب وإبداع بلا حدود.