عمرو عبيد (القاهرة)
يخوض الجاران اللدودان في مدينة ميلانو الجولة الثالثة من «الشامبيونزليج» برغبة مُلحة في تصحيح الوضع الحالي لكليهما، حيث يقبع ميلان في ذيل المجموعة الثانية من دون رصيد، بينما يكتفي إنتر حتى الآن بنقطة وحيدة وضعته ثالثاً في المجموعة الرابعة، وجاء فوز إيطاليا بلقب «يورو 2020» الأخير ليرفع سقف الطموح لدى الصحافة الإيطالية، التي طالبت فرقها قبيل انطلاق دوري الأبطال باستعادة أمجاد الماضي، وكتبت كورييري ديللو سبورت سبتمبر الماضي عن «صحوة الرجال» المستمدة من تأثير مانشيني.
كورييري قالت إن ما قدمه مدرب «الآزوري» آنذاك يُمكن نقله إلى فرق «الكالشيو»، لكي تُقاتل من أجل استعادة الكأس «ذات الأذنين» بعد غياب طال أكثر من 12 عاماً، لكن الوضع الحالي يؤكد أن الأندية الإيطالية تحتاج لما هو أكثر من «صحوة» مانشيني، لأن المنتخب الإيطالي ذاته لم يتمكن من اقتناص لقب أوروبي ثانٍ بعد 3 أشهر فقط من فوزه الأول، حيث سقط مانشيني أمام إسبانيا في نصف نهائي دوري الأمم، في الوقت الذي ظهر خلاله «الرباعي الإيطالي» في دوري الأبطال بصورة لا تنبئ عن إمكانية الفوز به، وصحيح أن يوفنتوس وأتالانتا يتصدران المجموعتين الثامنة والسادسة على الترتيب، إلا أن المنافسة تبدو قريبة ومشتعلة جداً مع بقية الفرق، كما أن «الكبار» ظهروا بصورة مخيفة في المجموعات الأخرى، وهو ما يطرح تساؤلاً حول قدرة فرق إيطاليا على الاستمرار حتى النهاية!
وربما أسست صحف «سيري آ» نظريتها طبقاً للحالة التكتيكية والذهنية التي ظهر عليها «الآزوري» في يوليو الماضي، لكن هذا الأمر لا يمكن أن يضمن الفوز بـ«ذات الأذنين» أيضاً لأن التاريخ لا يذكر حدوث ذلك سوى 3 مرات فقط خلال آكثر من 60 عاماً، والطريف أن كورييري رُبما ربطت أحداث 1968 بالواقع الحالي، بعدما حصل المنتخب على «يورو» قبل حصد ميلان لقبه القاري الثاني في موسم 1968-1969، بالفوز 4-1 على أياكس الهولندي سجل منها الأسطوري بييرنو براتي «هاتريك» بعد تتويجه مع «الآزوري».
«ثلاثية» بروسيا دورتموند في شباك «اليوفي» منحت «أسود الفيستيفال» لقبه الوحيد في نسخة 1996-1997 من دوري الأبطال، بعد مرور أقل من عام واحد على فوز منتخب ألمانيا بكأس الأمم على حساب التشيك، وشهد ماتياس زامر الحدث النادر، ولم يكن غريباً أن يتكرر الأمر للمرة الثالثة والأخيرة في عام 2008 بعدما سيطرت «تيكي تاكا» على الكرة العالمية، حيث حصد منتخب إسبانيا الـ«يورو» ثم أتبعه المُلهم برشلونة تحت قيادة جوارديولا بالتتويج بـ«الشامبيونزليج» بثنائية في شباك مانشستر يونايتد، ويبقى الاستثناء أن منتخب هولندا حصد كأسه الوحيدة في «يورو 1988» قبل أن يعود «الروسونيري» لمعانقة «ذات الأذنين» في موسم 1988-1989، بفضل «مثلث الطواحين الشهير» فان باستن و خوليت وريكارد وسجل الأول والثاني في كلا النهائيين.