كوبنهاجن (أ ف ب)
واصلت الدانمارك تألقها اللافت هذا العام عندما حجزت بطاقتها إلى نهائيات كأس العالم المقررة في قطر العام المقبل بالعلامة الكاملة في ثماني مباريات، وذلك بعد مشوارها الرائع في كأس أوروبا الأخيرة هذا الصيف عندما ودّعتها من دور الأربعة.
تغلبت الدانمارك على ضيفتها النمسا 1-صفر واحتفلت مع جماهيرها التي ملأت جنبات ملعب «باركن» في كوبنهاجن عن آخرها، بلحاقها بألمانيا إلى العرس العالمي.
وكشفت صحيفة «بوليتيكن» اليومية أن «العام شبه المثالي للمنتخب الوطني شهد نهاية مثالية تقريباً»، مضيفة أن «الأفضل من ذلك أن القائد المدافع سيمون كاير وزملاءه أكدوا من الآن أنهم جاهزون لكأس العالم مبكراً أكثر من أي وقت مضى».
وعمت الفرحة في جميع أنحاء المملكة الاسكندنافية الصغيرة بدءاً من رئيسة الحكومة ميتي فريديريكسن التي أبدت حماسها على إنستغرام.
وهنأت منتخب بلادها بتغريدة «أحسنتم!» مرفقة بصورة لها ووزيرة الرياضة وهما ترتديان الزي الأحمر.
وقال المعلّق في القناة العامة «دي آر» أندرياس كراول: «يبدو الأمر كما لو أن الدانمارك ومنتخبها الوطني قد وقعوا في الحبّ مرة أخرى».
وأضافت صحيفة «بوليتيكن» أن الدانمارك التي كانت مرشحة للفوز أمام النمسا عانت في الشوط الأول قبل أن يسجّل لها مدافع أتالانتا الإيطالي يواكيم ميهيلي هدف الفوز في الدقيقة 53، مشيرة إلى أن منتخب بلادها عاش «مرة أخرى لحظة سحرية في عام ساحر من كرة القدم».
خلال نهائيات كأس أوروبا الأخيرة التي أقيمت في 12 ملعبا بينها «باركن» في كوبنهاجن، أثار المنتخب الأحمر والأبيض إعجاب عالم كرة القدم بتماسكه، بعد السكتة القلبية التي تعرّض لها صانع ألعابه ونجمه الأوّل كريستيان إريكسن في العاصمة قبل نهاية الشوط الأول من مباراته الأولى في النهائيات ضد فنلندا.
لم ينس لاعبو المنتخب الدنماركي زميلهم إريكسن وأهدوه الفوز والتأهل، بالنسبة للمعلق كراول «كان من الواضح أن الحادث كان مؤسسياً للمجموعة التي أصبحت أكثر من مجرد فريق، وأضاف «لقد جعلهم يكبرون».
بعد الهلع الكبير الذي تسبب فيه إريكسن، تجاوز المنتخب الدانماركي الصدمة والخسارة أمام فنلندا وحقق انتصارات تلو أخرى ليبلغ الدور نصف النهائي لكأس أوروبا قبل أن يخسر بصعوبة 1-2 بعد التمديد أمام إنجلترا التي كانت مرشحة بقوة أمام جمهورها في ويمبلي، وبركلة جزاء مثيرة للجدل.
وقال ميهيلي إن اللقاء ضد النمسا كان «من أفضل أمسيات باركن منذ وقت طويل، إنه أمسية رائعة».
أما حارس مرمى ليستر سيتي الإنجليزي كاسبر شمايكل، نجل أسطورة الدنمارك بيتر الذي توج معها بلقب كأس أوروبا عام 1992، فقال «لقد فعلنا شيئاً رائعاً معاً».
فرض الدانماركيون أنفسهم بقوة في المجموعة السادسة، ففضلاً عن العلامة الكاملة في ثماني مباريات، سجلوا 27 هدفاً ولم يستقبلوا أي هدف!
حتى أن هذا المنتخب دخل تاريخ كرة القدم الدانماركية بتسجيله 42 هدفاً في عام 2021، قبل آخر مباراتين في نوفمبر، محطماً رقماً قياسياً يعود تاريخه إلى ما يقرب من 60 عاماً «تم تسجيل 32 هدفاً في عام 1962».
شاركت الدانمارك خمس مرات في كأس العالم، وكانت الأفضل لها عام 1998 عندما بلغت ربع النهائي، فيما خرجت من دور الـ16 في نسخة 2018 الأخيرة.
وقال القائد كاير الذي اختير للمرة الأولى في مسيرته الاحترافية بين المرشحين لجائزة الكرة الذهبية، إن هذه الأرقام تمنحنا الطموح، آخر مرة كنا في نصف النهائي «كأس أوروبا»، أريد المزيد، نريد المزيد، الآن سنلعب كأس العالم ونريد المزيد».
وأشاد كراول بأبطال منتخب بلاده الذين لم يراهن أحد عليهم قبل ستة أشهر «يلعبون كرة قدم تروق للدنمارك وللخارج، والتي هي بالإضافة إلى ذلك ممتعة للمشاهدة».
حتى أن صحيفة «بيلد» الألمانية أطلقت عليهم لقب «منتخب العام»، لكن المدرب كاسبر هيولماند بدا متواضعاً بقوله «إن الأمر يستحق العناء، هناك الكثير من الأشخاص الذين لهم دور في هذا النجاح».