عدد اليوم
عمرو عبيد (القاهرة)
انتهت المواجهة الثانية لمنتخبنا بالتعادل أيضاً أمام شقيقه السوري، ورغم التكافؤ في الإحصائيات الفنية المهمة بين المنتخبين، إلا أن هذا الأمر يدعو إلى الكثير من الدهشة، بعدما سمح «الأبيض» لمنافسه بالتفوق عليه، في بعض فترات اللقاء، رغم أفضلية التقدم المبكر منذ البداية.
وتشير الإحصائيات التفصيلية إلى أن منتخبنا امتلك الكرة إجمالاً بنسبة 59%، مقابل 41% لنظيره السوري، إلا أن الأخير سيطر على أول نصف ساعة من اللعب، من دون أي تفسير لتراجع «الأبيض»، خاصة أن ليما وكايو تراجعا للتأمين الدفاعي على الطرفين، وهو ما ترك آثاره على المردود الهجومي لكليهما في البداية، وبلغت نسبة الاستحواذ لـ «نسور قاسيون» وقتها 52%، وصنع العديد من الفرص التهديفية الخطيرة، والأكثر غرابة أن «الأبيض» انتفض عقب هدف التعادل في مرماه، ليضغط هجومياً بكل قوته، ويزيد نسبة امتلاكه للكرة وسرعة نقلها وصناعة 4 فرص تهديفية متتالية خطيرة جداً، كانت تكفي لتسجيل فوز مريح، ويبقى السؤال، لماذا لم يلعب «الأبيض» بتلك الصورة منذ البداية؟
ويجب الاعتراف بأن الضغط العالي المستمر الذي نفذه «نسور قاسيون» في الفترات الأولى من المباراة، أجبر لاعبينا على إعادة الكرة كثيراً إلى الخلف، بجانب فقد العديد منها تحت الضغط، وظهر ذلك بوضوح على لاعبي خط الوسط والطرفين المؤثرين، حيث فقد عبد الله رمضان الكرة 8 مرات، مقابل 6 لكايو، ولم يتمكن ليما من الاحتفاظ بالكرة في 5 مرات أخرى، مقابل 4 لماجد حسن، وهو ما تكرر 3 مرات مع بندر الأحبابي ومرتين مع شاهين، وتسببت أغلب تلك الكرات المهدرة في هجوم عكسي خطير، منح سوريا عدة فرص وتسبب في كرة هدف التعادل بخطأ غريب تكرر خلال الساعة الأولى من عمر المباراة!
وبالعودة إلى لعبة هدف «الأبيض»، بدا واضحاً الخطة المنفذة بإحكام بعد فاصل من الاستحواذ بلغ تمرير الكرة 17 مرة في نصف ملعب منتخبنا، قبل أن تصل الكرة الطولية في مناطق الخطورة السورية، وتسفر عن هدف التقدم، والغريب أن تلك اللعبة لم تتكرر إلا نادراً، بل إن ثلاثي خط الوسط الأساسي، لم يُرسل طوال المباراة سوى 4 تمريرات طولية، بواقع 2 لماجد، وواحدة لكل من رمضان وسالمين، واكتفى الثلاثي بتمريرات قصيرة غزيرة، جاء أغلبها في مناطق بعيدة عن مركز العمليات الهجومية، كما غابت الملامح الهجومية عنهم باستثناء تسديدة وحيدة لسالمين خارج المنطقة، وصناعة رمضان لفرصة واحدة أيضاً، ولهذا خرجت نسبة نجاح التمريرات في نصف الملعب المنافس بدقة متواضعة بلغت 74%.
لعب المنتخبان على الأطراف بصورة واضحة، وهو ما تماشى منطقياً مع أسلوبهما التكتيكي في مباريات سابقة، وبقيت الجبهة اليمنى لدى كل منهما هي الأخطر والأكثر تأثيراً، حيث شن «الأبيض» 42.4% من هجماته عبرها مقابل 58% للطرف السوري، الذي شكل خطورة واضحة من تمريراته العرضية خاصة على الطرف الأيسر في البداية، قبل الانتقال إلى الجانب الآخر، ومرر «نسور قاسيون» 18 كرة عرضية تسببت واحدة منها في هدف التعادل بعد فقد شاهين الكرة، وبلغت دقتها إجمالاً 22.2%، في حين تراجعت نسب العرضيات لدى منتخبنا مقارنة بالمباراة السابقة، حيث مرر 13 كرة، وإن كان يُحسب للاعبينا ارتفاع دقتها لتبلغ 31%، لكن مهاجمونا تباروا في إهدارها.
أما عن الإحصائيات العامة الخاصة بالمحاولات الهجومية والفرص التهديفية، فقد تفوّق «الأبيض» نسبياً حيث سدد إجمالاً 11 كرة على المرمى السوري، بينها 3 محاولات بين القائمين والعارضة، مقابل 10 تصويبات لـ «نسور قاسيون»، منها 2 دقيقة، وأنقذ علي خصيف كرة خطيرة ببراعة، قبل أن تسكن الثانية شباكه، وكان منتخبنا أيضاً هو الأكثر قدرة على التوغل، وتهديد مرمى المنافس في 8 محاولات، مقابل 7 مماثلة للشقيق السوري، الذي حصل على 6 فرص تهديفية منها 4 في الشوط الأول، بينما صنع منتخبنا 7 فرص محققة بينها 4 في الشوط الثاني، وهو ما يكشف عن التكافؤ العام بالفعل مع اختلاف الاستراتيجية عبر الشوطين.
أبرز الأرقام الفردية
- كايو الأكثر تسديداً على المرمى: 4
- مبخوت وليما الأكثر تسديداً داخل منطقة الجزاء: 3
- كايو الأكثر محاولة خارج منطقة الجزاء: 2
- بندر الأحبابي وخميس الأكثر صناعة للفرص التهديفية: 2
- مبخوت الأكثر إهداراً للفرص: 3
- خميس الأفضل في التمريرات العرضية: 3 كرات «الدقة 100%»
- بندر الأحبابي الأفضل في تمرير الكرة: 95%
