عمرو عبيد (القاهرة)
اكتفى منتخبنا الوطني بالتعادل السلبي أمام لبنان في افتتاح مباريات الجولة الثالثة من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى «مونديال 2022»، إلا أن نتيجة المواجهة لم تكن عادلة، بعدما سيطر «الأبيض»، وامتلك زمام الأمور خلال أغلب فترات المباراة، وأهدر العديد من الفرص.
وتشير الإحصائيات العامة إلى أن منتخبنا كان صاحب الكرة بتمريرها 614 مرة بدقة 89%، مقابل 264 تمريرة للبنان بدقة 76%، وبالطبع مالت نسب الاستحواذ لمصلحة منتخبنا بنسبة 70% مقابل 30% للمنافس الشقيق، وسدد «الأبيض» 14 كرة على مرمى «الأَرز»، وهو ما يزيد على ضِعف محاولات الأخير التي لم يتجاوز عددها 5 تصويبات، وعاب «الأبيض» غياب دقة اللمسة الأخيرة، حيث سدد لاعبونا 3 كرات فقط بين القائمين والعارضة، بدقة بلغت 21.4% فقط، وهو ما تسبب في فقد الكثير من الخطورة أمام المرمى.
«الأبيض» نوّع من محاولاته الهجومية داخل منطقة الجزاء وخارجها، خاصة في الشوط الثاني، عندما تراجع لبنان للدفاع خلف خط منتصف الملعب، بعكس الشوط الأول الذي نفذ خلاله الضغط العالي، في محاولة لمنع لاعبينا من الخروج بالكرة بصورة صحيحة، وهذا الأمر أجبر «الأبيض» على التمرير الغزير في نصف ملعبه بين لاعبي الدفاع والوسط الدفاعي، لتبقى الكورة في المناطق الخلفية لمنتخبنا بنسب تجاوزت 60% في بعض فترات الشوط الأول، وصحيح أن هذا الأمر أثر على شكل الأداء العام، إلا أنه لم يمنع الفرص الخطيرة من الوصول إلى مرمى لبنان، حيث حصل منتخبنا على 6 فرص مؤكدة خلال هذا الشوط، بينما تراجعت المعدلات في الشوط الثاني لتهبط إلى صناعة فرصتين فقط.
سدد منتخبنا 6 كرات داخل منطقة الجزاء اللبنانية مقابل 8 خارجها، وحصل إجمالاً على 8 فرص تهديفية مؤكدة عبر الشوطين، لكن إهدارها بسهولة وبصورة غريبة حرم «الأبيض» من تحقيق فوز مستحق في نهاية الأمر، وحصل لبنان طوال المباراة على فرصتين حقيقتين للتسجيل فقط، في حين سدد 3 كرات داخل المنطقة، بينها محاولة ضعيفة مقابل تسديدتين خارجها، بعدما اعتمد على الضغط العالي في البداية لاستخلاص الكرة والتحول الهجومي السريع، ثم عاد للدفاع وانتظار المرتدات العكسية الخاطفة، التي نجح لاعبونا في التعامل مع أغلبها من دون خطورة فائقة في بعض المحاولات.
ونفذ منتخبنا خلال المباراة 50 هجمة بواقع هجمة واحدة على الأقل في كل 1.8 دقيقة، بينما شن «الأَرز» 21 هجمة بمعدل واحدة كل 4.3 دقيقة، ورغم خطورة هجوم «الأبيض» عبر الطرف الأيمن، إلا أن الجبهة اليسرى عملت بكفاءة جيدة، بعدما نفذ عبرها العدد الأكبر من غزواته الهجومية، بإجمالي 20 هجمة، مقابل 18 من الطرف الأيمن، وهما الجبهتان المتوهجتان هجومياً طوال اللقاء، حيث اكتمل عبر الأولى 45% من الهجمات مقابل 44.4% من الثانية، وبعدما تبادل ليما وكايو الأدوار، ومن ثم العودة إلى وسط الميدان، لمنح الفرصة أمام تقدم بندر وخميس من الطرفين، ارتفعت نسبة نجاح هجمات الطرفين وزادت معدلات إرسال التمريرات العرضية، وإن غابت عن بعضها الدقة بجانب التكتل الدفاعي اللبناني الذي حرم «الأبيض» من الاستفادة منها، في ظل عودة مبخوت إلى أسفل قليلاً وقلة العدد الهجومي داخل المنطقة، وربما كان وجود مهاجم ثانٍ كلاسيكي مفيداً للتعامل مع العرضيات.
هجومياً، كان علي مبخوت كالعادة الأغزر محاولة على مرمى لبنان، بإجمالي 4 تسديدات مكتملة، لكنها حادت عن إطار المرمى وارتطمت واحدة منها فقط بالقائم الأيمن من الخارج، وسدد مبخوت كراته بواقع 4 داخل منطقة الجزاء وواحدة خارجها، لكنه أهدر تلك الفرص الـ4 المؤكدة بصورة غريبة وغياب كامل عن التوفيق هذه المرة، وكان كايو هو الأكثر تسديداً بين القائمين والعارضة وكرر ذلك مرتين، كما برز فابيو ليما من حيث صناعة الفرصة التهديفية بإجمالي 3 تمريرات حاسمة، وجاء بعده مباشرة بندر الأحبابي ومحمود خميس، بواقع صناعة فرصتين من كل لاعب، وهما الأكثر تمريراً عرضياً بـ 13 و9 على الترتيب، أما الأفضل على المستوى تمرير الكرات، فتصدر القائمة عبد الله حمد بنسبة 98% يليه علي سالمين بـ 96% ووليد عباس 95%.