السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

حرارة الطقس «شماعة» بداية الموسم ومارفيك «السبب»!

حرارة الطقس «شماعة» بداية الموسم ومارفيك «السبب»!
22 أغسطس 2021 17:55

معتز الشامي (دبي)
انتهت مباريات الجولة الأولى، من دوري أدنوك للمحترفين، وبعيداً عن النتائج والفوز والخسارة، لا يزال الجدل مستمراً بعد إطلاق صافرة أخر مباراة في الجولة، وذلك بعدما شكا بعض المدربين من «معاناة» لاعبيهم، مع ظروف ارتفاع الطقس والرطوبة في التوقيت الحالي، ومن التسرع في بدء الموسم مبكراً، ببطولة مهمة مثل الدوري، بحسب وجهة نظرهم، على أن تكون «الانطلاقة» بـ «كأس المحترفين»، والتي تعتبر أقل «حدة تنافسية» في مراحلها الأولى من ضغوط الدوري، ومتطلبات الأداء العام بمبارياته، خاصة في مرحلة البداية.
ووجه الهولندي كايزر مدرب الجزيرة حامل اللقب انتقاداً للعب في ظروف جوية صعبة أثرت على أداء أغلب اللاعبين، بجانب تخوفه من تعرض بعض اللاعبين للإصابات، بسبب تأثيرات اللعب في ظروف ارتفاع الرطوبة، والأمر نفسه بالنسبة لعبدالعزيز العنبري مدرب الشارقة، الذي أكد أن اللعب في هذه الظروف، خاصة للاعبين الأجانب، أثر بعض الشيء على الأداء، وكان يفترض أن تبدأ البطولة بـ «كأس المحترفين» كما جرت العادة، وليس ببطولة الدوري التي تتطلب أداءً وقتالية للفوز في المباريات، وهو ما كان سبباً في تأثر بعض اللاعبين والأندية.
وكانت 10 أندية قد دخلت معسكرات الإعداد لانطلاق الموسم الجديد داخل الدولة، وهي الجزيرة، والشارقة، والوصل، والظفرة، واتحاد كلباء، والتعاون، والعروبة، وخورفكان، والإمارات، وبني ياس، بينما خاضت 4 أندية فقط معسكرات خارجية في أوروبا وهي العين، والنصر، والوحدة وعجمان، وجاءت الشكوى من اللعب في الطقس الحار وارتفاع درجات الرطوبة من مدربي الأندية الذين تدربوا طيلة الشهر الماضي داخل الدولة، كما خاضوا مواجهات ودية تحضيرية أيضاً داخل الدولة.
واتهمت الآراء الفنية الهولندي مارفيك مدرب منتخبنا الوطني، لأنه من أصر على بدء الموسم ببطولة الدوري، وبجولتين قبل تجمع «الأبيض» يوم 26 أغسطس الجاري تحضيراً لانطلاق مشوار التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى «مونديال 2022»، حيث يلتقي منتخبنا مع لبنان يوم 2 سبتمبر المقبل في دبي، وينتقل إلى العاصمة الأردنية عمان، لمواجهة سوريا يوم 7 من الشهر نفسه.
وكانت رابطة المحترفين قد دعت الأندية وممثليها إلى اجتماعات عدة في يونيو الماضي، للحديث عن برمجة «روزنامة» الموسم التي ستشهد 6 توقفات للمنتخب في مشواره بالتصفيات، كما تم طرح فكرة اللعب مبكراً هذا الموسم لتحضير اللاعبين للمنتخب، ولم تعترض الأندية وممثلوها، بعدما رفع الجميع شعار دعم المنتخب، وتلبية طلبات الجهاز الفني، وهو ما يناقض مواقف بعض المدربين واللاعبين الذين خرجوا يوجهون اللوم والانتقاد لقرار البدء المبكر للموسم.
من جانبه، أكد أيمن الرمادي مدرب عجمان الأسبق، أن الأكثر تأثراً باللعب في ظروف الطقس مرتفع الحرارة في أغسطس بـ «دورينا» حالياً، هي الفرق التي رفضت الخروج في معسكرات خارجية، وهو ما يكشف قدرة تحمل الأندية التي عسكرت خارجياً وظهورها بشكل أفضل، مثل العين، الوحدة، عجمان، بينما كان موقف النصر هو الأصعب، لأن الفريق خسر في بداية مشواره بـ «ثلاثية».
ولفت الرمادي إلى أن المعسكر الخارجي له فوائد كبيرة، أبرزها قدرة الجهاز الفني على أداء تدريبين يومياً، وهو الأمر الذي يصعب توفيره عندما يكون المعسكر داخل الإمارات، حيث فرصة واحدة فقط للتدريب في المساء، بجانب أن أغسطس يشتهر بارتفاع الرطوبة في بعض فتراته، وبالتالي لم يصل اللاعبون إلى التجهيزات المطلوبة خلال يونيو داخل الدولة، بعكس اللاعبين القادمين من معسكرات خارجية، حيث أصبح لديهم «مخزون» يمكنهم من مواجهة الطقس الحار على الأقل في أول جولتين إلى ثلاث جولات.
وتطرق الرمادي إلى ضرورة احترام طلبات الجهاز الفني للمنتخب، بقيادة الهولندي مارفيك، حيث لا صوت يعلو على صوت الاستعداد لمشوار تصفيات «المونديال»، وقال: هناك وجهة نظر شخصية في مسألة إصرار مارفيك على أداء جولتين للدوري، لأنها البطولة الأهم والأقدر على تجهيز العناصر الدولية للمشاركة مع المنتخب، وهو أنه كان من الأفضل اللعب ببطولة كأس المحترفين قبل التجمع وليس الدوري، وذلك لأن وتيرة الدوري، والضغوط التي يتعرض لها اللاعبون واللعب تحت الضغوط، قد تعرض البعض منهم للإصابات، وهنا لا يستفيد المنتخب من تلك العناصر التي طالب بمشاركتها في الدوري"

شماعة جديدة


على الجانب الآخر، أكد علي عباس لاعب النصر والمنتخب الأسبق، أن اللاعب الإماراتي لديه القدرة على اللعب في أغسطس، وهو أمر ليس بجديد على جميع اللاعبين الحاليين، بينما يصعب التكيف بالنسبة للاعبين الأجانب القادمين من الخارج، بما يؤثر بالفعل على بعضهم، ولكن بشكل عام، لا يمكن اعتبار أن الفرق لم تظهر بشكل جيد، لأن الرطوبة هي السبب، وقال: بعض اللاعبين للأسف يبحثون عن «شماعة»، وهناك «مبرر» لكل فترة من الموسم، وفي الفترة الأولى، أغلبهم يتخذون الطقس وارتفاع درجات الحرارة، شماعة لتبرير سوء الأداء أو تراجع النتائج، وعندما ينضبط الطقس، ونلعب في أجواء أفضل مع أواخر أكتوبر حتى مارس مثلاً، تكون الشماعة هي التحكيم وقرارات الحكم، وهو ما يعكس وجود خلل ما.
وانتقد عباس التضارب بين مواقف إدارات الأندية، وتصريحات بعض المدربين عقب افتتاح الموسم، وقال: ورشة العمل بين الرابطة والأندية شارك فيها إداريون، وهناك تم الاتفاق على شكل الموسم الحالي، وموعد البداية وانطلاقه بمباريات الدوري، من أجل مصلحة المنتخب، ولم يعترض أحد، فكيف يعترض المدربون الآن، وينتقدون اللعب في تلك الأجواء، هذا يعكس وجود تضارب بين الجانبين، أو عدم استشارة المدربين في موعد بداية الموسم.
وأضاف: اللاعبون سابقاً كانوا يلعبون في أجواء الرطوبة في «دورينا»، نحن أبناء البلد، واعتدنا على ذلك، ولا أعرف لماذا ينتقد البعض حالياً تلك الأجواء؟

«الخطر الكبير» يهدد اللاعبين خصوصاً الدوليين


ذهب الدكتور أسامة اللالا اختصاصي الأنشطة البدنية، والتغذية للرياضيين بمجلس أبوظبي الرياضي، إلى تأكيد وجود خطر بدني كبير على اللاعبين عندما يبدأون الموسم ببطولة مهمة تتطلب إعداداً فنياً وبدنياً وذهنياً مختلفاً مثل الدوري، مشيراً إلى أن تعريض اللاعبين، خاصة الدوليين لخطر الإصابة العضلية يكون وارد بدرجة كبيرة.
وقال: اللعب في هذه الأجواء خطر على اللاعبين، ونفس الأمر بالنسبة للتدريبات والأجواء الحارة، كما يتأثر اللاعبون الأجانب القادمون من الخارج كثيراً بذلك، خاصة إنهم لم يكونوا قد تكيفوا مع اللعب، في ظل رطوبة مرتفعة والتي تتطلب 3 إلى 4 أسابيع، حتى تتكيف الغدد العرقية لديهم، الأخطر من ذلك، هو ارتفاع الرطوبة التي تعيق وتمنع تبخر العرق، لتشبع الهوا بالماء، والأمر يؤدي لانخفاض الأداء بشكل كبير، وهنا أرى أن المدربين الذين اشتكوا من تراجع الأداء بسبب ظروف الطقس، لديهم حق في وجهة نظرهم، وهناك دراسات علمية تؤكد ذلك.
وأضاف: من وجهة نظري كان يجب البدء بكأس المحترفين، التي عادة ما تكون مرحلة تجريبية، واللاعبون يمكن أن يدخلوها من دون ضغوط، ولكن بدء المنافسة القوية بالدوري، في هذه الأجواء يؤثر بالفعل على الأداء، وهنا أرى أن المدربين على حق في شكواهم.
ونصح اللالا جميع أطباء الفرق بالدوري، بضرورة الأخذ بعين الاعتبار مسألة مطالبة اللاعبين بالإكثار من السوائل، قبل وخلال وبعد المباريات، بالإضافة إلى تجفيف العرق باستخدام المناشف المبردة مع كل توقف.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©