عمرو عبيد (القاهرة)
كان نجوم العالم يتسابقون للالتحاق بعملاقي إسبانيا خلال العقدين السابقين، لكن ظهرت قوي جديدة بدأت في سحب البساط من تحت أقدام الريال والبارسا، لدرجة أن سؤالاً فرض نفسه حول ما إذا كانت «قلاع الليجا» فقدت جاذبيتها في معارك «الميركاتو»، وبات باريس سان جيرمان بمثابة «غُصة» في «حلق» برشلونة وكذلك ريال مدريد خلال الفترة السابقة، وجاءت بداية المعركة «صاعقة» بانتزاع نيمار من صفوف «البارسا» بطريقة أثارت الغضب والدهشة معاً، حيث باتت لحظة فارقة في تاريخ «الميركاتو»!
الغريب أن «البلوجرانا» وافق على أن يكون الجناح البرازيلي «سوطاً» يُعذبه كل موسم، حيث تخرج الإشاعات والتقارير لتؤكد قرب عودة نيمار إلى «قلعة كتالونيا»، وهو ما لم يحدث أبداً، بل تحققت «المعجزة»، وانتقل ميسي ليجاور صديقه في «حديقة الأمراء»، وقبل «واقعة نيمار» بعام واحد، ظهرت مؤشرات تُنذر بما حدث لاحقاً، لأن برشلونة فشل في إقناع سان جيرمان بالحصول على خدمات فيراتي، رغم المحاولات المضنية التي بذلها «البارسا»، وهو ما أكده ميسي مؤخراً واصفاً الإيطالي بـ «الظاهرة».
وإذا كان تخلي برشلونة عن ميسي ربما يُفسر «قنبلة» انتقاله إلى فرنسا، فإن الفشل الحقيقي في «الميركاتو» الأخير تمثل في عدم قدرة «عملاق إسبانيا» على إقناع فينالدوم بإتمام صفقته، بل إن الهولندي تلاعب بإدارة «البلوجرانا»، وسبق «ليو» إلى باريس، ولم يفلت ريال مدريد هو الآخر من هذا الوضع المحرج بعدما لهث خلف مبابي كثيراً، بل إن الأخير فضل باريس على مدريد عام 2018، ورغم إعلانه رغبته مؤخراً في الانتقال إلى «الريال»، إلا أن الأخير لم ينجح في تحقيق الأمر مثلما اعتاد سابقاً.
المثير أن «الريال» و«البارسا» فقدا قائديهما في ذات «الميركاتو»، بعدما فشل «الملكي» في الاحتفاظ بأسطورته راموس، ليكتب نهاية مسيرته بطريقة جدلية تكشف عن الوضع الإداري المدريدي الحالي، وقرر أن تكون وجهته فرنسية أيضاً، وذكرت التقارير أن «الميرنجي» أراد استعادة خدمات لاعبه السابق أشرف حكيمي بعد عام واحد من انتقاله إلى إنتر ميلان ومساعدته في التتويج بلقب «الكالشيو»، لكنه لم يتمكن من مجاراة العرض الباريسي ليخسر معركة أخرى أمام ذات المنافس.
وربطت الصحف الإسبانية والإيطالية بين حارس ميلان السابق، دوناروما، وريال مدريد وكذلك برشلونة، لكنه تحول إلى باريس في صفقة انتقال مجانية ضارباً بعرض الحائط نصائح المخضرم كاسانو، الذي كان يعتقد أن إسبانيا هي الوجهة الأفضل، ويمكن وصف إصرار هازارد و كورتوا على الانتقال من تشيلسي إلى «الريال» بـ «الرهان الخاسر» حتى الآن، بعدما فازا بلقب وحيد في «الليجا» وأضاف الحارس كأس السوبر المحلي و«مونديال الأندية» فقط إلى رصيده مقارنة بحصادهما السابق، ويبدو أن «مغامرة الصغيرين الإسبانيين» ستكون محفوفة بالمخاطر، لأن إريك جارسيا تخلى عن مستقبل واعد مع مانشستر سيتي لينتقل إلى برشلونة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها حالياً، وهو ما سبقه إليه مواطنه إبراهيم دياز برحيله إلى «الريال»، رغم تمسك جوارديولا به وقتها، لكنه بقي معاراً إلى ميلان من دون تحقيق أي إنجازات حتى الآن!