بودابست (أ ف ب)
تستأنف المعركة حامية الوطيس بين سائق مرسيدس البريطاني لويس هاميلتون، بطل العالم سبع مرات وثاني الترتيب العام، ومنافسه سائق ريد بول الهولندي ماكس فيرستابن المتصدر في نهاية الأسبوع الحالي، عندما يخوضان غمار سباق جائزة المجر الكبرى، المرحلة الحادية عشرة من بطولة العالم لـ «الفورمولا- 1»، على حلبة هنجارورينج في العاصمة بودابست.
ويصل هاميلتون إلى بودابست لمواجهة تحدٍّ آخر داخل وخارج حلبة بودابست، حيث يأمل في تحقيق فوزه الـ100 في مسيرته الاحترافية.
وحقق البريطاني البالغ من العمر 36 عاماً رقماً قياسياً في عدد الانتصارات على حلبة هنجارورينج المغبرة والضيقة والمتعرجة، برصيد ثماني مرات، بينها آخر ثلاثة سباقات ويتوقع انتصاراً جديداً يوم الأحد.
بعدما قلَّص الفارق عن فيرستابن من 33 نقطة إلى ثماني نقاط في سباق جائزة بريطانيا الكبرى على حلبة سيلفرستون، عندما حقق فوزه الـ99 في مسيرته الاحترافية بعد اصطدام مثير للجدل في اللفة الافتتاحية مع الهولندي، حيث عوقب بعشر ثوان، يملك بطل العالم فرصة استعادة زمام المبادرة في السباق على اللقب.
لكن البريطاني ينتظر الخميس قرار الاتحاد الدولي للسيارات «فيا» بخصوص طلب فريق ريد بول مراجعة العقوبة التي فرضها على سائق مرسيدس خلال جائزة بريطانيا الكبرى.
وحصل هاميلتون على عقوبة 10 ثوانٍ في سباق حلبة سيلفرستون في 18 الشهر الحالي، إثر الاحتكاك بينه وبين فيرستابن عند المنعطف التاسع في اللفة الأولى، ما أدى إلى تعرض الهولندي لحادثٍ عنيف وانسحابه من السباق الذي فاز به بطل العالم في نهاية المطاف.
ورغم تنفيذه عقوبة التوقف لعشر ثوانٍ في منطقة الصيانة الخاصة بفريقه، فاز هاميلتون بعد أداء رائع في النصف الثاني من السباق، ما خوله تجاوز سائق فريق فيراري ابن إمارة موناكو شارل لوكلير قبل لفتين على النهاية.
وأعرب فريق ريد بول عن استيائه بعد السباق لأنه رأى بأن «فيا» تساهل في العقوبة التي فرضها على هاميلتون، وأن بطل العالم سبع مرات كان يستحق عقوبة أكثر قساوة.
ورغم عدم استئناف فريق ريد بول لقرار لجنة التحكيم، وانقضاء المدة المسموحة لتقديم أي استئناف لتكون بذلك نتيجة السباق نهائية، إلا أن الفريق قرر تقديم طلب لمراجعة قرار العقوبة.
وسيؤدي الطلب المقدم من الفريق النمساوي إلى عقد جلسة استماعية بحضور لجنة تحكيم سباق بريطانيا وبحضور ممثلين من مرسيدس وريد بول.
وتسبب تصادم السائقين في حرب كلامية بقيادة ريد بول، حيث قال مديره البريطاني إن فريقه دفع قرابة 1.8 مليون دولار لإصلاح سيارة فيرستابن الذي نقل جراء الحادث إلى مركز العناية في الحلبة، قبل أن يتم نقله إلى المستشفى لإجراء الفحوصات الطبية الضرورية.
وكتب هورنر في الصفحة الرسمية على موقع الحظيرة النمساوية: «وصلت كلفة هذا الحادث قرابة 1.8 مليون دولار، وله تداعيات كبيرة على الميزانية».
وانتقد هورنر الطريقة التي احتفل بها هاميلتون على منصة التتويج، وهو ما كان ندّد به فيرستابن سابقاً باعتباره «غير محترم وغير رياضي».
وقال فيرستابن: «ليس لدي الكثير لأقوله عن كل الضجيج الإعلامي، ولكي أكون صادقاً، لست مهتماً بالمشاركة في أي من ذلك»، مضيفاً: «أعرف ما حدث في سيلفرستون عندما كنت في السيارة، ومن الواضح أنني أشعر بطريقة معينة حول كيفية انتهاء سباقي، لكنني الآن أركز فقط على التأكد من أننا أفضل ما يمكن أن نكون على الحلبة حتى نتمكن من البقاء في المقدمة في البطولة».
وتابع: «يمكن للفريق الاهتمام بالجانب الرسمي للأشياء، وأي شيء يحتاج إلى النظر إليه بعد الحادث، لكن وظيفتي هي نفسها كما هو الحال دائماً - أن أكون أفضل قدر الإمكان وأحاول الفوز يوم الأحد».
وأردف فيرستابن قائلاً: «أنا مصاب ببعض الكدمات بالطبع، لكن هذا طبيعي بعد مثل هذا التأثير الكبير، لكني أتدرب وأشعر أنني بحالة جيدة».
وأكد فيرستابن جاهزيته لسباق الأحد، المرحلة الأخيرة قبل العطلة الصيفية، حيث تستأنف المنافسات في جائزة بلجيكا الكبرى في 29 أغسطس المقبل، لكنه يدرك جيداً أن المنافسة ستكون أكثر شراسة مع هاميلتون.
ويعتقد الألماني نيكو روزبرج الذي تفوق على هاميلتون ليفوز باللقب عام 2016 بعد موسم شرس من التنافس بين سائقي مرسيدس، بما في ذلك حادث التصادم بينهما على حلبة برشلونة في اللفة الأولى أيضاً عندما نال فيرستابن فوزه الأول مع ريد بول، أن المعركة على اللقب هذا العام أصبحت مثيرة وجديرة بالمتابعة.
وقال: «لقد كانت معركة مذهلة والآن كمحلل وكمشجع كان الأمر رائعاً جداً، أنا شخصياً متحمس الآن للسباق التالي، كيف ستلعب الديناميكية؟ حتى المؤتمر الصحفي القادم، آمل تضعهما الفورمولا واحد بجانب بعضها البعض».
وأضاف روزبرج أن «الحادث كان حادث سباق، ولم يكن مفاجئاً بالنسبة لي»، موضحاً أن السباق على اللقب ذكره بالمعارك السابقة بين الأجيال.
وقال: «يذكرني بالمنافسة بين البرازيلي أيرتون سينا والألماني ميكايل شوماخر والإسباني فرناندو ألونسو وربما ألونسو والألماني سيباستيان فيتل».