رأس الخيمة (الاتحاد)
أوصت ندوة «الإعلام الرياضي بين الحقيقة والإثارة» التي نظمتها جمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية في رأس الخيمة، ضمن مبادرة «سوالف رياضية» بضرورة وجود جهاز إعلامي للرياضة برأس الخيمة، مواكب للحراك الرياضي بالإمارة، وإبرازاً للتاريخ الرياضي للإمارة، ثم ضرورة الدقة في اختيار العاملين في الإعلام الرياضي.
أقيمت الندوة بمشاركة الدكتور أحمد سعد الشريف رئيس جمعية الرياضيين في الإمارات، ومحمد الجوكر الأمين العام لجمعية الإعلام الرياضي، وحسن إبراهيم الناقد والمحلل الرياضي، وأدارت الندوة الإعلامية حصة الرياسي، بحضور خلف سالم بن عنبر مدير عام جمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية برأس الخيمة، ونخبة من الرياضيين والداعمين للعمل الإعلامي الرياضي.
وأكد محمد الجوكر أن الإعلام الرياضي الرسمي في دولة الإمارات، يمتلك مقومات وقدرات تنظيمية متطورة منذ فترة الستينيات، حيث ساهم في إيصال رسالة الإمارات إلى العالم، وأخذ زمام المبادرة في إبراز إنجازاتنا الرياضية ومواكبتها في مختلف المحافل المحلية والإقليمية والدولية، إلا أن هذا الدور بدأ يتراجع في مواجهة «السوشيال ميديا»، التي اتبعت نهج الإثارة في مناقشة المواضيع، مقارنة بالإعلام الرسمي الذي يقوم من خلال 9 صحف يومية و3 قنوات رياضية رسمية، بالإضافة لباقات البرامج القنوات الرياضية المختلفة.
وأشار إلى أن الإعلام الرياضي في دولة الإمارات يختلف عن إعلام المنطقة العربية لتنوع ثقافات المجتمع الإماراتي، مقارنة بدول المنطقة التي تواصل توطين المهنة، مشيراً إلى أن الإعلام الإماراتي يحتاج إلى الشخص الذي بدأ مسيرته من الصفر ويكون مؤهلاً لمواصلة الرسالة، داعياً إلى إعطاء دور ومساحة أوسع للإعلاميين الشباب للعمل في المؤسسات الرياضية المحلية والخاصة وتفعيل دورهم بما يخدم المصلحة العامة.
وأكد الدكتور أحمد الشريف رئيس جمعية الرياضيين الإماراتية، أن الإعلام الرياضي الوطني قطع خطوات متقدمة خلال السنوات الخمسين الماضية بجهود أبناء الدولة، مؤكداً أن تلك الجهود تحتاج إلى تشجيع القطاع الإعلامي الخاص من مستثمرين وإعلاميين مواطنين، ليكون لنا دور في صناعة محتوى يعكس مكانة الدولة على المستوى العربي والإقليمي.
وأشار إلى أن المنصات الإعلامية سيكون لها مصداقية أكثر من الرسمية ومن حقها الحصول على مبالغ مادية لتطوير خدماتها، مؤكداً أن الإعلام الرسمي سيكون دوره ضئيلاً خلال الأعوام الخمسة القادمة، وأوصى بأهمية ترخيص الإعلامي وتجديد تلك الرخصة سنوياً أو بحسب القرار الذي يصدر لتنظيم تلك المهنة، وإخضاع الإعلامي لفترة تدريب لمواصلة عمله وتطوير مهاراته بما يخدم توجهات الدولة.
وأضاف: الإعلام الرياضي مر بمراحل عديدة، ساهم في إيجاد مناخ خصب لصناع قرار رياضي ناجح، باعتباره سلطة، نتيجة لعدم وجود وصي على الإعلام خلال فترة السبعينيات والثمانينيات، إلا أن ظهور القنوات الفضائية بدأ يقل دوره كسلطة رابعة، لافتاً إلى أن دخول الأموال و«السوشيال ميديا» يمثلان تحدياً جديداً أمام الإعلام الرسمي، ويجب أن ندرك هذا التحول من خلال تحصين العاملين في المجال الرياضي وإدراك هذا البُعد، حيث تمثل الكلمة في الإعلام «الرصاصة التي لا يمكن أن تعود لمكانها»، والتي يمكن أن تؤدي إلى قطع علاقات بين الدول.
وأكد الناقد والمحلل الرياضي حسن إبراهيم، أن الإعلام الرياضي يمارسه كل فرد في الأسرة، سواء بممارسة أو تشجيع اللعبة، حيث تكون الإثارة جزءاً لا يتجزأ من الإعلام الرياضي، ولذلك يجب على المحلل أو المقدم الإعلامي التفريق بين الإثارة السلبية والإيجابية، والذي يمثل فناً من فنون جذب القراء والمشاهدين للوسائل الإعلامية، حيث أعطت وسائل التواصل الاجتماعي بعداً آخر للاستوديوهات الرياضية من خلال نشر الثقافة.
وأشار إلى أن الإثارة في الإعلام الرياضي تعود إلى الإعلامي وهدفه من إثارة قضية ما، فالناقد الرياضي له ميوله ومطلوب منه أن يكون محايداً، مؤكداً أن استخدام الإثارة لإيصال معلومة شيء مطلوب في العمل الإعلامي، ولكن لا يجب التخلي عن معايير وقيم العمل الإعلامي والمجتمعي، وأن توقيت طرح الإثارة في ملف رياضي يمثل جزءاً من الإثارة نفسها، حيث تعتمد وسائل التواصل الاجتماعي على عاطفة الجمهور، ويمكن أن تكون وسيلة لتصفية الحسابات.
ونفى إبراهيم قضية توجه بعض الأندية لإثارة فتنة ضد نادٍ آخر، حيث تتكاتف جميع الأندية على إنجاح المنظومة الرياضية التي تعتبر جزءاً من التنمية الشاملة للدولة، على الرغم من ذلك نرى ذلك التحدي موجوداً بالفعل من خلال أفراد المجتمع وخاصة المشجعين، ولكنه غير مرئي.
وأكد نجيب الشامسي، أن الإعلام الرياضي جزء من المنظومة الإعلامية ككل، ويلعب دوراً في إحداث نقلة نوعية لدولة الإمارات، والندوة أكدت على وجود خلل يحتاج تكاتف الجميع لمعالجته وخدمة السياسة الإعلامية، بهدف مواكبة تطور كافة قطاعات الدولة من خلال عناصر وطنية تعطي الحلول، ولذلك على المؤسسات دور في اختيار الإعلامي وإخضاعه لدورات تدريبية كل فترة لتنمية مهاراته، وقدرته على تشخيص الواقع الرياضي ومعالجة التحديات.
وأشار إلى أهمية تفهم المحلل للواقع الرياضي والتعامل مع الحدث وفق رؤية مستقبلية، وليس كل من مارس لعبة رياضية قادراً على التحليل في البرامج الإعلامية، وليس مجرد أن يقدم نفسه كمحلل رياضي، لافتاً إلى أن بعض المحللين قادرون على إحداث تفرقة بين الشعوب، وذلك رأيناه خلال مباراة كرة القدم بين مصر والجزائر خلال الفترة السابقة.
وأطلق خلف سالم بن عنبر مدير عام جمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية برأس الخيمة، مبادرة خاصة لتكريم قدامى الرياضيين تقديراً لما قاموا به من إنجازات خلال مسيرتهم الرياضية مما ساهم في تنشيط الحركة الرياضية وتحقيق نقلة نوعية للرياضة على كافة المستويات، منهم علي سعيد الوالي، والمرحوم عبدالله أحمد بن جمعة الطنيجي استلم التكريم عنه ابنه العقيد فهد عبدالله بن جمعة، والمرحوم علي عبدالله الدباني وتسلم عنه ابنه الدكتور أحمد عبدالله الدباني.