السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الدفاع سلاح الإنجليز للعودة إلى عهد البطولات

الدفاع سلاح الإنجليز للعودة إلى عهد البطولات
23 يونيو 2021 16:32

لندن (أ ف ب)

 بعد ثلاث مباريات في دور المجموعات ضمن بطولة كأس أوروبا 2020 لكرة القدم، لم تستقبل شباك المنتخب الإنجليزي أي هدف، والمرة الوحيدة التي حدث فيها أمر مماثل، كانت خلال كأس العالم 1966، حينما توّج "الأسود الثلاثة" أبطالاً.

فهل يمكن للإنجليز أن يحلموا بتكرار الإنجاز، رغم هجوم متذبذب وخصم من العيار الثقيل في ثمن النهائي؟قبل انطلاق البطولة، فُتن الجميع بالقوة الهجومية للإنجليز، وكانوا ينتظرون عروضاً مبهرة من هاري كين، فيل فودن، جايدون سانشو، ماركوس راشفورد، أو رحيم ستيرلينج.

 ذلك لأن تلك الآمال بدت أكثر مشروعية، مع عبور إنجلترا من مجموعتها في التصفيات مع تسجيل 37 هدفاً في ثماني مباريات. لكن حالياً، لم يكن إلا ستيرلينج مهاجم مانشستر سيتي، صاحب الهدفين اللذين سجلهما المنتخب في المسابقة القارية، على مستوى التوقعات. هدفان منحا المنتخب سبع نقاط «تعادل سلباً في مباراة اسكتلندا» بفضل دفاع لم يكن قط نقطة قوته.

 منذ انتهاء التصفيات منذ أكثر من عام ونصف العام، اتخذ جاريث ساوثجيت تدريجياً نهجاً أكثر حذراً في اللعبة. خلال دوري الأمم الأوروبية الأخير، حاول العودة إلى تنظيم من ثلاثة لاعبين في قلب الدفاع، وهو التكتيك الذي وصل به مع المنتخب إلى نصف نهائي كأس العالم في روسيا عام 2018.

 لكن ذلك انتهى بنصف فشل، إذ احتل الإنجليز حينها المركز الثالث في مجموعتهم خلف بلجيكا والدنمارك. ومذاك الحين، عاد ساوثجيت إلى نظام 4-2-3-1 أو 4-3-3 مدعماً بمحور دفاعي مزدوج ثابت، وظهيرين سريعين في بناء الهجمات، وخصوصاً حين يتقدّم "الأسود الثلاثة" بالنتيجة.

 يمكن تفسير ذلك الحذر المفترض بطرق عدة، أولها الدروس المستفادة من تتويج "الزرق" مع ديدييه ديشامب في مونديال روسيا، وأيضاً من المنتخبات الأخرى في المسابقات الكبرى السابقة، حيث غالباً ما يفوز من لديه أفضل دفاع.

 ساوثجيت واضح بما يكفي لإدراك أن مدافعيه أو حارس مرماه ليسوا الأفضل في مجالهم، وأن الهيكلية التنظيمية يجب أن توفر عنصر القوة الإضافية، التي قد تفتقر إليها العناصر.

 وللمفارقة، فإن القوة الهجومية الإنجليزية تعزز هذا الشعور، على غرار فرنسا، بأن الهدف يمكن أن يأتي في أي وقت، وأن تقديم عرض جيد هو أمر ثانوي تماماً، ضد الكروات كما ضد التشيكيين، بمجرد التقدم بهدف، بدأت إنجلترا حتى نهاية المباراة الثلاثاء بالاعتماد على ثلاثي خط الوسط المكون من جوردان هندرسون وكالفين فيليبس وجود بيلينجهام، والتقدم بلعب تمريرات ولكن من دون جرأة أو إبداع.

 رغم ذلك، فإن النتائج، حتى ولو لم تكن بحسب الطموحات، موجودة. فسجلت إنجلترا مباراتها الثامنة من تسع مواجهات بـ"شباك نظيفة، وأنهت دور المجموعات بالصدارة من دون أي صعوبة، حتى أمام التحدي البدني مع الاسكتلنديين.

 وبتسجيله هدفين فقط في ثلاث مباريات، يكون المنتخب الإنجليزي الأقل تهديفاً من بين متصدري المجموعات في تاريخ المسابقة. لكن لا يمكن أن ينخدع ساوثجيت بالضعف النسبي للمنافسين حتى الآن، وهو يعرف جيداً أن بطولة أخرى ستبدأ في ثمن النهائي، مع خصوم من عيار مختلف تماماً بدءاً من المباراة المقبلة.

 فهل سيصمد الحرس الخلفي الإنجليزي أيضاً أمام صدمات فرنسا أو ألمانيا المتحمّسة أو البرتغال بقيادة كريستيانو رونالدو، الذي يراقبه الجمهور الإنجليزي بشغف؟ تعهد المدرب الإنجليزي أنه "كائناً من كان الخصم، سيكون الأمر صعباً للغاية، لكننا أدركنا أنه منذ البداية ومن وجهة نظري، سوف نتحسن أكثر، نحن بالفعل فريق تصعب مواجهته، ولكن يمكننا تقديم المزيد.

 لكن واقعياً، من المرجح أن تنتهي المغامرة الإنجليزية إذا لم يستيقظ الهجوم.

 ومن خلال الاستفادة من عامل الأرض، وفي ملعب ويمبلي الذي سيستقبل 40 ألف متفرج بدءاً من ثمن النهائي، فإن المنتخب الإنجليزي سيكون مدعوماً من الجمهور "اللاعب رقم 12"، وبالتالي من الصعب الرهان على اللعب الدفاعي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©