عدد اليوم
محمد سيد أحمد (أبوظبي)
جاء قرار اتحاد كر القدم السوداني الاثنين الماضي، بإجازة النظام الأساسي لنادي المريخ الذي اعتمدته جمعية النادي العمومية 27 مارس لينهي أزمة إدارية عاشها النادي الكبير الذي يمثل أحد قطبي الكرة السودانية بجانب شقيقه الهلال، ويجعل الباب مفتوحاً أمام القاعدة الجماهيرية للنادي الأحمر لتجديد عضويتها واختيار من تراه مناسباً من المترشحين لقيادته.
وقضى قرار اتحاد الكرة باستمرار عمل مجلس إدارة المريخ الحالي بشقيه القابض على اتخاذ القرار والمعارض، لمدة 45 يوماً، يتم خلالها التحضير لجمعية عمومية بإشراف اتحاد الكرة نفسه لاختيار مجلس إدارة جديد في 5 سبتمبر المقبل،
ورغم أن اتحاد كرة القدم بعدم تدخله مبكراً، ومناصرته في موقف كثيرة رئيس النادي الحالي آدم سوداكال عمق الأزمة، بجانب عدم اعتماده لقرارات الجمعية العمومية التي أجازت النظام الاساسي بعد تعديله وتنقيحه إلا بعد أكثر من شهرين، لكن أن تأتي أخيراً خير من أن لا تأتي، وإن كان الحل توافقياً وحمل تنازلات من الطرفين، للوصول إلى اتفاق يسدل الستار على هذه الأمة التي استفحلت وتسببت في الكثير من الاضرار الإدارية بالذات خلال حقبة الرئيس الحالي، الذي رغم نجاحات النادي الفنية في عهده بتحقيقه لبطولة الدوري 3 مرات علي التوالي، لكنه ابتعد عن المؤسسية في العمل، ليتسبب ذلك في أضرار كثيرة على صعيد التعاقدات وعدم الإيفاء بالالتزامات المالية، فضلاً عن انشقاق مجلس الإدارة نفسه واستعار الحرب الكلامية بين أعضائه في وسائل الإعلام، وهو ما أدى إلى عدم رضا كبير في الشارع المريخي ليكون مطلب إقالة سوداكال عن منصبه من الغالبية العظمى للقاعدة المريخية قيادات وأقطاب وجماهير.
وسوداكال الذي فاز برئاسة أعرق أندية الكرة السودانية بطريقة سلسلة بترشحه وحيداً ودون منافس علي المنصب، أشارت تقارير إلى أنه لا ينوى الترشح من جديد، لكن هذا أمر لن يحسم إلا عند إغلاق باب الترشح للانتخابات المقبلة في النادي، والتي قد تشهد عودة الرئيس «المحبوب» جمال الوالي إلى سدة حكم المريخ من جديد، كما أن الباب سيكون مفتوحاً لرجال الأعمال من عشاق النادي للمنافسة على الرئاسة، لذلك الرئيس الحالي حتى وإن ترشح فإن الطريق للاحتفاظ بالمنصب لن يكون مفروشاً بالورود كما حدث في الانتخابات السابقة.
ويبقى التحدي الأكبر في المرحلة الحالية هو تغليب أعضاء مجلس الإدارة الحاليين مصلحة النادي علي المكاسب الشخصية، وتناسي خلافاتهم الشخصية، بالذات أن الفترة المتبقية من عمر المجلس الذي أمضي جل فترته منقسماً، ليس بالكثير، وأن يساهموا في التحضير الجيد للجمعية العمومية المقبلة، وقبل ذلك فإن اتحاد كرة القدم مطالب بشدة بعدم التدخل من جديد حتى لا يعيد الشقاق، وأن يدعم العمل المؤسسي في النادي، وليس قرارات الشخص الواحد.
