برلين (د ب أ)
بعد عام من الارتباك وحالة الضبابية، انطلقت منافسات بطولة كأس الأمم الأوروبية «يورو 2020» مساء أمس الجمعة في العاصمة الإيطالية روما، وقد شهدت المباراة الافتتاحية عروضاً جيدة داخل الملعب وخارجه، لتقدم لمحة عن عودة الوضع الطبيعي لكرة القدم والرياضة في الحياة ما بعد جائحة فيروس كورونا المستجد.
كانت يورو 2020 قد تأجلت من العام الماضي إلى العام الجاري بسبب جائحة كورونا، وقد أثيرت الشكوك حول إمكانية إقامة البطولة قبل أشهر قليلة من إطلاق صافرة البداية، بسبب استمرار أزمة كورونا.
فقد شهدت العديد من دول أوروبا مع بداية هذا العام، إجراءات إغلاق صارمة للسيطرة على انتشار العدوى بفيروس كورونا، وكانت مدينة ميونيخ الألمانية على وشك الاستبعاد من قائمة الدول المستضيفة لمنافسات يورو 2020، قبل أن تقدم للاتحاد الأوروبي للعبة «يويفا» خطة لحضور الجماهير في الاستاد.
ونجحت ميونيخ في حسم الأمر، لكن مدينتي دبلن الأيرلندية وبيلباو الإسبانية لم تتمكنا من حسم خطتهما لحضور الجماهير، وجرى استبعادهما من قائمة المدن المستضيفة.
وحلت إشبيلية مكان بيلباو، بينما نقلت المباريات التي كانت مقررة في دبلن إلى سان بطرسبرج ولندن. وبدلاً من إقامة منافسات يورو 2020 في 12 مدينة كما كان مقرراً في البداية، تقام مباريات البطولة في 11 مدينة.
ولكن كل العراقيل والمعاناة بدت في طي النسيان، على الأقل لمدة 90 دقيقة، وذلك عندما افتتحت البطولة، أمس الجمعة، بالمباراة التي انتهت بفوز المنتخب الإيطالي على نظيره التركي 3/ صفر.
تجدر الإشارة إلى أن إيطاليا وبريطانيا كانتا في صدارة الدول الأوروبية الأكثر تضرراً من جائحة كورونا، وذلك من حيث عدد الوفيات بسبب العدوى. لكن الاستاد الأولمبي في العاصمة روما شهد أمس حضور نحو 16 ألف مشجع، وتعالت الصيحات وارتسمت الابتسامة على الوجوه، ليقدم ذلك لمحة لما ستبدو عليه الرياضة في الحياة ما بعد الجائحة.
وقال تشيرو إيموبيلي الذي سجل الهدف الثاني للمنتخب الإيطالي في مباراة أمس:«كانت أمسية مثالية. ورؤية احتفالات الجماهير جعلت الأجواء أكثر جمالاً، نحن نهدي هذا الانتصار إليهم، وإلى من لا يزالون يقاومون هذا الفيروس اللعين.
وقال زميله لورينزو إنسيني الذي سجل الهدف الثالث لإيطاليا:«كل شيء كان مفعماً بالعاطفة. كان شيئاً جميلاً أن نرى المشجعين مجدداً، وهو ما كنا معتادين عليه.
وذكرت تقارير إعلامية إيطالية أن الاحتفالية الكروية امتدت إلى خارج الاستاد، حيث احتشد المشجعون واحتفلوا في الشوارع. وجرى إلزام حاملي التذاكر بإبراز شهادة بتناولهم اللقاح المضاد لفيروس كورونا، أو تقديم ما يثبت سلبية نتائج فحوص كورونا التي خضعوا لها.
وفي المدرجات، لم يلتزم كثيرون بارتداء الكمامة، كما لم يكن هناك التزام كبير بالتباعد الجسدي. ولم يتضح حتى الآن ما إذا كان هذا السلوك سيحمل تأثيراً سلبياً فيما يتعلق بعدد حالات العدوى في أوروبا، لكن لليلة واحدة على الأقل، استطاع مشجعو كرة القدم في مختلف أنحاء العالم تنحية أزمة الوباء جانباً.