علي معالي (دبي)
ينتشر الفلبينيون بعيداً عن حدود بلادهم بشكل كبير منذ القرن الماضي، لذلك يظهر الآلاف منهم في بلدان تملك ثقافة وإمكانيات كروية أكبر لكن الصورة بدأت تختلف داخل منتخب الكرة، من خلال العناصر المهاجرة العائدة التي كانت تحمل جنسيات مختلفة.
تستحوذ لعبة كرة السلة على النصيب الأكبر في الرياضة الفلبينية، وبالتالي كان لمنتخب كرة القدم الذي يطلق عليه اسم منتخب «الكلاب الضالة» نصيب أقل من الشعبية والمقابل المادي، وبدأت العيون تتجه لمن يتواجدون خارج الفلبين للاستعانة بهم كروياً.
الفلبين رغم قلة ألقابها لكن كانت لها مكانة خاصة في نسيج الكرة الآسيوية، حيث شاركت في أول مباراة دولية على التراب الآسيوي عندما فازت في افتتاحية دورة ألعاب شرق آسيا في مواجهة الصين في 1913. وكان «باوليتو ألكانتارا» لاعب منتخب الفلبين السابق هدافاً تاريخياً مع برشلونة حتى تفوق عليه الأرجنتيني ليونيل ميسي منذ أعوام، ولعب مع برشلونة على فترتين الأولى من 1912 حتى 1916 ثم عاد مرة أخرى 1918 واستمر لـ9 سنوات وسجل 143 هدفاً.
لم يسبق للمنتخب الفلبيني التأهل إلى كأس آسيا منذ انطلاقها عام 1956، حتى نجح في ذلك عام 2019، عندما استضافت دولة الإمارات هذه النهائيات وهو الظهور القاري الأول وخسر الفريق مبارياته الثلاث. في تصفيات كأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023 المقامة مبارياتها حالياً في إمارة الشارقة يتواجد منتخب الفلبين إلى جوار سوريا والصين والمالديف وجوام، على أمل رسم خريطة جديدة لبلاده في القارة الصفراء. ضاعت فرصة المنتخب الفلبيني في التأهل لكأس العالم بعد احتلال المركز الثالث بالمجموعة الأولى بعد سوريا 21 نقطة والصين 13 نقطة، حيث حصد 7 نقاط فقط من أصل 8 مباريات، ولكن الأمل في التأهل لكأس آسيا لا يزال قائماً.
هناك ما بين 8 إلى 12 جنسية مختلفة تتعايش في غرفة ملابس واحدة في قائمة «الكلاب الضالة»، ودائماً ما تكون الأم فلبينية والأب ما بين ألمانيا وإنجلترا وأميركا والدنمارك وسويسرا وهولندا وإسبانيا وأستراليا لتنخرط هذه الثقافات المتنوعة المولد والنشأة في كيان كروي واحد.
أغلب اللاعبين «المجنسين» قادمون من ألمانيا ومنهم حارس المرمى برند ومايك أوت وستيفان شكروك وباتريك جيري، ومن إسبانيا كارلوس ألبريتو وأنجيل جيرادو، ومن إنجلترا مارك هرتمان وأوليفير بياس، ومن سويسرا مايكل كيمبتر ومايكل سنويل، ومن هولندا جوستين باس، ومن الدنمارك كيفين مينوزا.