طوكيو (أ ف ب)
أعلنت الحكومة اليابانية الجمعة توسيع حالة الطوارئ المفروضة في البلاد، بسبب جائحة فيروس كورونا لتشمل ثلاث مقاطعات إضافية، قبل 10 أسابيع من انطلاق دورة الألعاب الأولمبية المؤجلة من الصيف الماضي، في حين قدم نشطاء عريضة يطالبون فيها بإلغاء الحدث حملت توقيع اكثر من 352 ألف شخص.
في وقت تخضع العاصمة طوكيو ومناطق أخرى لحالة الطوارئ حتى أواخر الشهل الجاري، أضيفت ثلاث مقاطعات، بما فيها هوكايدو التي ستستضيف سباق الماراتون.
وقال رئيس الوزراء يوشيهيدي سوجا: قررنا إضافة مقاطعات هوكايدو، أوكاياما وهيروشيما إلى تلك الخاضعة لحالة الطوارئ حتى 31 مايو الحالي.
وأضاف أنه في هذه المناطق الثلاث "عدد السكان كبير نسبيًا وعدد الحالات الجديدة يتزايد بوتيرة عالية".
وتأتي حالة الطوارئ المتسعة الهادفة إلى مكافحة الموجة الرابعة من الوباء التي استنزفت من قدرة القطاع الطبي، في ظل معارضة الرأي العام بشدة لإقامة الألعاب هذا الصيف تخوفًا من المزيد من الإصابات حيث قدم نشطاء مناهضون للأولمبياد الجمعة عريضة يطالبون فيها بإلغاء الدورة.
ووقع أكثر من 352 ألف شخص على عريضة على الإنترنت بعنوان «ألغوا أولمبياد طوكيو لحماية حياتنا»، أطلقها في أوائل مايو كنجي أوتسونوميا، المحامي والمرشح السابق لمنصب حاكم طوكيو. وقال أوتسونوميا: السرعة الكبيرة بشكل خاص التي تم بها جمع التوقيعات في اليابان تعكس الرأي العام، حيث أظهرت استطلاعات الرأي التي أجريت منذ العام الماضي أن 60 إلى 70% من السكان يعارضون إقامة الألعاب هذا الصيف.
وأضاف أوتسونوميا: هذه المرة السؤال هو ما الذي نعطيه الأولوية، الحياة أم حفل وحدث يسمى الأولمبياد. من خلال العريضة، تمت دعوة حاكمة طوكيو يوريكو كويكي إلى حث اللجنة الأولمبية الدولية على إلغاء الألعاب. وجاء في العريضة أن اللجنة الأولمبية الدولية لها الحق في اتخاذ قرار بإلغاء الألعاب من عدمه، لكن طوكيو، باعتبارها المدينة المضيفة، يجب أن تحث اللجنة الأولمبية الدولية على إلغاء الألعاب، التي تنطلق في 23 يوليو.
وأرسل هؤلاء النشطاء العريضة عبر البريد الإلكتروني إلى اللجنة الأولمبية الدولية واللجنة البارالمبية الدولية وسيقومون بعد ذلك بإرسال رسائل بريدية إلى المنظمات الدولية، بينما يخططون لتقديم نفس النص إلى الحكومة اليابانية واللجنة المنظمة لألعاب طوكيو.
ويستمر عدد حالات "كوفيد-19" في الارتفاع في البلاد بينما تتقدم حملة التطعيم ببطء شديد. وحذرت نقابة الأطباء الخميس أنه من المستحيل إقامة الألعاب بأمان خلال الجائحة، لكن المنظمين يقولون إن الإجراءات المضادة للفيروس ستحافظ على سلامة الرياضيين والجمهور الياباني.
وقالت رئيس اللجنة المنظمة سيكو هاشيموتو، إنها على علم بهذه المخاوف، لكنها أصرت على أن القواعد الصارمة ستحافظ على سلامة الجميع.
وأضافت: أعلنا عن إجراءات صارمة للغاية لمكافحة الفيروسات، علينا إنشاء فقاعة مشددة وفرض القيود اللازمة لتجنب الضغط على القطاع الطبي. فيما أشار البريطاني سيباستيان كو رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى، الذي حضر أحداث تجريبية في اليابان الأسبوع الماضي، إلى انه لم يتسبب أي حدث رياضي كبير حتى الآن بـ"تسريع انتشار الوباء". تم تفعيل حالة الطوارئ في البلاد للمرة الثالثة خلال ما يزيد قليلاً عن عام، حيث تنص حالة الطوارئ على قيود أقل صرامة من عمليات الإغلاق الصارمة المطبقة في أماكن أخرى من العالم. وتنص حالة الطوارئ على الخصوص على تقييد نشاط بعض الأعمال التجارية، ولا سيما فرض الإغلاق المؤقت للحانات والمطاعم، كما تم إغلاق بعض المتاجر ودور السينما.
وأعرب العديد من الرياضيين اليابانيين بينهم لاعب الجولف هيديكي ماتسوياما ولاعبة كرة المضرب ناعومي أوساكا، في الأيام الأخيرة، عن تحفظات بشأن جدوى الألعاب الأولمبية في خضم الوباء.
وسبق أن قرّرت السلطات حظر حضور المتفرجين من خارج البلاد، ويمكن أن يقام الحدث الأولمبي الكبير خلف أبواب مغلقة لأول مرة في تاريخه، كما أوضحت الجمعة الماضي هاشيموتو رغم أن القرار النهائي سيتخذ في يونيو. وأعلن مختبرا فايزر وبيونتيك الخميس عن إبرام مذكرة تفاهم مع اللجنة الأولمبية الدولية، لتوفير لقاحات ضد فيروس "كوفيد-19" للرياضيين والوفود من جميع الدول المشاركة.
وتعتبر اليابان أقل تضررًا نسبيًا من فيروس كورونا مقارنة مع العديد من البلدان الأخرى، مع حوالي 10 آلاف حالة وفاة مسجلة رسميًا منذ كانون الثاني/يناير 2020، لكن الخبراء الطبيين يحذرون من أن نظام المستشفيات يتعرض لضغط كبير.