مدريد (الاتحاد)
تتجه الأنظار إلى ملعب ألفريدو دي ستيفانو غداً «الأحد»، حيث يستضيف ريال مدريد فريق إشبيلية، مع دخول سباق لقب الدوري الإسباني لكرة القدم مرحلته الحاسمة، ومع زيارة أتلتيكو مدريد المتصدر لبرشلونة اليوم «السبت»، لن يتبقى أمام الفرق الأربعة إلا ثلاث مباريات فقط، لذلك فإن من يحقق الفوز يقطع شوطاً كبيراً نحو الفوز بلقب «الليجا» هذا الموسم.
ولا شك أن الريال ليس أمامه إلا الفوز إذا كان يفكر في مواصلة مشوار المنافسة على «اللقب اليتيم» المتبقي أمامه هذا الموسم، بعد الوداع المتواصل من البطولات، وآخرها دوري أبطال أوروبا، بالسقوط أمام تشيلسي الإنجليزي.
ستكون المباراة خاصة بالتأكيد لمدرب إشبيلية جولين لوبيتيجي، الذي لم تمض فترته القصيرة مدرباً لريال مدريد 2018، كما هو مخطط لها، فقد خاض 10 مباريات في الدوري، وفاز خلالها 4 مرات وعانى من خسارة مؤلمة 3 -صفر خارج أرضه في إشبيلية، حيث يتواجد الآن المدرب ذو الأصول الباسكية بثبات مع الفريق الأندلسي، مما أدى لإقالته سريعاً، رغم أنه تخلى عن المنتخب الإسباني قبل انطلاق نهائيات كأس العالم، من أجل تحقيق حلم قيادة «الميرنجي».
ويقود لوبيتيجي فريقه بكل ثقة في المواجهة المقبلة، بعدما حقق الفوز في سبع مرات في آخر تسع مباريات خاضها في الدوري، ويمر الدولي المغربي يوسف النصيري بحالة جيدة في الهجوم، ورفع هدف الفوز الرائع الذي سجله أمام ليفانتي مؤخراً رصيده إلى 17 هدفاً في «الليجا» هذا الموسم، فيما كان المدافع الفرنسي الشاب جول كوندي رائعاً في الدفاع، كما كان جوان جوردان متميزاً في الوسط، وليس من قبيل المصادفة أن تزامنت عودة الفريق إلى مستواه مع عودة الجناح الأرجنتيني لوكاس أوكامبوس من الإصابة، ومن الأمور البارزة أيضاً مؤخراً التعاقد مع بابو جوميز في يناير الماضي، والذي استقر في دور حاسم في صناعة اللعب في الفريق.
قد يكون إشبيلية سعيداً لأن سانتياغو برنابيو يخضع للتجديد في الوقت الحالي، نظراً لخسارة الفريق الأندلسي في آخر 11 زيارة له في «الليجا»، منها الخسارة 2-1 في الموسم الماضي، كما حقق ريال مدريد الفوز بصعوبة في أول لقاء بينهما هذا الموسم مطلع ديسمبر الماضي، والذي حسمه بونو حارس إشبيلية بهدف عكسي بالخطأ في مرماه تحت ضغط مهاجم ريال مدريد فينيسيوس جونيور.
من جانبه، يعرف حامل اللقب مدريد ما يتطلبه الأمر للوصول إلى سباق متقارب على اللقب، وكان فريق زيدن الدين زيدان متميزاً خلال الأشهر الأخيرة، حيث تعرض لإصابات مختلفة والعديد من عينات «كوفيد-19» إيجابية، والجهد الإضافي للوصول إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، ومع فوزه المريح 2 -صفر يوم السبت على أوساسونا، فإن «الملكي» حقق 10 انتصارات وتعادلين مقابل هزيمة واحدة في آخر 13 مباراة على أرضه في «الليجا».
وكان قلب الدفاع إيدير ميليتاو هو نجم العرض ضد أوساسونا، حيث سجل هدفه الأول في «الليجا»، وأنهى زميله البرازيلي كاسيميرو الأمور بالتسجيل في وقت متأخر، وأتاحت الإصابات التي لحقت بالمدافعين الآخرين، بمن فيهم قائد الفريق سيرجيو راموس، فرصة لميليتاو «23 سنة» الذي تألق وظهر بشكل ممتاز في الأسابيع الأخيرة، علماً أن راموس «35 سنة» العائد من الإصابة في الركبة، ربما يلعب أول مباراة له في «الليجا» منذ منتصف مارس الماضي أمام ناديه السابق إشبيلية.
كما أن النجم البلجيكي إدين هازارد أصبح لائقاً بدنياً مرة أخرى، فيما كان كريم بنزيمة من أبرز المساهمين بشكل منتظم في ريال مدريد خلال الموسم، حيث إنه صنع هدف كاسيميرو ضد أوساسونا، مما يعني أنه شارك بشكل مذهل في 14 هدفاً «سجل 11 هدفاً وقدم 3 تمريرات حاسمة» في آخر 11 مباراة في «الليجا».
من الممكن أن تكون المواجهة متوترة مساء الأحد، بالنظر إلى كل ما هو على المحك لكلا الفريقين، يتمتع ريال مدريد بالخبرة والميزة باللعب على أرضه، لكن إشبيلية متحمس لفرصة المنافسة في واحد من أكثر السباقات إثارة في تاريخ «الليجا».